الولايات المتحدة تسحب إعلان ترامب لاستئناف العقوبات على إيران
بيان أوروبي أمريكي يؤكد ضرورة تقيّد طهران ببنود الاتفاق النووي
وجهت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، رسالة إلى مجلس الأمن الدولي أبلغت فيها بسحب إعلان سلفه، دونالد ترامب، حول استئناف كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران.
وأبلغ ريتشارد ميلز، القائم بعمل السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي، بأن بلاده سحبت تأكيد إدارة الرئيس ترامب، بإعادة فرض كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران في سبتمبر/أيلول 2000. وذلك بحسب وكالة “رويترز”.
وفي وقت سابق من الخميس، أبلغ وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بأن الولايات المتحدة مستعدة للتفاوض مع إيران، بشأن عودة البلدين للالتزام بالاتفاق النووي الموقع عام 2015.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر دبلوماسي فرنسي أن الولايات المتحدة وجهت رسائل حول استعدادها للتفاوض مع إيران خلال الاجتماع المرتقب لمجموعة (5+1).
وفي سياق متصل، حذّرت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة الخميس إيران من تداعيات “خطيرة” لمضيّها قدما في تنفيذ تهديدها بفرض قيود على مفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدة ضرورة عودة طهران للتقيّد التام ببنود الاتفاق النووي.
وأكدت الدول الأوروبية الثلاث ومعها الولايات المتحدة عقب محادثات بينها أنها “موحدة في التحذير من خطورة أي قرار من شأنه أن يقيّد عمل مفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، وذلك مع قرب انقضاء مهلة بهذا الصدد حدّدها مجلس الشورى الإيراني تنهي في 21 شباط/فبراير.
واستضاف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الخميس نظيريه الألماني هايكو ماس والبريطاني دومينيك راب في باريس حيث أجروا محادثات شارك فيها عبر الفيديو وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وحضّ البيان الأوروبي-الأميركي “إيران على الأخذ في الاعتبار تداعيات خطوة خطيرة كهذه، خصوصا في هذا التوقيت الذي يوفر فرصة دبلوماسية”، معربا عن توافق الدول المجتمعة على ضرورة عودة طهران “للتقيّد التام” ببنود الاتفاق النووي.
ويشير محللون إلى أنه لا تزال هناك فرصة لإنقاذ الاتفاق التاريخي الذي تلقّى ضربة شبه قاضية عندما أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انسحاب بلاده منه عام 2018، وأعاد فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية.
وأعربت إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن عن استعدادها للانضمام مجددا إلى الاتفاق والبدء برفع العقوبات إذا عادت إيران للوفاء بكامل التزاماتها المنصوص عليها فيه، وهو شرط بدت إيران التي يشهد اقتصادها تدهورا، غير راضية عنه.
وفي السياق نفسه، سبق أن صرح الرئيس الإيراني، حسن روحاني، مساء الخميس، بأن الاتفاق النووي هو إنجاز مهم للدبلوماسية متعددة الأطراف، مؤكدا أنه لا ينبغي أن نسمح بذهاب هذا الاتفاق هدرا بسهولة.
وأفادت وكالة “إرنا”، بأن تصريح روحاني جاء خلال اتصال هاتفي، اليوم، مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، بحثا فيه آخر تطورات الاتفاق النووي مع إيران.
وشدد روحاني على أهمية دور المجلس الأوروبي في تحديد التوجهات السياسية العامة ورسم أولويات الاتحاد الأوروبي، قائلا: إن الاتحاد الأوروبي بصفته لاعبا مهما في الساحة العالمية ينبغي أن يؤدي دورا مناسبا في مواجهة الأحادية الأمريكية.
واعتبر الرئيس الإيراني، الاتفاق النووي، إنجازا مهما للدبلوماسية متعددة الأطراف، موضحا أن مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي بصفته المنسق للاتفاق النووي يمكنه أن يلعب دوره في رسم الخطوات.