الصحة العالمية توصي بعدم تناول العقار الذي روج له ترامب ضد كورونا
أوصت لجنة خبراء بمنظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، بعدم استخدام عقار هيدروكسي كلوروكين الذي روّج له الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، للوقاية من فيروس كورونا، مشيرة إلى عدم وجود أثر فعلي كبير له على المصابين.
وقالت المنظمة بأن العقار ليس له أثر كبير على المصابين بالفعل، فيما أكد خبراء المنظمة الأممية أن الاعتقاد بإمكانية التغلّب على كوفيد-19 بحلول نهاية العام هو أمر غير واقعي، وأن الوباء لا يزال فتاكاً.
وقال فريق خبراء مجموعة تطوير المبادئ التوجيهية بمنظمة الصحة في المجلة الطبية البريطانية، إنه ينبغي عدم استخدام “هيدروكسي كلوروكين” المضاد للالتهابات في مكافحة الجائحة، وإنه “لا يستحق” عناء البحث في مزيد من الدراسات بخصوص العلاجات المحتملة لكوفيد-19.
وقال الخبراء إن هذه “التوصية القوية” تستند إلى أدلة على درجة عالية من اليقين توصلوا إليها من خلال 6 تجارب عشوائية شملت أكثر من 6 آلاف مشارك ممن يُعرف بتعرضهم لكوفيد-19 ومن لا يُعرف بتعرضهم له.
وأضاف خبراء منظمة الصحة العالمية إن “اللجنة تعتبر أن هذا العقار لم يعد من أوليات البحث، وأن الموارد يجب أن توجه بدلا من ذلك لتقييم عقاقير أخرى واعدة للوقاية من كوفيد-19”.
وتصدر المنظمة التوجيهات، التي يمكن تحديثها مع ظهور أدلة جديدة، لنصح الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية بشأن كيفية التعامل مع ذلك المرض التنفسي ومساعدتهم في اتخاذ قرارات أفضل بشأن المرضى.
يأتي ذلك فيما اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن الاعتقاد بإمكانية التغلّب على فيروس كورونا بحلول نهاية العام هو أمر غير واقعي.
وقال مايكل راين، مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، مساء الاثنين، إنه سيظل من الممكن خفض عدد حالات الاستشفاء والوفيات. لكن الوباء لا يزال فتاكاً، خاصة إثر الارتفاع الأخير في عدد الإصابات هذا الأسبوع بعدما كانت قد انخفضت لسبعة أسابيع متتالية.
وقال راين “برأيي، سيكون من السابق جدا لأوانه، ومن غير الواقعي الاعتقاد أننا سنقضي على هذا الفيروس بحلول نهاية العام”.
وأضاف “لكنني أعتقد أن ما يمكننا الانتهاء منه، إذا كنا أذكياء، هو حالات الاستشفاء والوفيات والمآسي المرتبطة بهذا الوباء”.
وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية تركز على إبقاء العدوى بالفيروس منخفضة وعلى المساعدة في منع ظهور النسخ المتحورة وتقليل عدد المصابين.
وأضاف أن تطعيم العاملين في القطاع الصحي بالدرجة الأولى والأكثر ضعفا سيسمح “بإزالة الخوف والمأساة من الوباء”.
من جهته، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إن عدد إصابات فيروس كورونا المستجد على مستوى العالم زاد في الأسبوع الماضي لأول مرة منذ سبعة أسابيع.
وقال تيدروس إن الزيادة “محبطة لكنها ليست مفاجئة”. وحث الدول على ألا تخفف إجراءات مكافحة انتشار المرض. وأشار إلى أن الدول تسرع بتخفيف تلك الإجراءات في رهان على أن اللقاحات ستنهي جائحة كوفيد-19.
وقال تيدروس “إذا اعتمدت الدول فقط على اللقاحات ترتكب خطأ. لا تزال الإجراءات الأساسية للصحة العامة أساس التصدي” للمرض.
يذكر أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يريد أن يبدأ تطعيم العاملين الصحيين في جميع أنحاء العالم خلال أول 100 يوم من العام، مما يعني أنه يتبقى 40 يومًا لبلوغ هذا الهدف.
ورحب بإعطاء أول جرعة من اللقاح في إطار آلية “كوفاكس” العالمية الاثنين في غانا وساحل العاج.
وقال “من المشجع رؤية بدء تلقيح العاملين في القطاع الصحي في البلدان ذات الدخل المنخفض، لكن من المؤسف أن ذلك حصل بعد ثلاثة أشهر من بدء بعض الدول الأكثر ثراء حملة التطعيم”.
وأضاف: “من المؤسف أن تستمر بعض الدول في منح الأولوية لتحصين البالغين الأصغر سنًا والأكثر صحة والأقل عرضة لخطر الإصابة بالمرض بين سكانها، بدلاً من العاملين في القطاع الصحي وكبار السن في أماكن أخرى”.
وأظهر إحصاء لـ”رويترز” أن ما يزيد على 114.34 مليون شخص أُصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى مليونين و639,664.
وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر 2019.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان روج لهذا العقار، وقدمه على أنه علاج فعال لعدوى “كوفيد-19”.
وصرح في مارس الماضي بأنه يتناوله، حتى بعد أن تحدثت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية عن عدم ثبوت فعاليته ودرجة أمانه.