إسرائيل ترفض وقف الاستيطان في القدس
مواجهات مستمرة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي وسط تحذيرات دولية
مع استمرار المظاهرات الغاضبة في القدس المحتلة، وتسجيل إصابات عدة بين الفلسطينيين خلال اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، ليل السبت إلى الأحد، ودعوات دولية لإسرائيل إلى التهدئة، من المقرر أن تنطلق فعاليات إسرائيلية تسمى بـ”يوم القدس” مساء الأحد، وتشمل إقامة صلاة في ساحة حائط البراق، وتستمر إلى الاثنين، بفعاليات في مناطق مختلفة من القدس، بما في ذلك باب العمود.
وتصل هذه الفعاليات إلى ذروتها في ساعات ما بعد الظهر، في ما يسمى بـ”مسيرة الأعلام”، وهي مسيرة تصل إلى البلدة القديمة، وتقطع أحياءها، ويحمل كل مشارك فيها علماً إسرائيلياً، في إشارة إلى أن المدينة “تخضع للسيطرة الإسرائيلية”.
فتح باب المغاربة لليهود
ووفق بيانات من منظمي الفعاليات، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي ستفتح باب المغاربة لدخول اليهود، من الساعة السابعة صباحاً، حتى الساعة الحادية عشرة صباحاً.
وقال ناطق باسم “شرطة الاحتلال”، في حديث للإذاعة الإسرائيلية، الأحد، إن هناك تقييماً مستمراً للأوضاع”، وإنه “إذا دعت التقديرات الأمنية إلى عدم دخول الإسرائيليين إلى منطقة الحرم القدسي، فإن الشرطة ستمنع دخولهم”.
ويحتفل اليهود بما يسمى “يوم القدس” في الـ28 من أيار بالتقويم العبري، ويوافق هذا العام تاريخ الـ10 من مايو، وذلك في ذكرى احتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس في حرب عام 1967، ووضعها تحت السيطرة الإسرائيلية.
إسرائيل ترفض وقف الاستيطان في القدس
ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مطالب وقف الاستيطان في القدس، وقال في تصريحات نقلتها وكالة رويترز، إن “إسرائيل ترفض بشدة الضغوط الرامية لمنعها من البناء في القدس”.
وتأتي تصريحات نتنياهو بعد تزايد الإدانات الدولية لعمليات إخلاء الفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح بالقدس، والتي يطالب مستوطنون إسرائيليون بملكيتها.
وفي السياق، أعلنت المحكمة العليا الإسرائيلية، تأجيل الجلسة المخصصة لعمليات إخلاء فلسطينيين من بيوتهم في حي الشيخ جراح بالقدس، لفائدة مستوطنين إسرائيليين، بعدما كانت مقررة الاثنين. وقالت المحكمة إن “موعداً جديداً سيكون خلال 30 يوماً”
تحذير فلسطيني
وحذرت وزارة الخارجية الفلسطينية، الأحد، من “محاولات الاحتلال الإسرائيلي، تسويق ما تتعرض له القدس، على أنه صراع بين أتباع الديانات”.
وفي بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، قالت الوزارة إنها تحذر من دعوات “الحشد المتصاعدة التي يطلقها الاحتلال الإسرائيلي، للمشاركة في مسيرات استفزازية في شوارع وأحياء القدس الشرقية المحتلة وبلدتها القديمة، ولاقتحام جماعي للمسجد الأقصى، الاثنين، تحت شعار يوم توحيد القدس”.
وأشارت الوزارة إلى أن إسرائيل تستهدف تصوير ما “يحدث في القدس على أنه خلاف بين سكان المدينة المقدسة، لإخفاء حقيقة احتلالها للقدس، وأن ما يجري فيها حالياً، لا يعدو كونه نزاع بين أتباع ديانات مختلفة، أو نزاع بين سكان على عقارات مختلف عليها”.
ولفتت إلى أن إسرائيل تهدف إلى “إضفاء وتعميق الصبغة الدينية لاحتلال القدس، وإخفاء الطابع السياسي للصراع، وهو ما يعكس رغبتها في دفع الصراع إلى مربعات الحرب الدينية”.
استمرار المظاهرات
واستمرت المظاهرات في القدس فجر الأحد، حيث احتشد الآلاف في المسجد الأقصى لإحياء ليلة القدر، ليل السبت إلى الأحد، فيما قالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن 10 مصلين على الأقل أصيبوا، فجر الأحد، إثر اعتداء القوات الإسرائيلية عليهم أثناء خروجهم من المسجد، بعد إحياء ليلة القدر.
وليل السبت، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة 80 فلسطينياً بالرصاص المطاطي، خلال اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن الإسرائيلية في محيط القدس، وسط تقارير عن اعتقال الشرطة الإسرائيلية عدداً من المتظاهرين الفلسطينيين.
جلسة لمجلس الأمن
وتقدمت تونس، العضو العربي بمجلس الأمن، بالتنسيق مع الجانب الفلسطيني، ومدعومة من كلّ من الصين، الرئيس الحالي للمجلس، والنرويج وأيرلندا وفيتنام وسانت فانسنت وغرينادين والنيجر، بطلب لعقد جلسة لمجلس الأمن، الاثنين، للتداول بشأن “التصعيد الخطير والممارسات العدوانية لسلطات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة”، وفق بيان للخارجية التونسية.
اتفاقية جنيف الرابعة
ودعا البابا فرنسيس، الأحد، إلى “إنهاء العنف في القدس“، حيث تم تسجيل إصابات عدة بين الفلسطينيين خلال اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي الولايات المتحدة، أفاد موقع “أكسيوس” بأن مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية، أجروا ليلة الجمعة محادثات مع نظرائهم في إسرائيل وفلسطين، وطلبوا منهم وقف التصعيد في القدس والضفة الغربية.
من جهته، قال الناطق باسم الاتحاد الأوروبي، لويس ميغيل بوينو، السبت، إن “العنف و التحريض، بما في ذلك ضد المصلين في المسجد الأقصى، يجب أن يتوقف فوراً”، مضيفاً أنه “لا بد لسلطة الاحتلال (الإسرائيلي) أن تحترم التزاماتها بموجب القانون الدولي”.
ودعا إلى “وقف التصعيد عاجلاً”، قائلاً إن “القدس الشرقية هي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة، ويسرى عليها القانون الإنساني الدولي”.
وفي ما يخص حي الشيخ جراح، قال إن “الإخلاء القسري أمر محظور بموجب اتفاقية جنيف الرابعة، ويمثل انتهاكاً جسيماً للاتفاقية، وعلى سلطة الاحتلال أن تحترم الممتلكات الخاصة في الأرض المحتلة، ولا يمكنها مصادرتها”.
تحذير أردني
وأكد الأردن، الأحد، أنه “حذر إسرائيل من مواصلة انتهاكاتها الهمجية لحرمة المسجد الأقصى”، متعهداً بـ”تصعيد الضغوط”.
وقال بيان لوزارة الخارجية إن “المملكة الأردنية تواصل جهودها وتحركاتها على أكثر من مستوى، لوقف الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى المبارك، والحرم القدسي الشريف، والانتهاكات ضد المقدسيين في القدس الشرقية المحتلة”.
وأضاف البيان أنه “انطلاقاً من الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ستكرس كل إمكانياتها لحماية المقدسات، وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية (..) والتصدي للاعتداءات الإسرائيلية”.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ضيف الله الفايز، إن “الوزارة في اشتباك يومي مع السلطات الإسرائيلية (..) لوقف الانتهاكات، ووقف الاعتداءات على المسجد الأقصى والمصلين”. وأكد أن ما تقوم به القوات الإسرائيلية “ضد المسجد واعتداءات على المصلين، تصرف همجي مرفوض ومدان”.