وقال ماكرون إن الإرهاب ما زال موجودا في العراق وسوريا وباقون لمكافحته ومصممون على المضي قدما في محاربته، مذكرا بأن العديد من دول المنطقة عانت كثيرا من أزمة اللجوء من سوريا، والمنطقة بحاجة لتنسيق جهودها، وأن يتحدث الجميع معا.
سياسة الانفتاح
ومن جانبه قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إن وجودنا في بغداد هو لتعزيز سياسة الانفتاح، وإن دعم العراق أولوية للجميع.
أما أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني فأكد في كلمته أن العراق مؤهل لدور فاعل في إرساء الأمن والسلام في المنطقة، وأن أمن العراق من أمن دول المنطقة، داعيا المجتمع الدولي لتقديم الدعم اللازم للعراق.
أما رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد فأكد في معرض كلامه أن استقرار الأمن في العراق يسهم في استقرار المنطقة، وأن العراق تمكن من التغلب على معظم التحديات التي واجهته، مثمنا تعاون العراق في إغلاق ملف المفقودين والأرشيف.
رفع مستوى التنسيق
من جانبه أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود دعم المملكة للعراق، مشيرا إلى أن “القيادة في السعودية لا تدخر جهدا في دعم العراق على كافة الأصعدة”.
وفي كلمة له في “مؤتمر التعاون والشراكة” في بغداد، قال الأمير فيصل بن فرحان: “الاجتماع يتزامن مع تحديات تتطلب منا رفع مستوى التنسيق”.
وجدد التزام المملكة بدعم واستقرار وتنمية العراق، ودعم حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بما يضمن استقرار العراق. ولفت إلى أن السعودية تواصل التنسيق مع العراق لمواجهة خطر التطرف، مثمنا دور الحكومة العراقية في ضبط السلاح المنفلت بيد الميليشيات.
وأكد على أن “الحوار هو نهج المملكة في التعاطي مع أي خلافات دولية أو إقليمية”.
استقرار العراق
وتتابعت كلمات المشاركين في المؤتمر حيث قال وزير خارجية النظام التركي مولود تشاووش أوغلو إن استقرار العراق أمر حيوي وإن دول الجوار لن تنعم بالاستقرار إذا لم يكن العراق مستقرا.
وأضاف أن بلاده مستعدة لتقديم “كافة الدعم” للحكومة العراقية لمحاربة الإرهاب.
وقال إن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اتخذ خطوات لتحقيق مطالب المتظاهرين، معبرا عن التأييد لنهجه في احتضان جميع الفئات.
وتابع “لا مكان للإرهاب في مستقبل العراق ومنطقتنا”.
مكافحة الإرهاب
وبدوره أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان دعم بلاده لأمن واستقلال ووحدة العراق، قائلا “سارعنا لمد يد العون للعراق على مسار مكافحة الإرهاب ولم ندخر جهدا في هذا السبيل”. وتابع “نشوء داعش كان من أهم المخاطر التي تعرضت لها المنطقة والعراق تضرر كثيرا”. وأضاف “طهران تؤكد دوما على تحقيق السلام عبر الحوار والتباحث وما نحتاجه هو الوصول للأمن الإقليمي المستدام”.
ويشارك في المؤتمر زعماء، أبرزهم الرئيس الفرنسي والعاهل الأردني والرئيس المصري، ورئيسا وزراء الإمارات والكويت ووزراء خارجية السعودية وتركيا.
ومن المتوقع أن يبحث المؤتمر مجموعة من الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية.
ويسعى العراق عبر المؤتمر إلى التأكيد على إعادة دوره السياسي في المنطقة، وتشير مصادر إلى أن المجتمعين سيؤكدون على دعم الحكومة العراقية ومكافحة الإرهاب.
وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وصل الجمعة إلى العاصمة العراقية للمشاركة في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، وكان رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، في مقدمة مستقبلي الرئيس الفرنسي.
كما من المتوقع أن يزور ماكرون مدينة أربيل، يوم الأحد، ومحافظة نينوى التي تعرضت لدمار كبير من قبل داعش. وهي ثاني زيارة للرئيس الفرنسي إلى العراق خلال أقل من عام.
ويرجّح أن تتمحور المحادثات حول التطورات المتسارعة في أفغانستان وسيطرة حركة طالبان على البلاد، وبروز تنظيم داعش الذي تبنى الخميس اعتداء على مطار كابل، ما يعزّز المخاوف من تصاعد نفوذه مجددا، بعد أن تمّ دحره في العراق في 2017 وفي سوريا في 2018 بدعم من تحالف دولي بقيادة أميركية.
وفيما يلوح انتهاء “المهمة القتالية” للولايات المتحدة التي تحتفظ بنحو 2500 عسكري في العراق، في الأفق، مع تحوّل مهمتهم إلى استشارية فقط بحلول نهاية العام، لا تزال بغداد تواجه عدداً من التحديات الأمنية.
فلا يزال تنظيم داعش قادراً على شنّ هجمات ولو بشكل محدود، رغم مرور أربع سنوات على هزيمته، من خلال خلايا لا تزال منتشرة في مناطق نائية وصحراوية.