عبد المجيد تبون: الجزائر لن تتسامح مع أي تدخل في شؤونها الداخلية
حذر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الاثنين، أن “الجزائر لن تتسامح مع أي تدخل في شؤونها الداخلية”، وحث دبلوماسيي بلاده على العمل “لتحقيق علاقات أكثر توازناً مع الاتحاد الأوروبي”.
وأضاف تبون أنه ينبغي على الجزائر اتخاذ إجراءات استباقية على الصعيد العالمي، “من أجل ترسيخ دور الجزائر كفاعل مؤثر، يساهم بجدية في مواجهة التحديات الدولية، وذلك من خلال طرح الأفكار والـمبادرات، التي من شأنها تعزيز العمل متعدد الأطراف”.
وقال تبون: من أن محيط بلاده الجغرافي، يشهد تحديات “أكثر خطورة” خصوصاً في منطقة الصحراء المتنازع عليها بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو.
وأشار الرئيس الجزائري إلى أن” الوضع في منطقة الساحل يستمر تحت تأثير عوامل عديدة، مرتبطة بصراعات متعددة الأوجه، وانتشار التهديد الإرهابي والجريمة الـمنظمة بجميع أنواعها”، مشدداً على أن ذلك يزيد من تحديات الجزائر في محيطها الجغرافي.
أزمة متصاعدة بين المغرب والجزائر
تصريحات تبون جاءت وسط أزمة متصاعدة بين المغرب والجزائر، إذ قطعت الجزائر علاقاتها مع الرباط في أغسطس الماضي متهمةً الرباط بـ”التحريض وانتهاك معاهدة حُسن الجوار”. وبداية الشهر الجاري، اتهمت الجزائر الجيش المغربي بشن هجوم أودى بحياة 3 مدنيين في منطقة الصحراء، وهو ما ينفيه المغرب.
وقال عبد المجيد تبون، في افتتاح ندوة حضرها رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية في الخارج، إن “التحديات التي تواجهنا تعدُّ أكثر خُطورة، في ظل الأزمات متعددة الأبعاد التي تشهدها منطقتنا، وكذا بؤر التوتر في العديد من دول الجوار، على طول شريطنا الحدودي، لاسيما في الصحراء”.
ولفت الرئيس الجزائري إلى أن الخطورة ازدادت أكثر “مع استئناف الـمواجهات العسكرية بين جبهة البوليساريو وقوات الاحتلال الـمغربي”، على حد تعبيره.
ويدور نزاع منذ عقود بين المغرب وجبهة البوليساريو التي تحظى بدعم الجزائر حول منطقة الصحراء، التي يسيطر عليها المغرب ويقترح منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته، فيما تطالب البوليساريو بتنظيم استفتاء من أجل تقرير المصير.
علاقات مبنية على الاحترام الـمتبادل
وحض تبون الدبلوماسية الجزائرية على العمل “لتحقيق علاقات أكثر توازناً مع الاتحاد الأوروبي”، قائلاً إن “الجزائر لن تتسامح مع أي تدخل في شؤونها الداخلية”.
ولفت الرئيس الجزائري إلى أن بلاده ستظل دوماً على استعداد، لإقامة علاقات مبنية على الاحترام الـمتبادل، والالتزام الكامل، بمبدأ الـمساواة السيادية بين الدول”.
وجاءت تصريحات الرئيس الجزائري عن الاتحاد الأوروبي، وسط توترات دبلوماسية غير مسبوقة بين الجزائر وفرنسا، على خلفية تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الشهر الماضي، شكَّك فيها بـ”وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار”، وردَّت الجزائر باستدعاء سفيرها في باريس، وإغلاق المجال الجوي الجزائري أمام الطائرات العسكرية الفرنسية.
في المقابل، حض الرئيس الجزائري في كلمته الاثنين، الجهاز الدبلوماسي على العمل تعزيز علاقات الجزائر مع كل من روسيا والولايات الـمتحدة والصين، “خاصة على المستوى الاقتصادي”،ومع “الدول الأخرى في أميركا اللاتينية ومنطقة البحـر الكاريـبي وجـزر المحيـط الهادي، لإعادة التواصل على جميع الــمستويات وتوسيع علاقات التعاون، مع هذه الدول”.
وأضاف تبون أنه على الجهاز الدبلوماسي الجزائري “إعطاء الأولوية لعضوية الجزائر الـمقبلة، في مجلس الأمن للأمم الـمتحدة، خلال الفترة 2024 -2025، للـمساهمة في الجهود الرّامية للحفاظ على السلم والأمن الدوليين”.
وأشار إلى أنه يجب أيضاً العمل “بالتـــعـاون مع الدول التي تشاركنا وجهات النظر، والـمواقف على تعزيز دور الأمم المتحدة، لحملها على الاضطلاع بالمسؤوليات الـمنوطــة بها، لاسيما تجاه القضية الفلسطينية وقضية الصحراء.