أردوغان يعتزم زيارة الإمارات واتخاذ خطوات تقارب مع مصر وإسرائيل
كشف رئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان، الاثنين، أنه يعتزم زيارة الإمارات في فبراير على رأس وفد رفيع، مشيراً إلى “الإقدام على بعض الخطوات بقوة”.
وأضاف أردوغان وفقاً لما نقلته وكالة الأناضول، إن بلاده ستتخذ خطوات تقارب مع مصر وإسرائيل، “كما أقدمنا على خطوات مع الإمارات“، وذلك في إشارة إلى دعوة وجهها إلى ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولباها الأسبوع الماضي.
واعتبر أردوغان أن الاتفاقات الموقعة مع الإمارات خلال محادثات أنقرة، “ستبدأ عصراً جديداً” في علاقات البلدين.
والأربعاء الماضي، استقبل أردوغان، الشيخ محمد بن زايد، في العاصمة أنقرة، في زيارة شهدت توقيع عدة اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم، بينها اتفاق للتعاون في مجال مكافحة غسل الأموال والجرائم المالية.
وأعلنت الإمارات تأسيس صندوق بقيمة 10 مليارات دولار للتركيز على الاستثمارات الاستراتيجية، وعلى رأسها القطاعات اللوجستية ومنها الطاقة والصحة والغذاء حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.
زيارة الشيخ محمد بن زايد لتركيا
وأتت الزيارة الإماراتية لأنقرة بعد أشهر من تعبير تركيا عن رغبتها في تحسين العلاقات مع الإمارات، إذ قال المتحدث باسم خارجية النظام التركي، تانجو بيلغيتش، في يونيو الماضي، إن “هناك إرادة لدى الطرف التركي لتحسين العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة”.
وشدد على أن بلاده تولي أهمية كبيرة لأمن واستقرار منطقة الخليج، وأن أنقرة ترغب في تطوير التعاون مع دول الخليج والمنطقة.
وأعقب تلك التصريحات اتصال هاتفي بين الشيخ محمد بن زايد وأردوغان، في أغسطس الماضي، بحثا فيه العلاقات الثنائية والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين.
كما استقبل أردوغان في 18 أغسطس بالعاصمة أنقرة وفداً إماراتياً يقوده مستشار الأمن الوطني الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان.
ومن المنتظر أن يزور وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، العاصمة الإماراتية أبوظبي في ديسمبر المقبل حسبما صرح.
استعادة العلاقات مع مصر
وتسعى تركيا لاستعادة العلاقات مع مصر، وأجرى البلدان محادثات استكشافية العام الجاري، للمرة الأولى منذ 8 سنوات شهدت خلافاً بشأن عدد من القضايا الداخلية والإقليمية وأهمها ملف “الإخونجية” والملف الليبي.
وأجرى البلدان جولتان من المباحثات الاستكشافية في مايو وسبتمبر الماضيين، واختتمت الجولة الثانية في 8 سبتمبر بأنقرة، باتفاق البلدين على العمل لتطبيع العلاقات بينهما.
وأوضح الجانبان في بيان مشترك حينها أنهما ناقشا عدداً من القضايا الإقليمية بما في ذلك التطورات في ليبيا وسوريا والعراق وفلسطين وشرق المتوسط” وأكدا رغبتيهما في اتخاذ مزيد من الخطوات لإحراز تقدم في القضايا التي تمت مناقشتها إلى جانب تطبيع العلاقات.
وأقيمت الجولة الأولى في 5 و6 مايو الماضي، بالقاهرة، وبعد اختتام المباحثات، قال البلدان في بيان مشترك إن المناقشات كانت “صريحة ومعمقة”.
وأعلن أردوغان في 7 مايو، بدء مرحلة جديدة في العلاقات مع مصر، مؤكداً أن المحادثات ستتواصل وسيتم تطويرها وتوسيعها.
علاقات أفضل مع إسرائيل
ونهاية العام الماضي، أعلن أردوغان أن بلاده تريد علاقات أفضل مع إسرائيل، مضيفاً أن المحادثات على المستوى المخابراتي مستمرة بين الطرفين، مضيفاً في تصريحات صحافية، “لدينا مشاكل مع أشخاص في المستويات العليا.. لو لم تكن هناك قضايا على أعلى المستويات، لكانت علاقاتنا مختلفة تماماً”.
وفي يوليو أجرى أردوغان اتصالاً هاتفياً بالرئيس الإسرائيلي الجديد حينها، يتسحاق هرتسوج، هنأ فيه أردوغان هرتسوج بمنصبه الجديد، مؤكداً أن العلاقات التركية الإسرائيلية لها أهمية كبيرة لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط.
وعقب المكالمة الهاتفية أعلن المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عمر جيليك، أن تركيا وإسرائيل اتفقتا على العمل من أجل تحسين علاقتهما “المتوترة”.
ويذكر أنه قبل هذا الاتصال الهاتفي، لم يتحدث أي مسؤول إسرائيلي مع الرئيس التركي منذ عام 2017.
ورغم العلاقات التجارية القوية بين البلدين، فإنها شهدت خلافات عدة، خصوصاً بعد الطرد المتبادل للسفراء في عام 2018، وحادثة سفينة مرمرة في عام 2010.