بلينكن يشدد أن بلاده لن تسمح بالمجازفة بـ”غزو روسي لأوكرانيا”
شدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأحد، على أن بلاده لن تسمح بالمجازفة بـ”غزو روسي لأوكرانيا”، معتبراً أن عواقب ذلك “ستكون وخيمة” .
وأضاف بلينكن، إن الرسالة التي وجهها لنظيره الروسي سيرجي لافروف خلال لقائهما في ستوكهولم كانت بسيطة ومباشرة، لافتاً في مقابلة مع التلفزيون السويدي، إلى أن المحادثة كانت مباشرة للغاية بشأن المخاوف الجدية المتعلقة بالتعزيزات العسكرية الروسية قرب الحدود مع أوكرانيا.
وأضاف “نحن قلقون للغاية من أن روسيا تضع نفسها في موقف يسمح لها بارتكاب عدوان متجدد ضد أوكرانيا. ولهذا أردت أن أوضح مباشرة لوزير الخارجية لافروف العواقب الخطيرة التي ستنجم إذا ارتكبت بلاده بالفعل أعمال عدوان متجددة ضد أوكرانيا وكذلك اقترحت عليه أن تكون هناك طريقة أفضل بكثير لحل الخلافات القائمة، من خلال الدبلوماسية ، ولا سيما تنفيذ اتفاقيات مينسك التي يعود تاريخها إلى عامي 2014 و2015، وهي أفضل طريقة لحل النزاع”.
حشد قوات روسية كبيرة
أشار بلينكن إلى أنه سيرفع تقريراً إلى الرئيس جو بايدن بشأن محادثاته مع لافروف، مرجحاً أن يفعل الأخير الشيء ذاته لدى عودته إلى موسكو ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين، معرباً عن أمله في أن تختار روسيا خفض التصعيد، وتسحب قواتها، وتنخرط في الدبلوماسية حول الاختلافات الموجودة.
وبشأن مدى جدية التهديد الروسي على أوكرانيا، اعتبر بلينكن أن “الأمر خطير للغاية لأن ما رأيناه هو جهود روسية لزعزعة الاستقرار تشمل حشد قوات كبيرة بالقرب من الحدود الأوكرانية، إلى جانب تضاعف حملة الدعاية ضد كييف عبر مواقع التواصل بنحو عشر مرات”.
وتابع “لقد رأينا غزو أوكرانيا من قبل القوات الروسية وحلفائها في عام 2014، وببساطة لا يمكننا المجازفة بحدوث ذلك مرة أخرى، فالعواقب ستكون وخيمة ولن تصب في مصلحة أحد. ولذلك من المهم أن نوضح لروسيا العواقب التي ستنجم إذا ما انخرطت في العدوان على أوكرانيا. ونأمل أن تكون هذه العوامل في حسابات الرئيس بوتين لاتخاذ سار آخر”.
التدابير الاقتصادية
بلينكن أوضح في المقابلة التي نشرتها وزارة الخارجية الأميركية في بيان رسمي، أن الرئيس جو بايدن أبلغ نظيره الروسي عندما التقاه في جنيف قبل بضعة أشهر، أن واشنطن تُفضل وجود علاقة مستقرة ويمكن التنبؤ بها مع موسكو، ولا سيما في ظل وجود مصالح متداخلة، على غرار مسألة امتلاك إيران للسلاح النووي، حيث روسيا والولايات المتحدة تعارضان ذلك، وفق قول بايدن.
وفيما إذا كانت العواقب التي تحدث عنها تشمل الرد العسكري على روسيا، قال وزير الخارجية الأميركي “لقد كنا واضحين للغاية في أنه ستكون هناك عواقب وخيمة. نحن نبحث على سبيل المثال في التدابير الاقتصادية التي سيكون لها تأثير كبير جداً”.
ولفت بلينكن إلى أنه “من المهم أن تمتلك أوكرانيا القدرة على الدفاع عن نفسها، وهو أمر ساعدنا به نحن ودول عديدة في السنوات الأخيرة، وكذلك حلف الناتو”، مشدداً على ضرورة الحفاظ على سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها.
وأضاف “إذا سُمح للبلدان بالتدخل بالقوة في دولة ديمقراطية مجاورة دون أن يكون هناك أي ردة فعل حيال ذلك، فستتخذ دول أخرى نفس المنحى، وإذا سُمح للبلدان أن تملي على جيرانها الديمقراطيين السياسات التي يتعين عليهم اتباعها، ومع من يمكنهم الارتباط، ولا نفعل شيئاً، فهذا يبعث أيضاً برسالة قوية وسيئة للغاية للآخرين في العالم”.