غارات جوية روسية تستهدف منظمات معادية للجيش السوري
شن الطيران الحربي الروسي سلسلة غارات جوية على محاور جسر الشغور وجبل الزاوية ليلة أمس الجمعة، مستهدفاً مواقع لمنظمات معادية للجيش السوري وأخرى تابعة لمسلحي (الحزب الإسلامي التركستاني) في جسر الشغور غربي إدلب وللمسلحين الأوزبك في (كتيبة الإمام البخاري) جنوبي المحافظة.
وأكد مصدر ميداني، أن الغارات الجوية جاءت بعد رصد دقيق لمقرات تابعة للمسلحين الصينيين والأوزبك لطالما انطلقت منها هجمات منسقة باتجاه مواقع الجيش السوري والقرى والبلدات الآمنة، مشيرا إلى أن وسائل الاستطلاع رصدت تحركات معادية لهذه المجموعات ليلة رأس السنة، والتي كانت تحاول نقل مسلحين وعتاد وذخيرة باتجاه مواقع قريبة مقابلة لمواقع الجيش السوري في المنطقة.
تدخل سريع
وتابع المصدر أن البيانات الاستخبارية، استدعت تدخلا سريعاً من قبل الطيران الحربي الروسي عبر سلسلة من الغارات التي استهدفت محيط مدينة جسر الشغور التي تعد معقلا للمسلحين الصينيين في (الحزب الإسلامي التركستاني) وتم تدمير 3 مواقع لهم، بالإضافة إلى غارات مماثلة على محاور كنصفرة وسفوهن وبنين بجبل الزاوية جنوب إدلب، حيث تنشط مجموعات مسلحة من الجنسية الأوزبكية تنضوي في تنظيم (كتيبة الإمام البخاري)، مؤكدا أن المسلحين كانوا طور الاستعداد لتنفيذ هجمات ليلية باتجاه مواقع للجيش السوري على هذه المحاور.
كما شملت الغارات مواقع أخرى على أطراف مدينة إدلب الغريبة، حيث ينتشر مسلحو تنظيم (حراس الدين) في عدد من النقاط على هذا المحور.
وأكد المصدر أن الغارات أسفرت عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 35 مسلحا، معظمهم من الجنسيات الأجنبية بالإضافة إلى تدمير 12 مقرا عسكريا للمسلحين بما فيها من عتاد وذخيرة.
جبهة النصرة الإرهابية
ويسيطر تنظيم جبهة النصرة الإرهابي على الجزء الأكبر من إدلب، إلى جانب عشرات المنظمات الحلیفة له، كتنظيمي الحزب التركستاني وجماعة الألبان اللذان يسيطران على أجزاء من ریفي اللاذقية الشمالي وحماة الشمالي الغربي.
وإلى جانب هؤلاء جمیعاً، وبشكل متداخل جغرافيا، تنتشر أیضا منظمات مسلحة موالية لتركیا، ومعها تشكيلات إرهابية أقل شأنا كتنظيمي “أنصار التوحيد ” الداعشي، و”أجناد القوقاز” و”حراس الدین” المبایع لزعیم تنظیم القاعدة في أفغانستان، وغیرهم.
ولعب التركستان الصينيون، إلى جانب المقاتلين الشيشان والأوزبك والألبان ممن يتشاركون معهم الخلفية القومية، دورا كبيرا في السيطرة على شمال وشمال غربي سوريا، قبل أن يتخذوا من ريفي إدلب الغربي واللاذقية الشمالي مقرا لمستوطناتهم مع عائلاتهم التي هاجرت معهم بزعم (الجهاد في سوريا)، وقد اختاروا تلك المنطقة بسبب وجود العديد من القرى والبلدات، التي تدين بعض عائلاتها بالولاء للدولة العثمانية على خلفية جذورهم التركمانية، كما التركستان.
أصول تركية
ويعرف تنظيم “الحزب الإسلامي التركستاني في بلاد الشام” بقربه العقائدي من تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي المحظور في روسيا، ويُقدّر عدد عناصره في سوريا بآلاف المقاتلين، الذين تنحدر أصولهم من الأقلية القومية التركية في “شينغ يانغ” الصينية.
أما (كتيبة البخاري) التي تعتبر من أبرز كتائب مقاتلي الأوزبك في سوريا، فقد تأسست على يدي (أكمل جورابايف) الذي اختفى من جبهات أفغانستان في 2009، قبل أن يظهر بعد عامين في تركيا لدى تأسيس الجماعة استعدادا للقتال في سورية.
ويعرف عن المقاتلين الأوزبك تمرسهم القتالي الذي صقلوه في جبهات دولية عديدة كأفغانستان، ويتمركزون حاليا في سلسلة الجبال الغربية لمحافظة إدلب شمال غربي سوريا، وصولا إلى منطقة جبال الساحل جنوبا.
وفي حزيران الماضي، قام مسلحو (البخاري) بتوثيق اقتحام متحف إدلب وتدمير التماثيل الأثرية والصور الجدارية والفسيفسائية باعتبارها (أصنام الكفر).
ومؤخرا، قام تنظيم (هيئة تحرير الشام)، الواجهة الحالية لتنظيم (جبهة النصرة) الإرهابي بعقد سلسلة من الاتفاقات مع فصائل مسلحة حليفة له، أفضت إلى نقل مسلحين من الجنسيات الأجنبية وخاصة الاوزبك والإيغور (الصينيين) باتجاه محور جبل الزاوية جنوب إدلب والتي تعد من المحاور الأقرب لانتشار الجيش السوري في ريف إدلب.