الدفاع الروسية تتهم الناتو بتجاهل مبادراتها وتقويض أسس الأمن
اتهمت وزارة الدفاع الروسية، حلف شمال الأطلسي بتجاهل مبادراتها لتخفيف التوتر “ما يثير بوادر لنشوب نزاعات ويقوض أسس الأمن، وقالت الوزارة أن العلاقات بين روسيا والناتو هبطت إلى مستوى منخفض لدرجة حرجة.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية، في بيان أصدرته عقب اجتماع لمجلس روسيا-الناتو في بروكسل الأربعاء، أن نائب وزير الدفاع الروسي، ألكسندر فومين، قدم للحلف خلال مفاوضات اليوم “التقييمات الروسية للأوضاع الحالية في مجال الأمن الأوروبي كما أعطى توضيحات بشأن الجوانب العسكرية للمشروع الروسي الخاص بالضمانات الأمنية”.
وشدد فومين، حسب البيان، على أن “العلاقات بين روسيا والناتو هبطت إلى مستوى منخفض لدرجة حرجة، وهذا يحدث على خلفية عدم الاستقرار العالمي والتهديد النابع عن الإرهاب واندلاع سباق التسلح الجديد والتفاقم الكامل لهيكل الأمن في أوروبا”.
وأشار فومين إلى أن “الوثائق القانونية المعمول بها حاليا الخاصة بترتيب العلاقات بين روسيا والناتو تسجل الالتزام بالتعاون كالشركاء دون تشكيل أي تهديد لأمن أي من الطرفين”.
وأكد فومين أن “الطرف الروسي عرض مرارا على الحلف اتخاذ إجراءات محددة لخفض التصعيد، لكن تم تجاهل المبادرات الروسية من قبل الناتو، الأمر الذي يثير بوادر لنشوب حوادث ونزاعات ويقوض أسس الأمن”.
ولفت البيان إلى أنه في هذه الظروف اتخذ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قرارا لتوجيه مشروعي اتفاقين إلى الولايات المتحدة والناتو حول الضمانات الأمنية الإلزامية قانونيا، وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن ثمة 3 قضايا محورية يجب التركيز عليها.
وتشمل هذه القضايا أولا “ضمانات لعدم توسع الناتو شرقا على حساب أوكرانيا وأي دول أخرى”، وثانيا “تحمل التزامات بعدم نشر الصواريخ الأمريكية الجديدة متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا، لأن نصب مثل هذه الأسلحة يمكن أن يؤدي إلى تدهور جذري للأوضاع الأمنية في القارة”.
وثالثا ترتكز المقترحات الروسية، حسب البيان، على “الحد من الأنشطة العسكرية في أوروبا واستبعاد زيادة ما يسمى بمجموعات قوات المرابطة الأمامية”.
وأشار البيان إلى أن “الجانب الروسي يأمل في مناقشة بناءة” لهذه المقترحات “بغية البدء في أسرع وقت ممكن بإعداد الاتفاقات حول الضمانات الأمنية للاتحاد الروسي”.
الخلافات عميقة
من جانبه، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج، الأربعاء، في أعقاب الاجتماع بين ممثلي الدول الأعضاء وروسيا، إن الخلافات بين الجانبين “عميقة”، لكنه أكد الانفتاح على الحوار، فيما أوضح نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو أن المحادثات كشفت “عدداً كبيراً من الخلافات بشأن مسائل جوهرية”.
وأضاف أضاف أمين عام الناتو، في مؤتمر صحافي، أعقب الاجتماع، أن روسيا ناقشت الضمانات الأمنية التي طلبتها في ديسمبر الماضي خلال المحادثات، مشدداً على أن الحلف “لن يتنازل عن قدرته على حماية حلفاءه”.
وبشأن إمكانية عقد اجتماعات مستقبلية، أجاب أن “الجانبين يستكشفان إمكانية ذلك”، مشيراً إلى أنه “ليس من السهل رأب الصدع بينهما لكن المحادثات تناولت القضايا المهمة”.