رئيس أوكرانيا يطالب الغرب بالكف عن مزاعم خطر “الغزو الروسي” لبلاده
أوكرانيا "تعلمت كيفية التعايش" في مثل هذه الظروف
طالب رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي، اليوم السبت، نظرائه الغربيين ووسائل الإعلام على الكف عن افتعال التوترات حول مزاعم خطر “الغزو الروسي” لبلاده، موجها انتقاداته لواشنطن ولندن بسبب إجلاء طاقمهما الدبلوماسي من بلاده.
وأكد زيلينسكي في حوار مع ممثلين عن وسائل الإعلام الأجنبية أمس الجمعة أنه أوضح في مكالمتيه الأخيرتين مع نظيريه الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون أن “التهديد الناجم عن الكرملين” لا يزال “وشيكا ومستمرا”، مشددا في الوقت نفسه على أن أوكرانيا “تعلمت كيفية التعايش” في مثل هذه الظروف منذ عام 2014.
وقال الرئيس الأوكراني: “لا نرى اليوم تصعيدا أكبر مما كان في السابق. نعم، عدد القوات الروسية عند حدود أوكرانيا ارتفع في الواقع، غير أنني سبق أن أشرت إلى ذلك أوائل 2021، عندما تحدثت عن التدريبات العسكرية الروسية.. لا أعتقد أن الوضع اليوم أكثر شدة مما كان في ذلك الحين، على ذروة تلك التدريبات”.
وجاءت هذه التصريحات بعد ساعات معدودة من إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الولايات المتحدة لا تهتم بمصير أوكرانيا بل تستغلها بغية “إغلاق ملف روسيا” والتركيز على مواجهة الصين.
انتقد واشنطن ولندن
وانتقد زيلينسكي قرار الولايات المتحدة وبريطانيا إجلاء طاقمهما الدبلوماسي غير الأساسي من أوكرانيا، معتبرا إياه خاطئا، وأعرب عن قناعته بضرورة أن يبقى جميع الدبلوماسيين الأجانب داخل البلاد في الظروف الحالية.
وقارن الرئيس الأوكراني الدبلوماسيين الأمريكيين والبريطانيين في كييف بـ”قبطان ينبغي أن يكون آخر من يغادر السفينة” الغارقة، مضيفا: “لا أعتقد أن لدينا “تيتانيك”، وأوكرانيا تمضي قدما”.
لا نحتاج إلى هذا الذعر
ولفت زيلينسكي إلى أن التقارير الإعلامية وتصريحات المسؤولين الأجانب عن مستجدات الوضع حول أوكرانيا تخلف انطباعا كأن هناك “حرب وتحركات قوات في الطرق وتعبئة عامة وتنقلات للناس”، مشددا على أن الأمر ليس كذلك.
وقال، وفقا لما نقلت عنه “بي بي سي”: “لا نحتاج إلى هذا الذعر، بل نحتاج إلى استقرار اقتصاد دولتنا، لأن كل هذه الإشارات إلى أن “الحرب قادمة غدا” التي تصدر الآن حتى عن زعماء محترمين يقولون بشكل مباشر بعيدا عن اللغة الدبلوماسية إن الحرب قادمة غدا، تعني الذعر، خصوصا في الأسواق والقطاع المالي”.
وصرح زيلينسكي بأن هذا الذعر كلف أوكرانيا حتى الآن استثمارات أجنبية بقيمة 12.5 ليار هريفنا (أي نحو 440 مليون دولار)، لافتا إلى أن كييف تضطر اليوم إلى استقرار سعر عملتها الوطنية على حساب احتياطيات الدولة.
وأشار زيلينسكي إلى أن مثل هذه الحملات الإعلامية لم تنفذ خلال التدريبات الروسية المذكورة أوائل 2021، مضيفا: “ولذلك أعتقد – وهذا ما بحثناه مع الرئيس (بايدن) أن هذه السياسة الإعلامية يجب أن تكون مدروسة”.
وردا على سؤال عن تقارير إعلامية حول خلاف اندلع بين زيلينسكي وبايدن خلال مكالمتهما الأخيرة بسبب اختلاف تقييماتهما لمدى خطورة الوضع، نفى الرئيس الأوكراني حصول أي سوء تفاهم بينه ونظيره الأمريكي.
وتابع في الوقت نفسه: “أنا رئيس أوكرانيا، وأتواجد هنا، وأعلم تفاصيل ما يجري أفضل من أي رئيس آخر”.