حالة هلع تسيطر على المستثمرين في الأسواق العالمية
مخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود
لليوم الثاني، انخفضت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت عند الفتح اليوم الخميس وتصدرتها الأسهم المرتبطة بالنمو إذ يخشى المستثمرون من أن يؤدي رفع سريع وكبير للفائدة للحد من زيادة التضخم إلى دخول الاقتصاد في حالة ركود.
وسيطرت حالة من الهلع على المستثمرين في الأسواق العالمية مع تفاقم معدلات التضخم، واتجاه البنوك المركزية في العالم إلى تشديد السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة.
ويفاقم من حالة الهلع مخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود، وسط أزمات متعددة من بينها الإغلاقات في الصين بسبب تفشي كورونا، ما يؤثر على سلاسل الإمدادات، إضافة إلى تأثيرات حرب أوكرانيا واتجاه الاتحاد الأوروبي لحظر النفط والغاز الروسي.
ونزل مؤشر داو جونز 135.07 نقطة أو 0.42%، ليفتح عند 31699.04 نقطة.
وتراجع مؤشر ستاندرد اند بورز 500 بمقدار 31.23 نقطة أو 0.79%، إلى 3903.95 نقطة. وانخفض المؤشر ناسداك المجمع 164.98 نقطة أو 1.45%، إلى 11199.25 نقطة عند الفتح.
تراجع أسعار الذهب
وتراجعت أسعار الذهب والمعادن النفيسة الأخرى اليوم الخميس، إذ خسر البلاديوم أكثر من 8%، مع إقبال المستثمرين على شراء الدولار بدعم رهانات على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سيتمسك بسياسته لتشديد السياسة النقدية بشكل متسارع.
وهبط الذهب في المعاملات الفورية 0.7%، إلى 1839.01 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 14:29 بتوقيت غرينتش.
وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.7%، إلى 1841.60 دولار للأوقية. وقفز الدولار إلى مستويات قياسية جديدة في 20 عاما، وهو ما يجعل المعدن النفيس أقل جاذبية لحائزي العملات الأخرى.
ويعتبر الذهب عادة أداة للتحوط من التضخم، لكنه لا يدر عائدا لذلك فهو حساس لأسعار الفائدة وعائدات سندات الخزانة.
ركود الاقتصاد العالمي
قادت بورصة أبو ظبي أسواق الأسهم في الشرق الأوسط للهبوط اليوم الخميس مع تنامي المخاوف من أن يتسبب التضخم الآخذ في الارتفاع سريعا في زيادة كبيرة في أسعار الفائدة، بما قد يدخل الاقتصاد العالمي في ركود.
وأشار تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الشهري الصادر عن وزارة العمل الأميركية إلى أن التضخم ربما يكون قد بلغ ذروته في أبريل/نيسان، ولكن من المرجح أن يظل قويا بما يكفي لإبقاء مجلس الاحتياطي الاتحادي على مسار رفع الفائدة.
وتراجع مؤشر أبوظبي 5.8%، في أكبر انخفاض يومي منذ مارس/آذار 2020، تحت ضغط هبوط بنسبة 8.5%، في سهم بنك أبوظبي الأول، أكبر بنوك الإمارات.
كما هبط مؤشر دبي 5.7%، مع تراجع سهم إعمار العقارية القيادي بنسبة 8%.
تقلب أسعار النفط
وهبطت أسعار النفط، التي تعد محركا أساسيا لأسواق المال في منطقة الخليج، في أسبوع متقلب بينما خيمت مخاوف الركود على الأسواق العالمية مما فاق أثر المخاوف المتعلقة بالإمدادات والتوتر الجيوسياسي في أوروبا.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 1.92 دولار، بما يعادل 1.8%، إلى 105.59 دولار للبرميل بحلول الساعة 12:02 بتوقيت غرينتش. وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.79 دولار، أو 1.7%، إلى 103.92 دولار للبرميل.
ونزل مؤشر البورصة السعودية 4.1%، مع هبوط سهم بنك الراجحي 6.5%. كما تراجع سهم عملاق النفط أرامكو 1.8 %، مسجلا 44.70 ريال.
وأطاحت أرامكو بأبل من على عرش أكبر شركة مدرجة من حيث القيمة السوقية في العالم بعد أن تراجع سهم أبل بأكثر من 5%، في الجلسة السابقة.
ووفقا لبيانات رفينيتيف فقد أصبحت قيمة أرامكو الآن 2.38 تريليون دولار انخفاضا من 2.43 تريليون، بالمقارنة مع قيمة أبل البالغة 2.37 تريليون دولار.
وخارج منطقة الخليج، تراجع مؤشر السوق المصرية 1.6%، وشهدت كل الأسهم المدرجة تقريبا تراجعا.
وقال فادي رياض محلل الأسواق في كابكس إن البورصة المصرية لا تزال معرضة لمخاطر تغير المعنويات وقد يتواصل الأداء المتقلب بالسوق.
وأضاف “يأتي التغير في التوقعات علاوة على التأثير الذي تشهده البلاد بسبب الصراع في أوكرانيا”.