مجلس نظارات البجا في السودان يدعو للعصيان المدني حتى تحقيق كل مطالبه
دعا مجلس نظارات البجا في شرق السودان، الثلاثاء، لبدء عصيان مدني في في ولاية البحر الأحمر، الأربعاء، على أن يبدأ بإغلاق كافة المؤسسات الحكومية، مشيراً إلى أنهم لن يرفعوا العصيان حتى تحقيق كل المطالب، وأولها إقالة والي ولاية البحر الأحمر علي أدروب، محذراً من أن إقصاء مناطق الشرق في أية تسوية سياسية ستكون له عواقب وصفها بـ”الوخيمة على البلاد”.
وأضاف المجلس في بيان على فيسبوك: “لن نسمح للنخب بأن ينفذوا خططهم التي كانوا ينفذونها منذ الاستقلال باستغلال الموارد وتهميش إنسان الشرق”.
وتابع: “إذا أراد من في السلطة أن يفاوض، عليه بتنفيذ بنود القلد وتنفيذ مقررات مؤتمر سنكات المصيري”.
من جانبها قالت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس)، إن الآلية الثلاثية المشتركة بين الاتحاد الإفريقي والإيقاد و”اليونيتامس”، تبذل أقصى الجهود لإشراك أوسع قدر ممكن من ممثلي أصحاب المصلحة السودانيين.
وأوضحت البعثة في بيان نشرته عبر تويتر” أن “الآلية الثلاثية بالعديد من هذه الأطراف، ومن بينها ممثلو الإدارات الأهلية في 30 مايو، كما وجهت دعوة للقاء المجلس الأعلى لنظارات البجا”.
الضغط على الحكومة المركزية
وفي وقت سابق اليوم، دعا مجلس نظارات البجا في شرق السودان، إلى بدء التنفيذ الفعلي للعصيان المدني في ولاية البحر الأحمر، وذلك في محاولة للضغط على الحكومة المركزية في الخرطوم لتنفيذ عدد من المطالب السياسية.
وأعلن مقرر المجلس عبد الله أوبشار، أمام حشد من أنصاره، انطلاق العصيان المدني، الأربعاء، على أن يبدأ بإغلاق كافة المؤسسات الحكومية، مشيراً إلى أنهم لن يرفعوا العصيان حتى تحقيق كل المطالب، وأولها إقالة والي الولاية علي أدروب، ودفع المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة بمذكرة للجنة أمن الولاية تتعلق بعدة مطالب، منها إقالة الوالي، واستئناف مشاريع التنمية بالولاية، وتحصيل عوائد التعدين محلياً.
وقال أوبشار: “نحن مع السلمية ولن نسمح بالتنازل في قضيتنا مهما كان”.
وفي تصريحات صحافية، قال الأمين العام للمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، سيد علي أبو آمنة إنه “لا خيار سوى إقالة الوالي علي أدروب، والأفضل له أن يتقدم باستقالته بدلاً من استمرار المواجهة”.
وأضاف: “أي مسؤول يدعم مسار الشرق باتفاق جوبا غير مرحب به في إقليم شرق السودان”.
اغلاق ميناء الشرق
وفي وقت سابق الثلاثاء، أشار رئيس مجلس نظارات البجا سيد محمد الأمين إلى أن المجلس سيغلق ميناء الشرق بشكل دائم إن استمر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، فولكر بيرتس، في تحركاته التي وصفها بالإقصائية.
ونقلت الصفحة الرسمية لإعلام المجلس الأعلى لنظارات البجا، عن رئيس المجلس قوله “لم تمض إجراءات 25 أكتوبر التصحيحية في استمرار رغبة الشعب بالتصحيح الكامل لمسار ثورة ديسمبر”.
الإغلاق الأكبر
وطالب الأمين السياسي للمجلس بالتوجه لمكان اعتصام أمانة حكومة البحر الأحمر لإقالة والي الولاية وطرد المسؤولين الموالين له والاستعداد لما أسماه “الإغلاق الأكبر في تاريخ أرضنا الذي لا يتم تعليقه أو إنهاؤه إلا بنوال حقوقنا كاملة”.
وحول رفض تحركات رئيس البعثة الأممية في السودان ( فولكر بيرتس)، قال أبو آمنة: “نحن في المجلس نقف بوضوح ضد سياسات وترتيبات هذه البعثة ونعتبرها ترتيبات إملائية أقرب للخط الاستعماري من الخط الوطني الذي يبحث عن وفاق حقيقي، ونرى بوضوح أنها غير محايدة، والبعثة لا تريد توافقاً شاملاً يضم القوى الحقيقية والمؤثرة في البلاد، بدليل أنهم لا يريدون وجود شرق السودان ضمن ترتيباتهم لهذا التوافق والتي نرى بوضوح أنها موجهة بأجندات خارجية و منحازة وغير محايدة وتمضي في خط خارجي مرسوم لها بعناية ينكر الواقع داخل البلاد على الأقل في حالة شرق السودان”.
وتابع: “نحن نؤمن بأن أي توافق سياسي في أي بلد لا يمكن أن يقوم إلا وفق معطيات الواقع، ومن أهمها أهلية المجلس الأعلى للبجا لتمثيل شرق السودان وفق التفويض الشعبي المعروف في مؤتمر سنكات المصيري “.
وفي ما يتعلق باتهامهم لجهات تسعى لعرقلة تنفيذ قرارات لجنة حل مشكلات شرق السودان، حمّل سيد علي أبو آمنة مسؤولية تلك العراقيل للسلطات في الخرطوم والتي تتألف الآن، بحسب قوله، من الجبهة الثورية صاحبة المسار وبعض قادة المجلس السيادي الذين اتفقوا مع الجبهة الثورية وشاركوها الحكم.
وأردف: “نُحمّل اللجنة السيادية لحل مشكلة الشرق مسؤولية تأخير تنفيذ القلد (صلح أهلي) ومسؤولية تحريف القرارات المرجوة لتنفيذ القلد”.
ولفت الأمين العام للمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة إلى أن الاقليم توافق على عقد مؤتمر لترتيب الأوضاع وفق مقررات مؤتمر “سنكات”.