النظام التركي يقوم بترحيل آلاف اللاجئين الأفغان والعراقيين والسوريين
فيما يعكف النظام التركي على تنفيذ خطة لتوطين نحو مليون لاجئ سوري في المناطق السورية الخاضعة للنفوذ العسكري التركي شمال سوريا، بدأت سلطات النظام، بترحيل 34 ألفاً و112 اللاجئين ممن دخلوا البلاد بطرق غير قانونية منذ مطلع العام الحالي، في خطوة تأتي في إطار مكافحة الهجرة غير النظامية، حسب مزاعم وزارة داخلية النظام، الأربعاء.
وقالت الوزارة في بيان إن عمليات التفتيش المتعلقة بضبط المهاجرين غير النظاميين من قبل وحدات إنفاذ القانون مستمرة بأقصى سرعة.
وأوضحت أنه يتم إرسال المهاجرين غير النظاميين إلى بلدانهم عبر رحلات الطيران العارض (تشارتر) والرحلات المجدولة.
وقالت داخلية النظام التركي، إنها رحّلت 630 أفغانياً إلى بلادهم عبر رحلتي طيران شارتر من ولايتي إسطنبول وأغدير الثلاثاء، لافتة إلى استمرار إجراءات ترحيل 3 آلاف و388 مهاجراً أفغانياً غير نظامي.
ووفقاً للبيان فإن أنقرة رحلت 18 ألفاً و256 أفغانياً إلى بلادهم منذ 27 يناير الماضي، وأشار البيان إلى استمرار معاملات 24 ألفاً و344 أجنبياً من 89 جنسية في مراكز الترحيل ووحدات إنفاذ القانون تمهيداً لترحيلهم.
وكان وزير داخلية النظام التركي سليمان صويلو، قال في تصريحات مؤخراً، إنه بات من غير الممكن أن تستوعب تركيا موجة هجرة جديدة، على حد تعبيره.
5.2 مليون مهاجر طلبوا الحماية
ووفقاً لبيانات إدارة الهجرة التركية ونشرتها منظمة الهجرة الدولية، وتغطي حتى فبراير الماضي، فإن 5.2 مليون أجنبي يتواجدون في تركيا، بينهم 3.7 مليون يطلبون الحماية الدولية المؤقتة.
وقالت رئاسة إدارة الهجرة التركية أن أغلب هؤلاء الـ3.7 مليون لاجئ من السوريين، ممن حصلوا على وضع الحماية المؤقتة في تركيا.
وفي المقابل فإن المتقدمين بطلبات للحصول على وضع الحماية المؤقتة من أفغانستان وإيران والعراق يشكلون مجموعة أخرى من الأجانب. وطبقاً للهيئة فإن 29 ألفاً و256 مهاجراً تقدموا بطلبات للحصول على وضع الحماية المؤقتة في عام 2021.
وسجلت السلطات المختصة 153 ألف و88 حالة دخول غير قانوني إلى البلاد، منذ مطلع العام الجاري.
ونفت تركيا في مايو الماضي، ما تردد عن إلغاء جنسية 15 ألف مهاجر حصلوا عليها، وقال نائب وزير الداخلية التركي إسماعيل تشاتاكلي، إن تلك الأخبار “لا أساس لها من الصحة”، حسبما نقلت وكالة الأناضول التركية الرسمية للأنباء.
وفي أغسطس الماضي، وفي غمرة الانسحاب الأميركي من أفغانستان وتولي طالبان السلطة، قال أردوغان في تصريحات بعد اجتماع لمجلس الوزراء، إن تركيا “ليست مضطرة وغير مسؤولة أو موكّلة لتكون مستودعاً للاجئين من أجل فائدة أوروبا”.
توطين اللاجئين السوريين
وفي السياق، يدور جدل في تركيا إزاء خطة لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، إذ أعلن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان عن خطة لتوطين مليون لاجئ إلى المناطق الآمنة التي تسيطر عليها تركيا في سوريا.
وزعم أردوغان في خطاب عقب ترؤسه اجتماعاً للحكومة في المجمع الرئاسي بأنقرة في 9 مايو الماضي، إن “الدراسات تظهر أن عدد اللاجئين السوريين المستعدين للعودة الطوعية من تركيا إلى بلادهم أكثر من مليون بكثير”، حسبما نقلت وكالة أنباء الأناضول عنه.
وأضاف أردوغان: “لا يساور أحد الشك أن عدد السوريين في بلادنا سينخفض إلى مستويات معقولة، كلما وفرنا الإمكانات اللازمة للعودة الطوعية”.
ولفت إلى أن تركيا تعمل على إنشاء 200 ألف وحدة سكنية في 13 منطقة على الأراضي السورية بتمويل من منظمات إغاثية دولية.
وأثارت الخطوة قلق واشنطن، وقالت السفيرة الأميركية بالأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، لـ”الشرق” أثناء زيارة للحدود التركية السورية الأسبوع الماضي، أن “على اللاجئين اتخاذ قرارتهم بأنفسهم ما إذا كانوا يريدون العودة أم لا”، مشددة على أنه “لا يمكن إجبارهم على العودة”.