لليوم الرابع على التوالي… السودانيون يواصلون الاحتجاجات ضد حكم العسكر
يشهد السودان منذ 25 أكتوبر 2021 سلسلة احتجاجات تقودها لجان المقاومة ضد حكم العسكر، وراح ضحيتها أكثر من 110 أشخاص وأكثر من 3 آلاف مصاب حسب نقابات الأطباء.
ولليوم الرابع على التوالي، تواصلت اعتصامات لجان المقاومة في العاصمة السودانية الخرطوم، الأحد، منذ بدء مظاهرات 30 يونيو، فيما فتحت السلطات الأمنية الجسور الثلاثة الرابطة بين مدن العاصمة أمام الحركة المرورية عدا جسر المك نمر الذي ينتهي بالقرب من القصر الرئاسي.
وسيطر الهدوء الحذر على الشوارع الأحد، بعدما سحبت السطات الأمنية التعزيزات العسكرية ونقاط التفتيش، بالرغم من دعوات لجان المقاومة، السبت، أعضائها في جميع مدن ولاية الخرطوم بإقامة اعتصامات والتواجد في الشوارع ضمن الجدول التصعيدي للمقاومة الشعبية.
ونظم المحتجون 4 اعتصامات في أماكن متفرقة، إذ استقرت لجان مقاومة بحري في منطقة المؤسسة، فيما استقرت لجان مدينة أم درمان القديمة بجوار منزل “الزعيم الأزهري”، بجانب اعتصام آخر في شارع الأربعين في أم درمان، كما اعتصم مئات المتظاهرين قبالة مستشفى الجودة، جنوب الخرطوم.
وتوحدت مطالب المعتصمين في الدعوة إلى تشكيل حكومة مدنية، وإبعاد المكون العسكري من السلطة، وتقديم المتورطين في قتل المتظاهرين إلى محاكمات عادلة، وتحقيق التحول الديمقراطي.
وأسفرت احتجاجات شارك فيها عشرات الآلاف تطالب بالحكم المدني في السودان، الخميس، عن سقوط 9 متظاهرين في مدينة أم درمان بضاحية الخرطوم، بحسب لجنة الأطباء المركزية.
أزمة اقتصادية وسياسية
واندلعت الاحتجاجات بعد إصدار الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش قرارات تقضي بحل المجلس السيادي والحكومة المشكلتين وفقاً لاتفاقية سياسية في أغسطس 2019 في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.
ويتظاهر السودانيون كل أسبوع تقريباً ضد العسكريين وسط أزمة اقتصادية وسياسية تشهدها البلاد، لكن الخميس شهد سقوط أكبر عدد من الضحايا في صفوف المتظاهرين منذ أشهر.
وأعلنت لجنة الأطباء السودانية سقوط 9 متظاهرين، أحدهم قاصر، متهمة قوات الأمن بالمسؤولية عن وفاتهم، مشيرةً إلى أن 6 منهم على الأقل “سقطوا برصاص مباشر في الصدر أو الرأس أو الظهر أو البطن”، مضيفة أن “عدد الشهداء الكلي ارتفع إلى 112″، منذ بدء الاحتجاجات التي تخرج بانتظام منذ 25 أكتوبر.
وقالت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيجاد)، وهي منظمات تحاول التوسط، إنها تدين “بأشد العبارات الممكنة الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الأمن” الخميس.
وجاء في بيانها المشترك: “ندعو السلطات مجدداً إلى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لوقف العنف وعمليات الاعتقال والاحتجاز التعسفية، واحترام الحق في حرية التعبير والتجمع”، فيما حثّت السفارة الأميركية جميع الأطراف على “استئناف المفاوضات”.