السيسي يشارك في أعمال “حوار بطرسبرغ للمناخ”
تنظمه ألمانيا ومصر بمشاركة ممثلين عن 40 دولة
يشارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أعمال “حوار بطرسبرغ للمناخ” الذي تنظمه ألمانيا ومصر في برلين، بمشاركة ممثلين عن 40 دولة؛ لبحث عدة ملفات بينها “كيفية المضي قدما في مكافحة التغير المناخي وكذلك مشاكل إمدادات الطاقة ونقص الغذاء”، والذي يهدف أيضاً إلى تحديد مسار مؤتمر المناخ العالمي “كوب 27” المقرر عقده في أوائل نوفمبر في مدينة شرم الشيخ الساحلية بمحافظة جنوب سيناء المصرية.
وبناء على دعوة المستشار الألماني أولاف شولتز، يزور الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، برلين؛ للمشاركة في فعاليات “حوار بطرسبرغ“ الذي اعتبرته الرئاسة المصرية “إحدى المحطات المهمة قبل انعقاد الدورة المقبلة من قمة المناخ العالمية بشرم الشيخ لما يمثله من فرصة للتشاور والتنسيق بين مجموعة كبيرة من الدول الفاعلة على صعيد جهود مواجهة تغير المناخ”.
ويدور “حوار بطرسبرغ” حول رد الفعل على أزمات شديدة التعقيد وهي التغييرات المناخية، ومشاكل إمدادات الطاقة بسبب حرب أوكرانيا ونقص الغذاء في مناطق حول العالم حيث تسبب أزمات الديون في بعض الدول النامية عاملًا إضافيًا في إعاقة قدرة هذه الدول على التعامل مع هذه الأزمات.
لقاء السيسي وشتاينماير
وقال الرئيس السيسي خلال لقاء جمعه الرئيس الألماني، فرانك شتاينماير، في العاصمة الألمانية برلين، إلى أن “ألمانيا تعتبر واحدة من أهم شركاء مصر داخل القارة الأوروبية، والفرصة الكبيرة حاليا للتواجد فى السوق المصرية للاستفادة من البنية التحتية الحديثة وتحسن مناخ أداء الأعمال”، وفقا لبيان من الرئاسة المصرية.
من ناحيته، “رحب الرئيس الألماني بالرئيس المصري في برلين، وأعرب عن تقدير ألمانيا لمصر على المستويين الرسمي والشعبي، واعتزازها بالروابط التاريخية التى تجمع بين البلدين الصديقين”.
كما أشاد شتاينماير “بالمشروعات القومية التنموية الجاري تنفيذها”، مؤكدا “حرص ألمانيا على مساندة جهود مصر التنموية ودعمها فى كافة المجالات من خلال تبادل الخبرات والاستثمار المشترك”.
وتناول لقاء الرئيسين المصري والألماني، اليوم الاثنين، في برلين، عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، “لاسيما تطورات الأزمة الأوكرانية، والأزمتين الليبية واليمنية، وكذلك القضية الفلسطينية التي توافق الجانبان بشأنها حول تأكيد ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقا لأحكام المرجعيات الدولية”، بحسب بيان الرئاسة المصرية.
زيارة مهمة في الدلالة والتوقيت
وحول مشاركة مصر، قال الأكاديمي المتخصص بالشؤون الدولية، طارق فهمي: “بالتأكيد زيارة الرئيس المصري لألمانيا مهمة في الدلالة والتوقيت، وستكون هناك مباحثات مع نظيره الألماني وكذلك مستشار ألمانيا وعدد من أعضاء الحكومة لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة، في إطار حرص البلدين على تدعيم التعاون بينهما”.
وأضاف فهمي، “مشاركة السيسي لحوار بطرسبرغ تأكيد على قوة الشراكة بين الجانبين ولارتباطه بقمة المناخ التي ستعقد في مصر نوفمبر المقبل، وسيكون العنوان الأبرز هو مناقشة سبل مكافحة التغيرات المناخية وأزمات الطاقة والغذاء”.
وأشار إلى أن “مصر وألمانيا سيحتفلان أيضا بمرور 70 عاما على العلاقات بين البلدين وهناك تقدير كبير من الجانبين لطبيعة العلاقات الثنائية، الألمان يرون مصر دولة مهمة في الشرق الأوسط، هناك تعاون اقتصادي، وشراكات ومؤسسات تتوسع، سيكون هناك مراجعات مباشرة في تعزيز التعاون”.
وأوضح أن “ملفات موارد الطاقة والغذاء ستكون ضمن ما سيتناوله حوار بطرسبرغ وكذلك اللقاءات الثنائية، إضافة إلى أزمات الشرق الأوسط وتداعيات حرب أوكرانيا، فضلا عن دعم الاقتصاد عبر لقاءات مع رجال المال والأعمال “.
مكافحة ظاهرة الاحتباس
وفي كلمتها، دعت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، المجتمع الدولي إلى بذل جهود مشتركة ومكثفة لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري التي يتسبب فيها الإنسان.
وقالت بيربوك، خلال افتتاح “حوار بطرسبرغ” للمناخ، إن “أزمة المناخ تمثل الآن أكبر مشكلة أمنية لجميع سكان الأرض… أزمة المناخ لا تتوقف عند حدود. لذلك لا يجب أن تتوقف الحلول عند أي حدود”، مؤكدة أن الهدف هو القدرة على “احتواء أكبر تهديد أمني لهذا القرن” على المستوى الدولي وعلى نحو مشترك.
وأضافت أنه مع الحرب التي بدأها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في أوكرانيا تكثف ألمانيا جهودها لتوسيع الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، لافتا إلى أن ألمانيا ستضطر إلى إعادة تنشيط محطات الطاقة التي تعمل بالفحم “كاحتياطي طارئ” لفترة قصيرة، مؤكدة في المقابل أن هذا لا يعني تخلي ألمانيا عن هدف الحد من زيادة ارتفاع درجة حرارة الأرض عن 1.5 درجة مئوية، وقالت: “هذا لا يعني أيضًا أننا نتباطأ في سعينا لتوسيع مصادر الطاقة المتجددة”.
يُذكر أنه في قمة المناخ التي عقدتها الأمم المتحدة في غلاسكو في نوفمبر الماضي تعهدت الدول بالحد من ارتفاع احترار الأرض عند 1.5 درجة مئوية وتشديد أهدافها الوطنية لحماية المناخ بحلول نهاية العام على أقصى تقدير.
الإيفاء بالأهداف المناخية
بدوره، دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري الدول الأعضاء في مؤتمر المناخ العالمي إلى الإيفاء بالأهداف المناخية المتفق عليها.
وقال شكري، في مستهل «حوار بطرسبرغ» للمناخ: “لا يجب استخدام الوضع الحالي في العالم كذريعة لعدم الوفاء بالالتزامات السابقة، خاصة فيما يتعلق بدعم الدول النامية”، مضيفاً أن العقد الحاسم للعمل قد بدأ بالفعل.
وتحدث عن توترات جيوسياسية غير مسبوقة من شأنها أن تؤثر على الأمن الغذائي والموثوقية في سلاسل التوريد الدولية، مؤكداً أنه من المهم في الأوقات المضطربة الحالية “التصرف بسرعة وضمان بقاء حماية المناخ على رأس جدول أعمال الدول”، مضيفاً أنه إذا لم تقم دول العالم بزيادة أهدافها المناخية الآن، فلن يكون هدف الـ1.5 درجة قابلاً للتحقيق.