التحذير من كارثة ستحلق بالدول الأوروبية إذا لم تنجح في توفير بدائل للغاز الروسي
بوريل يعترف بأن العقوبات لن توقف العملية العسكرية الروسية
وسط تحذيرات من كارثة قد تلحق بعدد من الدول الأوروبية إذا لم تنجح بتوفير بدائل عن الغاز الروسي قبل الشتاء المقبل، اعترف مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الخارجية جوزيب بوريل، بأن العقوبات لا يمكن أن توقف العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لكنها “يجب أن تخلق الكثير من المشاكل الاقتصادية لروسيا”.
وقال بوريل بعد اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل إن “عقوبات الاتحاد الأوروبي لن توقف الحرب في أوكرانيا في وقت قصير، لكنها ستخلق الكثير من المشاكل الاقتصادية لروسيا”.
ووصف عدة مرات الفرضيات التي تقول بأن عقوبات الاتحاد الأوروبي غير مجدية بأنها أخبار مضللة.
ودعا بوريل في وقت سابق الشعوب الأوروبية للتحلي بالصبر الاستراتيجي حتى تثبت العقوبات ضد روسيا فعاليتها، في ظل ازدياد تذمر الأوروبيين من آثارها عليهم.
من جانبه، حذر المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول من كارثة قد تلحق بعدد من الدول الأوروبية إذا لم تنجح بتوفير بدائل للغاز قبل الشتاء المقبل، مؤكدا أن كافة الجهود المبذولة في الوقت الراهن لم تفض إلى نتائج ملموسة.
الإمدادات الروسية
وقال بيرول في مقابلة نشرها الموقع الرسمي لوكالة الطاقة الدولية: “إنه لا يكفي على الإطلاق الاعتماد على إمدادات الغاز من مصادر غير روسية. هذه الإمدادات هي بكل بساطة غير متوفرة بالكميات المطلوبة لتكون بديلا عن الإمدادات الروسية المفقودة”.
وأضاف: “هذا ما سيكون عليه الوضع حتى إذا تدفقت إمدادات الغاز من النرويج وأذربيجان بأقصى قدرة، وإذا بقيت الإمدادات الواردة من شمال إفريقيا تقارب مستوى العام الماضي، وإذا بقي الإنتاج المحلي للغاز على منحاه الأخير، وإذا ازدادت إمدادات الغاز الطبيعي المسال الواردة بالمعدل القياسي المماثل لما سجّل في النصف الأول من العام”.
من جانبه وصف السياسي الألماني حسين خضر الأزمة التي تمر بها أوروبا بسبب نقص إمدادات الغاز “بالتاريخية والخطيرة”.
وقال خضر، “يتوجب على دول الاتحاد الأوروبي العمل بشكل جاد وسريع خلال الفترة الراهنة لتوفير الاحتياجات اللازمة من الغاز قبل الشتاء”.
وبحسب تحليل لوكالة الطاقة الدولية، تحتاج دول الاتحاد الأوروبي إلى تعبئة مخزوناتها بنسبة 90 في المئة خلال الأشهر القليلة المقبلة لكي تتمكن من تخطي فصل الشتاء من دون أن تواجه نقصا.
وفي المقابل، أعلنت شركة يونيبر الألمانية للطاقة، أكبر مستورد للغاز الروسي، أن شركة غازبروم الروسية الحكومية للطاقة بررت النقص في توريد كميات الغاز المتفق عليها مع عميلها الألماني بظروف خارجة عن إرادتها.
وبحسب وكالة أنباء “إيه إف إكس” الاقتصادية المملوكة لوكالة الأنباء الألمانية، قال متحدث باسم الشركة الألمانية، إن يونيبر تلقت خطابا بهذا الخصوص من شركة “غازبروم إكسبورت”.
وكانت روسيا تصدّر 65 في المئة من الغاز الطبيعي الذي تستورده ألمانيا حتى وقت سابق من العام الجاري، لكن ذلك انخفض إلى أقل من 40 في المئة.
وخلال العام الماضي، جرى استيراد حوالي 53 في المئة من الفحم من روسيا، لكن من المقرر خفض ذلك إلى الصفر مع بدء سريان الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على واردات الفحم من روسيا في أغسطس المقبل.