الأوبزرفر العربي يرصد دور إعلام الإخونجية في تأجيج الصراع الليبي ودعم الإرهاب
تتقدم منظومة الإعلام الإخونجي في ليبيا، الخطوط الأمامية لتأزيم الأوضاع الداخلية وتأجيج الصراع الحاصل في البلاد من خلال بث محتوى تحريضي بأموال خارجية، لتتجاوز هذه الأذرع الإعلامية أخلاقيات مهنة الصحافة والإعلام وتعزز الصراع والانحراف عن المسار الوطني، إضافة لما توفره من دعم للإرهاب ومنظماته المختلفة.
ورغم أن الأذرع الإعلامية لإخونجية ليبيا كثيرة إلا أن الأوبزرفر العربي في هذا التقرير أخطرها وأكثرها تقدماً على سلم التحريض وأبعدها مسافة عن خط المهنية.
ليبيا الأحرار
وتعد قناة “ليبيا الأحرار”، الذراع الإعلامية الأهم حاليا لإخونجية ليبيا. وكانت عند انطلاق بثها قبل سنوات ممثلة للتيار الذي أطاح بحكم الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وكان يقودها محمود شمام، وهو أول وزير إعلام بحكومة ليبيا بعد 2011.
وعملت القناة في ذلك الوقت بخط متوازن قبل أن يكشر الإخونجية عن أنيابهم بعد أن ضمنوا نسب مشاهدة عالية للقناة التي حققت آنذاك قاعدة شعبية في ليبيا.
وفي عام 2014 قرر الإخونجية الكشف عن الوجه الحقيقي للقناة والغرض الذي أنشأت لأجله وذلك لحاجة التنظيم للإفصاح عن دعمه الحقيقي لمليشياته المتطرفة المتحالفة مع تنظيمي “أنصار الشريعة” و”داعش” الإرهابيين.
جاء ذلك إثر إطلاق الجيش الوطني الليبي آنذاك حربا للقضاء عليهم في بنغازي شرقي البلاد، كون تلك المعركة كانت معركة بقاء بالنسبة للتنظيم ولم يكن هناك مجال لاتباع طرق الدعم الإعلامي غير المباشر لجناحهم المسلح في حربه ضد الجيش.
آنذاك، تم تنحية محمود شمام وأوكلت مهام إدارة القناة لعراب الإخونجية الأكبر علي الصلابي المصنف في قوائم الإرهاب العربية ويساعده عضو تنظيم الإخونجية الإعلامي سليمان دوغة، وهو مطلوب سابقا لعلاقته بما يسمى بـ”الجهاد” إحدى المنظمات الإرهابية الموضوعة على قائمة جهاز الأمن الداخلي فترة حكم النظام الليبي السابق.
الصلابي بعمقه التنظيري ودوغة بخبرته الإعلامية تمكنا من تغيير بوصلة القناة وتوجهها 180 درجة في أسبوعين فقط، واستطاعا صناعة سلاح إعلامي فائق الخطورة ضد كل من يخالف منهج الإخوان.
وتعد قناة “ليبيا الأحرار” جبهة حرب حقيقية فتحها الإخوان على استقرار ليبيا، تبث اليوم سمومها وتعد مركزا خطرا لدعم المليشيات وتشويه الجيش الليبي والترويج لأيدلوجية الإخوان.
النبأ
ورغم كل ذلك تعد قناة “ليبيا الأحرار” أقل خطرا من زميلتها في صفوف إخونجية ليبيا وهي “النبأ” التي يملكها عبد الحكيم بلحاج.
تلك القناة التي افتتحت رسميا في أغسطس/آب 2013، أصبحت أيضا مصنفة على قوائم الكيانات الإرهابية سواء عربيا أو في ليبيا، وكانت لا تتورع في استضافة إرهابيين ملثمين بشكل علني حتى باتت خط الدفاع الأول عن الإرهاب في البلاد.
وأوقفت تلك القناة خدمات البث الفضائي في 1 فبراير/شباط 2019 قائلة إنه بسبب مرورها بأزمة مالية إلا أن ذلك لم يكن صحيحا، حيث كشفت مصادر ليبية، أن “السبب الحقيقي وراء ذلك هو الضغط الذي مارسته دول عربية نتيجة دعم القناة الواضح والصريح للإرهاب ضد استقرار ليبيا بشكل خاص والمنطقة بشكل عام”.
سبب آخر لإغلاق القناة بحسب المصادر نفسها تمثل في “لعبة إخونجية وهي إغلاق قناة النبأ بعد أن فُضح أمرها وتحويلها إلى مسمى جديد وهو قناة “سلام” بذات الطاقم، وكذلك نفس الإدارة المتمثلة في وليد اللافي مسؤول الإعلام لدى الإسلام السياسي الليبي.
وبالفعل بعد إغلاق قناة “النبأ” جرى التحضير لافتتاح قناة “سلام”، بحسب المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون في مدينة بنغازي شرقي ليبيا، والتي حذرت في وقت سابق الإعلاميين والصحفيين من العمل فيها أو التعامل معها في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني الذي يحارب الإرهاب ويسعى للخلاص من تنظيم الإخونجية.
وأوضحت المؤسسة الإعلامية أنها منعت قناة سلام من “العمل في الشرق الليبي لما لها من أجندة معادية لليبيا ووحدتها ولارتباطها بتنظيم الإخونجية الإرهابي”.
ليبيا بانوراما
والتحول من قناة “النبأ” إلى قناة “سلام” لم تكن المرة الأولى التي يظهر فيها خبث تنظيم الإخونجية بليبيا، حيث اعتادوا على التلاعب والقفز من قناة غرق مركبها إلى قناة أخرى في مركب آخر، لكنهم في كل مرة يأخذون معهم معداتهم، وأيديولوجيتهم، ومشاريعهم العدوانية، والمتطرفة.
وقبل سنوات أيضا سار تنظيم الإخونجية على ذات الخطى وذلك عندما أطلق الجيش الليبي عملية “الكرامة” عام 2014 ضد المنظمات الإرهابية والمليشيات الإخونجية في بنغازي التي كانت مقرا لقناة “ليبيا الحرة” لمالكها عضو التنظيم صالح المجذوب الذي اضطر لغلق القناة والمغادرة لطرابلس.
وكانت طرابلس في ذلك الوقت تحت سيطرة حكومة الإنقاذ بقيادة عمر الحاسي الذي نصبته المليشيات الإخوانية عقب رفض تنظيم الإخونجية لخسارتهم آنذاك في انتخاب مجلس النواب الحالي وعدم تحصلهم على مقاعد كافية للتحكم في البلاد تشريعيا.
لكن المجذوب وبعد رحيله بمعداته ومعتقداته الكامنة في عقله طوال 20 عاما قضاها داخل تنظيم الإخونجية في المنفى في سويسرا وعاد بعد أحداث ليبيا عام 2011 افتتح القناة هناك في العاصمة الليبية تحت مسمى آخر وهو “ليبيا بانوراما”.
القناة القديمة بالمسمى الجديد سارت هي الأخرى على ذات خطى سابقتها وذلك إلى أن توقف بثها هي الأخرى قبل أشهر قليلة في حين استمرت صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك إلى اليوم في بث سموم الإخوان دون كلل أو ملل.
التناصح
هناك أيضا “التناصح” وهي قناة فضائية ليبية يديرها سهيل الغرياني، وهي أحد أذرع تنظيم الإخونجية، الذي يستخدمها لتحريك مليشياته ذات التوجه الراديكالي كونها مملوكة لمفتي الإرهاب المعزول الصادق الغرياني الذي يطلق عليه الليبيون “مفتي الفتنة” إلا أنه يعتبر ذا كلمة مسموعة لدى الكثير من المليشيات المؤدلجة في ليبيا.
وتتخصص قناة “التناصح” في التحريض على الجيش الوطني والمؤسسات الشرعية وبث فتاوى مباشرة للغرياني يدعو من خلالها إلى سفك الدماء، وهي الأخرى ورد اسمها صحبة مالكها الغرياني في لائحة الشخصيات والكيانات الإرهابية الصادرة عن مجلس النواب الليبي.
ذات القناة أيضا أشار لها المركز الليبي لحرية الصحافة في أحد تقاريره الذي خصص لرصد خطاب الكراهية في القنوات التلفزيونية فقد “تصدرت الأكثر إخلالا في تغطية النزاعات المسلحة والإرهاب، بالإضافة لخطاب الكراهية والتحريض بنسبة بلغت 41%”.
ويحمّل الليبيون تلك القناة مسؤولية سفك الدماء لا سيما أنها ليل نهار تحرض ضد الجيش وضد المخالفين لمنهج الإخوان والرافضين لوجود المليشيات المسلحة التي تسميهم القناة “ثوار”.
وفي حين رصد التقرير القنوات الإعلامية فقط التابعة للإخونجية إلا أن التنظيم يملك العديد من المواقع الإخبارية والصفحات النشطة على مواقع التواصل الاجتماعي لبث سمومهم وتتبنى أيدلوجيتهم وتعمم أفكارهم.