فوز تاريخي لليمين الإيطالي في الانتخابات التشريعية
رئيسة المفوضية الأوروبية تهدد بسلاح العقوبات الأوروبي ضد إيطاليا
للمرة الأولى منذ عام 1948، حقق حزب “فراتيلي ديتاليا” اليميني الذي تتزعمه جيورجيا ميلوني، فوزاراً تاريخياً في الانتخابات التشريعية الأحد في إيطاليا، فيما توعدت رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين، إيطاليا بالعقوبات الأوروبية إذا انتهكت “سيادة القانون وقيم الاتحاد المشتركة”
وفي خطاب مقتضب في روما، قالت أعلنت جورجا ميلوني التي حل حزبها “فراتيلي ديتاليا” (إخوان إيطاليا) اليميني، إن “الإيطاليين بعثوا رسالة واضحة لدعم حكومة يمينية بقيادة فراتيلي ديتاليا”، وأنها ستقود الحكومة المقبلة.
وأضافت ديتاليا: “التحدي الآن هو إعادة ثقة الإيطاليين في مؤسسات الدولة. من الضروري إعادة الاتصال بين الدولة والمواطنين. إذا كنت تريد أن تكون جزءا من التاريخ، فيجب أن تفهم مسؤوليتك تجاه عشرات الملايين من الإيطاليين، ولن نخونهم. إذا دُعينا لحكم هذا البلد، سنفعل ذلك من أجل الجميع”.
وكتبت ميلوني صباح الأحد على تويتر متوجهة الى أنصارها “اليوم، يمكنكم المساهمة في كتابة التاريخ”. وأضافت “في أوروبا، إنهم قلقون جميعا لرؤية ميلوني في الحكومة.. انتهى العيد. ستبدأ إيطاليا بالدفاع عن مصالحها القومية”.
Non tradiremo la vostra fiducia. Siamo #pronti a risollevare l’Italia
GRAZIE! 🇮🇹 pic.twitter.com/DabIIuhORK
— Giorgia Meloni (@GiorgiaMeloni) September 26, 2022
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات لدى إغلاق مكاتب الاقتراع 64,07% مقارنة بـ73,86% في 2018.
والتحالف الذي يشكله حزب “فراتيلا ديتاليا” مع كل من “الرابطة” اليمينية بقيادة ماتيو سالفيني وحزب “فورزا إيطاليا” المحافظ بقيادة سيلفيو برلسكوني، يتوقع أن يفوز بما يصل إلى 47% من الأصوات. ومع اللعبة المعقدة للدوائر الانتخابية، يفترض أن يضمن هذا التحالف لنفسه غالبية المقاعد في مجلسي النواب والشيوخ.
وإذا ما تأكدت هذه النتائج، فإن حزب “فراتيلي ديتاليا” و”الرابطة” سيكونان قد حصلا معا على “أعلى نسبة من الأصوات التي سجلتها أحزاب اليمين المتطرف على الإطلاق في تاريخ أوروبا الغربية منذ عام 1945 إلى اليوم”، حسب المركز الإيطالي للدراسات الانتخابية.
عقوبات أوروبية مرتقبة على إيطاليا
وسيشكل ذلك زلزالا حقيقيا في الاتحاد الأوروبي الذي سيضطر إلى التعامل مع السياسية المقربة من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي ما انفك يعرقل قرارات بروكسل الجماعية، ويرفض الزج ببلاده في أتون الأزمة الأوكرانية ضد روسيا.
ويعد فوز ميلوني ضربة لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التي أشارت إلى أن لدى الاتحاد الأوروبي “أدوات” لمعاقبة الدول الأعضاء التي تنتهك سيادة القانون وقيمه المشتركة.
وكتب رئيس التجمع الوطني الفرنسي جوردان بارديلا عبر “تويتر”: “قدم الإيطاليون درسا في التواضع للاتحاد الأوروبي الذي ادعى من خلال صوت فون دير لايين أنه يملي عليهم تصويتهم”.
وبعث أوربان ونظيره البولندي ماتيوز مورافيسكي التهاني إلى ميلوني مساء الأحد، وقال أوربان في رسالة “نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى أصدقاء يتشاركون رؤية ونهجا مشتركين تجاه أوروبا”.
بدوره، قال زعيم حزب فوكس VOX الإسباني اليميني سانتياغو أباسكال إن ميلوني “أظهرت الطريق نحو أوروبا فخورة وحرة”.
ومثلما فعلت قبلها زعيمة أقصى اليمين الفرنسي مارين لوبن، تخلت جورجيا ميلوني في نهاية المطاف عن مشروعها القاضي بالخروج من اليورو، لكنها تطالب بـ”مراجعة قواعد ميثاق الاستقرار” المعلقة بسبب الأزمة الصحية، والتي تحدد سقف العجز في ميزانية الدول وديونها بـ3% و60% على التوالي من إجمالي ناتجها المحلي.
وفي المسائل الاجتماعية، تعتمد ميلوني المتحدرة من روما مواقف محافظة، قالت في يونيو: “نعم للعائلة الطبيعية، لا للوبي مجتمع الميم-عين! نعم للهويّة الجنسية، لا لإيديولوجيا النوع الاجتماعي”.