ثلاثي الأزمات الليبية يتحرك لإفشال توافق مجلسي النواب والدولة
ظهرت في الأفق خلال شهر 21 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، انفراجة تتمثل في توافق مجلسي النواب والدولة الليبيين على عدة نقاط تحل أزمة البلاد، ليتحرك ثلاثي الأزمات “الإخونجية وميليشيات الدبيبة ومفتي الإرهاب”، إما بتحريكها مباشرة أو رعايتها أو دعم من يقف خلفها.
ذلك الثلاثي المتمثل في المليشيات المسلحة المحسوبة على رئيس الحكومة منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة وإخونجية ليبيا ومفتي الإرهاب المعزول الصادق الغرياني، يجتمعون اليوم خلف أزمة ليبية جديدة يتمثل في منع تطبيق الحل الذي توافقت عليه مؤخرا أطراف النزاع في البلاد.
فبعد أزمة سياسية وصراع بين حكومتين، ودخول البلاد نفق مظلم، لاحت في الأفق في 21 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، انفراجة تتمثل في توافق مجلسي النواب والدولة الليبيين على عدة نقاط تحل أزمة البلاد.
وأهم نقاط الاتفاق الذي ينظر إليه كمخرج للأزمة السياسية، هي توحيد السلطة التنفيذية المنقسمة عبر تغيير شاغلي المناصب السيادية في البلاد.
ولأن نص هذا الاتفاق على أن تتم عملية التنفيذ قبل نهاية العام الجاري، باشر مجلس النواب في مناقشته فعليا تحت قبته في مدينة بنغازي (شرق)، لكن مليشيات مسلحة (وهي أول ثلاثي الشر) عرقلت أمس، جلسة رسمية لمجلس الدولة في مقره بطرابلس (غرب) كان ينوي فيها مناقشة ذات الاتفاق أيضا.
إخونجية ليبيا يتحملون مسؤولية التعطيل
لذلك، رأى المحلل السياسي الليبي يوسف الفزاني أن إخونجية ليبيا يتحملون مسؤولية هذا التعطيل، لأن “التنظيم هو السبب الرئيسي في تعاظم قوة تلك المليشيات عبر تقديم الدعم المالي والسياسي لها طول السنوات الماضية”.
واليوم الثلاثاء، خرجت مظاهرة أمام مقر المجلس الأعلى للدولة في طرابلس نظمها أتباع مفتي الإرهاب الصادق الغرياني، لدعم المليشيات ورفض الحل التوافقي بين رئيسي مجلسي النواب والدولة المستشار عقيلة صالح وخالد المشري الذي تم التوصل إليه في المغرب الشهر الماضي.
ليس ذلك فقط، بل أن المظاهرة طالبت بإسقاط رئيسي المجلسين، فيما حظت بتغطية إعلامية موسعة من قناة المفتي المعزول “التناصح” في صيغة تحريضية.
وليد القبلاوي المحلل السياسي الليبي علق على ذلك قائلا: إن “الأمر ليس بغريب على أتباع مفتي الإرهاب الصادق الغرياني، فهو عراب الخراب في ليبيا من عام 2011 وهو المحرض الأول على عنف المليشيات”.
وأضاف القبلاوي أن “الغرياني هو المحرك الأول لتلك المليشيات، فهو من يوفر لها المبرر فيما تقدم عليه من عنف وخراب، عبر الفتاوى الغريبة التي يطلقها مرارا وتكرارا”.
وتابع القبلاوي قائلا: “المفتي المعزول هاجم أكثر من مرة جميع التوافقات الليبية التي سيرتها الأمم المتحدة ولا يزال يواصل ذلك الفعل عبر قناته التناصح”.
وأكد أن “خطر المفتي طال حتى دول الجوار وذلك بدعوته المصريين قبل أيام للخروج ضد الدولة، وهو ما تجاهله المصريون وخيبوا آمال الغرياني الساعي للخراب، والذي يستخدمه تنظيم الإخونجية لتحقيق أجنداته في ليبيا وخارجها”.