دحلان يدعو إلى تبني حل الدولة الواحدة لشعبين متساويين في الحقوق
"حل الدولتين لم يعد قابلاً للتنفيذ بسبب الاستيطان والتعنت الإسرائيلي"
دعا القيادي الفلسطيني محمد دحلان، مساء الأربعاء، إلى تبني الفلسطينيين لحل الدولة الواحدة لشعبين متساويين في الحقوق، وترك إسرائيل تواجه مسؤولياتها باعتبارها حكومة تقوم بالفصل العنصري، وإلى إدراك أن حل الدولتين “لم يعد قابلا للتنفيذ على أرض الواقع”.
وفي حلقة جديدة من برنامج “مع جيزال” أذيعت على “سكاي نيوز عربية” ليل الأربعاء، أرجع دحلان وجهة نظره إلى “التعنت الإسرائيلي”، و”الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل على مدى الثلاثين عاما الماضية، خاصة مع التوسع في إقامة المستوطنات على أراضي الصفة الغربية المحتلة، حيث لم تعد هناك أراض متصلة يمكن إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة عليها”.
ورصدت الحلقة التطورات التي تجري في الأراضي الفلسطينية بعد زيادة معدلات التصعيد الإسرائيلي، وغياب الحلول السياسية واستمرار الانقسام الفلسطيني ووصول حكومة هي الأكثر يمينية وتطرف في تاريخ إسرائيل.
وأوضح دحلان أن إسرائيل أصبحت تعاني خطرا يهددها من الداخل، فهي تتعرض لتغيير عميق في التركيبة الداخلية، وحكومتها اليمينية الحالية تعلن الحرب على القيم القانونية التي قامت عليها الدولة وتهدم نظامها السياسي الديمقراطي، حيث تتدخل الحكومة حاليا في شؤون الجيش والقضاء وفي كافة مؤسسات الدولة، وهو ما يسبب حراكا رافضا مستمرا داخل المجتمع الإسرائيلي الذي أصبح منقسما بعنف تجاه هذه القضايا الداخلية.
برنامج للمقاومة
وقال القيادي الفلسطيني إن “السلطة الفلسطينية عليها أن تعلن وحدة الضفة وغزة ووحدة القيادة الفلسطينية، وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل عاجل، لأن من دونها لا يمكن حدوث أي تطور في العملية السياسية”، داعيًا إلى وضع برنامج للمقاومة وبرنامج توافقي لشكل المقاومة وآلية التعامل مع “إسرائيل” بدلاً من السباب والشتائم التي نشاهدها من بعض القيادات الفلسطينية.”
واعتبر دحلان، أنّ “ما يجري حالياً هو محاولة لاحتواء التمرد الفلسطيني ضد الاحتلال، وربما يكون أفضل ألا يكون هناك قيادات فلسطينية”، لافتًا إلى أنّ الانتفاضة الأولى خرجت من الشباب الفلسطيني، وأنّ المشكلة في الاحتلال وليس في السيطرة على جنين ونابلس.”
ونوه إلى أنّ الأحداث في الضفة الغربية هو تغيير للواقع التي أُجبرت السلطة عليه.
وتابع قائلاً: “حين يُقتل أطفال فلسطينيون هذا أمراً عادياً بالنسبة لـ”إسرائيل” وأمريكا، ونحن لا نقبل هذه المعادلة”، مشدّدًا على أنّ المعادلة على الأرض سيغيرها الشعب الفلسطيني.
وأشار دحلان إلى أنه لن يترشح في أي انتخابات مقبلة، ولا يتطلع إلى أي منصب سياسي مستقبلي، لكن “مسؤوليتي تجاه الشعب الفلسطيني تجعلني أطالب بأن يكتفي المسؤولون الفلسطينيون من السعي وراء أوهام حل الدولتين، بعد أن دمرته إسرائيل عمليا”.
وأضاف: “لذلك علينا ألا نضيع الوقت وأن نطالب بحل الدولة الواحدة لشعبين متساويين في الحقوق، وأن ندع إسرائيل تواجه مسؤولياتها باعتبارها حكومة تقوم بالفصل العنصري بين المواطنين الذين يعيشون على أرضها”.