فنلندا تنضم رسمياً إلى حلف “الناتو” والكرملين يعتبر الأمر تعدياً على أمن روسيا
في تحول تاريخي بسياستها الأمنية، انضمت فنلندا رسمياً إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، الثلاثاء، فيما أعتبر الكرملين أن انضمام فنلندا لحلف الناتو يعد تعدياً على أمن روسيا.
وأكمل وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو، عملية الانضمام من خلال تسليم وثيقة رسمية لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بمقر الحلف في بروكسل، وفق رويترز.
وأعلنت الرئاسة الفنلندية في بيان: “بدأ عهد جديد، كل دولة تعظم أمنها الخاص. وكذلك فنلندا. في الوقت نفسه، تعزز عضوية الناتو موقفنا الدولي وتتيح مجالاً للمناورة. شاركنا منذ فترة طويلة بنشاط في أنشطة الناتو، كشريك”.
كما أضافت أن “فنلندا ستقدم في المستقبل مساهمة في الردع والدفاع الجماعي للحلف”.
أعلن المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، أن انضمام فنلندا لحلف الناتو تفاقم آخر للوضع، حيث أن توسيع الحلف يعد تعديًا على أمن روسيا.
وقال بيسكوف للصحفيين: “يعتقد الكرملين أن هذا تفاقم آخر للوضع. إن توسع الناتو يعد تعديًا على أمننا والمصالح الوطنية لروسيا، تحدثنا عن هذا، وهكذا نرى ذلك”.
وأضاف بيسكوف: “وبطبيعة الحال، هذا يجبرنا على اتخاذ تدابير مضادة لضمان أمننا، من الناحية التكتيكية والاستراتيجية”.
وصرح بيسكوف أيضًا بأن روسيا ستراقب عن كثب ما سيحدث في فنلندا بعد انضمامها إلى الناتو. وبناءً على ذلك، سيتم اتخاذ الإجراءات التي تعتبرها روسيا ضرورية.
وقال بيسكوف للصحفيين: “بالطبع، مسألة فنلندا تختلف اختلافًا جوهريًا عن مشكلة أوكرانيا، لأنه أولاً، لم تكن فنلندا أبدًا مناهضة لروسيا، ولم يكن لدينا نزاعات مع فنلندا. بالنسبة لأوكرانيا، فإن الوضع على العكس تمامًا وربما يكون أكثر خطورة بكثير. وهذا في الواقع فرض الحاجة إلى العملية العسكرية الخاصة، وتحقيق جميع الأهداف التي تم تحديدها”.
تطوير تدابير جوابية
بدوره، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو، أن موسكو بدأت بالفعل في تطوير تدابير جوابية لوقف التهديدات المحتملة فيما يتعلق بانضمام فنلندا إلى حلف “الناتو”.
وقال نائب الوزير ردا على سؤال بشأن تطوير تدابير جوابية: “بالطبع”.
وشدد على أن أي هيئة عامة مسؤولة تأخذ بعين الاعتبار إمكانية تنفيذ سيناريوهات مختلفة لتطور الوضع، وأضاف غروشكو: “بما في ذلك السيناريوهات التي تنطوي على نشر قوات قتالية أو ظهور معدات أجنبية على أراضي هذا البلد”.
وتابع: “على أي حال، سيتم تضمين أراضي فنلندا في خطط عمليات الناتو.. وسيتم أخذ هذا أيضا في الاعتبار.. في عملية التخطيط العسكري [الروسية]”.
ووفقا لغروشكو، ستتخذ روسيا إجراءات عسكرية تقنية إذا أصبح “الناتو” أكثر نشاطا بعد انضمام فنلندا إلى الحلف، وموسكو مستعدة لمخاطر تغيير الوضع في المنطقة.
وأوضح نائب الوزير: “بالمعنى القانوني، يدخل الناتو الحدود بين روسيا وفنلندا، والتي يبلغ طولها 1.3 ألف كيلومتر.. وهذا واقع عسكري وسياسي يجب أن يؤخذ في الاعتبار في تخطيطنا الدفاعي، وهو ما سنفعله. إذا زاد نشاط الناتو في هذه المنطقة فسيتم اتخاذ جميع الاحتياطات العسكرية والفنية اللازمة”.