واشنطن لا تمانع شنّ هجمات أوكرانية على شبة جزيرة القرم وموسكو تحذر
موسكو
كشف مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، أن بلاده لا تمانع شن أوكرانيا هجمات على شبه جزيرة القرم باستخدام الأسلحة الأميركية، باعتبارها “أرضاً أوكرانية محتلة”، فيما حذرت موسكو من أي هجوم على جزيرة القرم سيعتبر كما الهجوم على أي منطقة روسية أخرى .
وقال في مقابلة مع “سي إن إن” الأحد: “لا نضع أي قيود في وجه أوكرانيا لاستهداف الأراضي الواقعة داخل حدودها المعترف بهاً دولياً”، معتبراً أن “شبه جزيرة القرم، في رأينا، هي أراض أوكرانية”.
غير أنه في الوقت نفسه، أكد أن الولايات المتحدة لا تدعم شن هجمات أوكرانية باستخدام أسلحة الناتو ضد العمق الروسي.
يشار إلى أنه بعد الضوء الأخضر الذي أعطته واشنطن من أجل تزويد كييف بطائرات إف 16، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، في وقت سابق الأحد، إن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قدم لواشنطن “تأكيداً قاطعاً” بأن طائرات إف-16 لن تهاجم الأراضي الروسية.
وأوضح للصحافيين على هامش قمة مجموعة السبع في هيروشيما اليابانية: “لدي تأكيد قاطع من زيلينسكي بأنهم لن يستخدموا المقاتلات لاستهداف الأراضي الروسية، لكنهم سيستخدمونها لاستهداف القوات الروسية داخل أوكرانيا والمنطقة”.
جاء ذلك بعد أن عقد بايدن وزيلينسكي اجتماعاً، الأحد، بعد أيام على منح الرئيس الأميركي الضوء الأخضر للحلفاء لتسليم مقاتلات إف-16 أميركية الصنع إلى أوكرانيا، في قرار اعتبره نظيره الأوكراني “تاريخياً”.
وستدعم واشنطن الآن مبادرة مشتركة لحلفائها لتدريب طيارين أوكرانيين على طائرات إف-16. وخلال مدة هذا التدريب الذي سيستمر لأشهر، سيقرر الغرب موعد تسليم الطائرات وعددها، وكذلك الدول التي ستوفرها.
رد روسيا
وفي معرض رده على تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي، قال السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف إن على الولايات المتحدة أن تدرك أن القصف الأوكراني على شبه جزيرة القرم سيعتبر هجوما كما الهجوم على أي منطقة روسية أخرى.
وجاء في بيان صدر عن أنطونوف: “أريد أن أحذر ممثلي الإدارة (الأمريكية) من الأحكام التافهة في تصريحاتها الخاصة بشبه جزيرة القرم، لا سيما فيما يتعلق بـ “مباركة” نظام كييف لشن هجمات جوية على شبه الجزيرة. اسمحوا لي أن أذكركم بأننا سنعتبر الضربات على هذه الأراضي هجوما كما على أي منطقة أخرى لروسيا. من المهم أن تدرك الولايات المتحدة تماما أنه ستكون هناك إجراءات انتقامية من قبل روسيا”.
وفي تعليقه على المعلومات حول احتمال تسليم كييف مقاتلات “إف-16” عبر السفير الروسي عن اعتقاده أن الولايات المتحدة “أخضعت الدول الأعضاء في مجموعة السبع بشكل كامل لخطها الخاص فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا”، مشيرا إلى تشدد موقفها من مسألة تسليم المقاتلات لأوكرانيا.
وأوضح: “حتى الآن تشن واشنطن ضدنا حربا بالوكالة. وفي الوقت ذاته يعرف كل خبير أنه لا توجد في أوكرانيا بنية تحتية لاستخدام مقاتلات “إف-16″، كما لا يوجد عدد كاف من الطيارين وعمال الصيانة. ماذا سيحدث إذا أقلعت المقاتلات الأمريكية من مطارات الناتو بقيادة “متطوعين” أجانب؟”.
وأفادت وسائل إعلام، سابقا، بخطط الولايات المتحدة وحلفائها لنقل مقاتلات “إف-16” إلى أوكرانيا، ولكن ليس بالضرورة مباشرة من واشنطن. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في قمة مجموعة السبع الكبار، أمس الأحد، إن القوات الأوكرانية، وفق تأكيدات سلطات كييف، “لن تستخدم المقاتلات الموعودة” لتنفيذ ضربات على المناطق الروسية جغرافيا”.
وحذرت موسكو الدول الغربية أكثر من مرة من أن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا لن تغير شيئا ولن تؤدي إلا إلى إطالة أمد النزاع.