في زيارة هي الأولى من نوعها، وصل نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف، الثلاثاء، على رأس وفد عسكري رفيع إلى ليبيا، تلبية لدعوة قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر..
وبحسب بيان لوزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، فإن الوفد وصل إلى ليبيا في زيارة رسمية تعد الأولى من نوعها، مشيرا إلى أنه تم إعدادها نتيجة للمحادثات الروسية – الليبية في إطار مؤتمر موسكو الدولي الحادي عشر للأمن، والمنتدى العسكري التقني “الجيش-2023” اللذين عقدا مؤخرا.
الزيارة تهدف إلى مناقشة آفاق التعاون في مجال مكافحة الإرهاب الدولي، بالإضافة إلى مسائل العمل المشترك الأخرى، بحسب البيان ذاته.
وعقد نائب وزير الدفاع الروسي فور وصوله اجتماعا فنيا مع قادة الأركان في الجيش الليبي وبعض الإدارات الفنية، بحضور مدير مكتب القائد العام، حيث بحث الجانبان أوجه التعاون والتنسيق بين الطرفين، حسب احتياجات التدريب والتأهيل.
من جانبه، قال الناطق باسم قوات القيادة العامة اللواء أحمد المسماري إن زيارة الوفد الروسي تأتي في إطار التعاون العسكري والأمني ومحاربة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود.
وأوضح المسماري في تصريحات له الثلاثاء أن المناقشات تطرقت إلى صيانة الأسلحة والمعدات الروسية التي تمتلكها القيادة العامة والتي تعتبر العمود الفقري لتسليح الجيش الوطني الليبي.
التطورات في النيجر
وقال أستاذ العلوم السياسية الليبي الدكتور يوسف الفارسي، إن الزيارة الروسية تأتي تلبية لدعوة المشير خليفة حفتر لدعم الجيش وسط ما يحدث في الحدود الليبية الجنوبية.
وأوضح الفارسي، أن ما يحدث في شمال تشاد ومحاربة الإرهابيين والمعارضة، بالإضافة إلى التطورات النيجر كلها أمور تؤثر على الأمن في البلاد.
وأشار إلى أن الأزمة الأوكرانية شغلت موسكو عن التعاون مع الجانب الليبي في الفترة الماضية.
واعتبر أن التعاون بين الجيش الليبي وروسيا استراتيجي لدعم الاستقرار داخل ليبيا، مشيرا إلى أن التعاون بين البلدين بدأ منذ نظام الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.
وشدد على أن إعادة التعاون الاستراتيجي مع روسيا مهم جدا في هذا التوقيت نظرا لما تعاني منه المنطقة الآن، موضحا أن التعاون المتفق عليه في الزيارة هو مكافحة الإرهاب والجريمة ودعم الثقة والأمن.
بدوره، قال الخبير العسكري الليبي محمد الترهوني إن زيارة الوفد الروسي جاءت وسط تحديات كبرى تعاني منها القارة الأفريقية ودول الجوار الليبي.
الترهوني أضاف، أن القوة النافذة في تأمين الجنوب بصفة عامة والحدود مع دول الجوار هي للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية باعتراف وزارة الداخلية التابعة لحكومة الدبيبة منتهية الولاية”.
وأشار إلى وجود حاجة لزيارات لوفود مماثلة من الدول الأوروبية والغربية لدعم الجيش الليبي ودوره الفاعل في الصمود وسط ما يحدث في دول الجوار.
واعتبر أن الزيارة لها دلالات هامة خاصة في ظل هذا التوقيت الحرج، مفادها أن القيادة العامة للجيش الليبي دورها فاعل وهام خاصة في ظل التطورات في الحدود الليبية الجنوبية مع تشاد والنيجر.
وقال إن “العالم يحتاج لقوة في الأرض يوجد لها عمل مهم، وسيطرة على الأرض في البلاد لبسط الأمن، مما يؤكد دور الجيش الليبي والقيادة العامة في تأمين ما يحدث في الجنوب ودول الجوار والساحل”.