البرهان يحذر من انتقال الحرب لدول جوار السودان
حميدتي مستعد لبدء محادثات سياسية شاملة لإنهاء الصراع مع الجيش
حذر رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، الخميس، من انتقال الحرب في بلاده إلى دول أخرى حول السودان، متهماً جهات إقليمية ودولية” بالتحالف مع قوات الدعم السريع، فيما أعلن قائد قوات الدعم السريع “حميدتي” استعداده التام لوقف إطلاق النار والبدء في محادثات سياسية شاملة لإنهاء الصراع مع الجيش.
وأضاف البرهان في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن قوات الدعم السريع مارست “جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب” في معظم مناطق السودان، داعياً المجتمع الدولي باعتبار قوات الدعم ومن يتحالف معها “مجموعات إرهابية”.
وأكد البرهان أن قوات الدعم السريع استعانت بمجموعات وصفها بأنها “خارجة عن القانون” من عدة دول في الإقليم والعالم، محذراً من أنها ستكون “شرارة لانتقال الحرب لدول أخرى حول السودان”.
وأضاف: “التدخلات الإقليمية والدولية لمساندة قوات الدعم السريع أصبحت واضحة، وهي أول شرارة ستحرق الإقليم والمنطقة”.
وتحدث البرهان في كلمته عن جهود وقف الحرب، وقال إن قوات الدعم السريع رفضت كل الحلول السلمية وأصرت على “تدمير الدولة وإبادة شعبها”.
كما لفت البرهان إلى تحقيق تقدم في مفاوضات جدة لولا “تعنت” قوات الدعم السريع ورفضها الخروج من الأحياء السكنية في السودان.
كما أكد التزامه التعهدات السابقة بتسليم الجيش الحكم إلى حكومة مدنية، قائلاً “ما زلنا عند تعهداتنا السابقة بنقل السلطة إلى الشعب السوداني بتوافق عريض وتراض وطني تخرج بموجبه القوات المسلحة نهائيا من العمل السياسي ويكون تداول السلطة بالطرق الشرعية والسلمية المتمثلة في الانتخابات”.
وأشار البرهان إلى “مرحلة انتقالية قصيرة تدار فيها الدولة بحكومة مدنية من المستقلين يتم خلالها معالجة الأوضاع الراهنة، الأمنية والإنسانية والاقتصادية وإعادة الإعمار، تعقبها انتخابات عامة يختار من خلالها السودانيون من يحكمهم”.
نظام اتحادي في السودان
بدوره، وجه قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو، يوم الخميس، كلمة مسجلة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال فيها إن الحرب التي اندلعت يوم 15 أبريل أشعلها “النظام السابق الذي انتفض ضده الشعب”
قال محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع السودانية، الخميس، إن القوة شبه العسكرية على استعداد تام لوقف إطلاق النار والدخول في محادثات سياسية شاملة لإنهاء الصراع مع الجيش.
وأدلى دقلو، المعروف باسم حميدتي، بهذه التصريحات في رسالة مصورة مسجلة موجهة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ونشرتها قوات الدعم السريع قبل قليل من إلقاء قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان كلمة للجمعية العامة في نيويورك.
وقال حميدتي إن وجود نظام اتحادي في السودان هو الأنسب لحكم البلاد.
ودعا حميدتي إلى تأسيس جيش سوداني جديد “لبناء مؤسسة عسكرية مهنية تنأى بنفسها عن السياسة وتحمي الدستور والنظام الديمقراطي”، حسب تعبيره.
وقال حميدتي إن القوات المسلحة هي التي أشعلت الحرب الدائرة منذ منتصف أبريل الماضي، وأرادت تقويض العملية السياسية، مضيفاً أنه “لم يكن أمامنا سوى الدفاع عن أنفسنا بعد هجوم الجيش علينا”.
وأوضح أن الحرب سببت دماراً “لم يسبق له مثيل” في السودان، لا سيما الخرطوم، وأحدثت أزمة إنسانية في دارفور.
ولفت قائد الدعم السريع إلى أن فريقه انخرط “بصدق” في المفاوضات التي استضافتها السعودية في جدة وطرح رؤية لإيقاف الحرب.
وأوضح أن هذه الرؤية تشمل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق نار طويل الأمد، والوصول لنظام حكم ديمقراطي مدني قائم على انتخابات عادلة، وإشراك أكبر قاعدة سياسية ممكنة من كافة مناطق السودان.
وتابع أن قضايا الحل السياسي لا تنفصل عن قضايا السلام المستدام “ما يستلزم إشراك جميع حركات الكفاح المسلحة وأصحاب المصلحة من مناطق النزاع”، على حد قوله.
ووصف حميدتي رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان بأنه “يتحدث زوراً باسم السودان”، معتبراً أنه “فاقد للشرعية”.
ويزور البرهان نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.