روسيا تدين الضربات الأمريكية لسوريا والعراق وتطلب اجتماعاً لمجلس الأمن
أوروبا تحذر من امتداد الصراع القائم في غزة إلى جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط
أدانت وزارة الخارجية الروسية الضربات الأمريكية لسوريا والعراق، ودعت لعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي، فيما حذر كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من امكانية امتداد الصراع القائم في غزة إلى جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، إن لم يتم الاتفاق على وقف إطلاق للنار للحرب الإسرائيلية في غزة.
ومن المتوقع عقد اجتماع مجلس الأمن الدولي بخصوص الضربات الأمريكية لسوريا والعراق في الساعة 00.00 بتوقيت موسكو يوم الثلاثاء.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: “الضربات الجوية الأمريكية لأراضي العراق وسوريا تجاهل تام من واشنطن لمعايير القانون الدولي”.
وأضافت: “لا يجب أن توهم مشاركة بريطانيا الولايات المتحدة في هذه الضربات بأنهما شكلتا “تحالفا دوليا”، كما جرت العادة في تعريف تحالفاتهما.
وتابعت: “ندين بشدة العدوان الأمريكي البريطاني الأخير على بلدين مستقليين، ونسعى لمناقشة هذا الوضع بشكل عاجل في مجلس الأمن الدولي”.
وأشارت إلى أن الضربات الجوية هدفها الأساسي تأجيج الصراع في المنطقة.
وقالت: “تدعي الولايات المتحدة أنها تهاجم الجماعات التي تزعم أنها موالية لإيران في العراق وسوريا، لكنها في الواقع تحاول إغراق أكبر دول المنطقة في الصراعات”.
وأكدت زاخاروفا أن “محاولات استعراض العضلات في المنطقة تهدف للتأثير على الوضع السياسي الداخلي الأمريكي، وتعكس الرغبة في تصحيح المسار الفاشل للإدارة الأمريكية الحالية بطريقة ما على الساحة الدولية”.
وأضافت: “الولايات المتحدة لا تبحث عن حلول للمشاكل في المنطقة، واشنطن كانت دائما راضية عن تصاعد التوتر في الشرق الأوسط”.
سوريا تدين الاعتداءات الأمريكية
دانت الخارجية السورية الاعتداءات الأمريكية على الأراضي السورية، وحذرت من أنها “تصب في تأجيج الصراع في منطقة الشرق الأوسط على نحو خطير للغاية”.
وجاء في بيان الخارجية: “قامت الولايات المتحدة الأمريكية فجر اليوم باعتداء آخر على الأراضي السورية يضاف إلى سجل انتهاكاتها بحق سيادة سورية ووحدة أراضيها وسلامة شعبها، لتثبت مجددا أنها المصدر الرئيسي لحالة عدم الاستقرار العالمي، وأن قواتها العسكرية تهدد الأمن والسلم الدوليين عبر اعتداءاتها ضد الدول وشعوبها وسيادتها، وأن ما ارتكبته يصبّ في تأجيج الصراع في منطقة الشرق الأوسط على نحو خطير للغاية”.
وتابع البيان: “وليس غريبا أن هذا الاعتداء استهدف المنطقة الشرقية من سوريا حيث تحارب قواتنا السورية ضد بقايا تنظيم داعش فيما تعمل الولايات المتحدة لإحياء نشاطه الإرهابي. وإذ تدين الجمهورية العربية السورية هذا الانتهاك الأمريكي السافر، فإنها ترفض رفضا قاطعا كل الذرائع والأكاذيب التي روجت لها الإدارة الأمريكية لتبرير هذا الاعتداء”.
وأعرب البيان عن قلق سوريا “إزاء حالة الشلل التي يعاني منها مجلس الأمن الدولي جراء إعاقة الولايات المتحدة الأمريكية قدرتَه على تحمل مسؤولياته في وقف كل هذه الانتهاكات الخطيرة لأحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.
وأكد أن هذا الانتهاك “يندرج ضمن سلسلة الانتهاكات التي دأبت الولايات المتحدة الأمريكية على ارتكابها في سوريا، بما في ذلك من خلال أعمال العدوان للتحالف الدولي المزعوم الذي حشدته عام 2014، ودعمها المفضوح للإرهاب وقتل المدنيين ونهبها المستمر للثروات الوطنية السورية”.
استدعاء القائم بالأعمال للسفارة الأميركية في بغداد
واعتبر المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، السبت، أن التحالف الدولي لمحاربة “داعش”، بقيادة الولايات المتحدة، “يهدد الأمن والاستقرار في العراق، نافياً أي تنسيق مع واشنطن بشأن الضربات التي استهدفت فصائل مرتبطة بإيران في سوريا والعراق، فيما أكدت الخارجية العراقية استدعاء القائم بالأعمال للسفارة الأميركية في بغداد لتسليمه مذكرة احتجاج رسمية.
وذكر العوادي، أن الجانب الأميركي عمد إلى “التدليس وتزييف الحقائق، عبر الإعلان عن تنسيق مُسبق لارتكاب هذا العدوان، وهو ادعاء كاذب يستهدف تضليل الرأي العام الدولي، والتنصل عن المسؤولية القانونية لهذه الجريمة المرفوضة وفقاً لجميع السنن والشرائع الدولية”.
وحذرت الحكومة العراقية، من أن الهجمات الأميركية، ستضع الأمن في العراق والمنطقة “على حافة الهاوية”، مضيفة أن وجود التحالف الدولي “صار سبباً لتهديد الأمن والاستقرار في العراق، ومبرراً لإقحام العراق في الصراعات الإقليمية والدولية”.
وأفاد بيان للناطق باسم الحكومة العراقية، بمصرع 16 شخصاً بينهم مدنيون، وإصابة 25 في الهجمات التي نفذتها الولايات المتحدة، فجر السبت.
انتهاك صارخ لسيادة الدولة العراقية
وأكدت الحكومة العراقية، أن هذه الضربات “تتعارض مع جهود ترسيخ الاستقرار المطلوب”، معبرة عن رفضها أن “تكون أراضي العراق ساحة لتصفية الحسابات”.
وشددت في بيانها، على أن “أرض العراق وسيادته ليس المكان المناسب لإرسال الرسائل واستعراض القوة بين المتخاصمين”.
وتعهدت الحكومة العراقية، بأن تبذل كل الجهد المطلوب لـ”حماية أرضنا ومدننا وأرواح أبنائنا في القوات المسلحة بكل صنوفها”.
من جانبها، اعتبرت الرئاسة العراقية، أن هذه الضربات تمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة العراقية، وذلك رغم إعلان الحكومة مراراً رفضها مثل هذه الأعمال، مشيرة إلى أن هذه الهجمات “تعمل على تصعيد التوتر، وتهدّد أمن واستقرار المنطقة ككل”.
وأوضحت في بيان، أن الضربات الأميركية تقوّض فرص نجاح المفاوضات الجارية بشأن تنظيم عمل التحالف الدولي، داعية كافة الأطراف إلى تحمّل مسؤولياتها الوطنية تجاه ما يتعرض له البلد من مخاطر وتهديدات منذ أشهر، قد يؤدي استمرارها إلى زعزعة الأمن والاستقرار.
“استخفاف كبير”
في المقابل، أعربت رئاسة مجلس النواب العراقي، عن استنكارها لما اعتبرته “عدواناً أميركياً على المواقع الأمنية العراقية في منطقتي عكاشات والقائم، والأماكن المدنية المجاورة”.
وأكدت الرئاسة في بيان أن تكرار الاستهدافات الأميركية لمقرات أمنية عراقية “استخفاف كبير لا يمكن قبوله”.
وجددت مطالبتها للحكومة بضرورة الإسراع في تنفيذ القرار التشريعي رقم 18 لعام 2020، والصادر عن مجلس النواب، والذي ينص على إخراج قوات التحالف الدولي من البلاد.
كما شددت هيئة “الحشد الشعبي” على أن الاستهداف الأميركي “انتهاك صارخ لسيادة الدولة العراقية، وتعد على أجهزته الأمنية الرسمية”، مؤكدة جاهزيتها لتنفيذ أي أمر لحفظ سيادة العراق ووحدة أرضه وسلامة شعبه.
بوريل يحذر من امتداد الصراع
وحذر كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من امكانية امتداد الصراع القائم في غزة إلى جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، إن لم يتم الاتفاق على وقف إطلاق للنار للحرب الإسرائيلية في غزة.
وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن حوالي مليون فلسطيني “نزحوا تدريجياً نحو الحدود المصرية”.
وأضاف بوريل: “لقد زعموا أنها مناطق آمنة، ولكن في الواقع ما نراه هو أن القصف لا يزال يستهدف السكان المدنيين ويخلق وضعاً سيئاً للغاية”.
وفي حديثه في بروكسل قبل أن يترأس المحادثات غير الرسمية بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، قال بوريل إن الحرب خلقت “تأثير الدومينو”، مع اندلاع الصراع أيضًا في لبنان والعراق وسوريا ومنطقة البحر الأحمر.
وقال: “إننا نعيش وضعاً حرجاً في الشرق الأوسط، وفي المنطقة بأكملها”. وتابع: “اذا استمرت الحرب في غزة، فمن الصعب جدًا الاعتقاد بأن الوضع في البحر الأحمر سيتحسن، لأن الأمرين مرتبطين”.