إسرائيل تصعّد في غزة ولبنان والولايات المتحدة تزودها بالقنابل الثقيلة

لليوم ال 266، تواصل إسرائيل ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث حولت القطاع إلى منطقة أكثر من منكوبة، تغمره مشاهد الدمار وتفوح منه رائحة الدماء. المنازل والبنية التحتية مدمرة بالكامل، مما جعل الحياة اليومية للسكان شبه مستحيلة.

والأوضاع الإنسانية تتدهور بسرعة، إذ يعاني الناس من نقص شديد في الغذاء والمياه والأدوية والمستشفيات عاجزة عن تقديم الرعاية الصحية اللازمة، مما يفاقم من معاناة الجرحى والمرضى.

تواصل قواتُ الاحتلال عمليتها العسكرية على حي الشجاعية شرقي مدينة غزة لليوم الثاني على التوالي، مستعينة بالفرقة 98 الإسرائيلية.

وتتوغل دبابات إسرائيلية داخل الحي بدعوى البحثِ عن محتجزين إسرائيليين، بالتزامن مع استمرار القصف المدفعي والجوي، في ظل مقاومة شرسة من الفصائل الفلسطينية واشتباكات ضارية.

نزوحَ آلاف المدنيين

وأعلن الدفاع المدني في غزة نزوحَ الآلاف جراء استمرار القصف العنيف، مشيرا إلى أن طواقمه لم تستطع الوصول إلى عدد من الشهداء والجرحى بسبب القصف. يأتي هذا بينما تكثفُ المقاومةُ من ضرباتها، حيث أعلنت كلٌ من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح وسرايا القدس التابعة للجهاد قصفَ تمركزاتٍ لقوات الاحتلال وآلياتِهم المتوغلة في حي الشجاعية بقذائف الهاون.

وتخوض المقاومة الفلسطينية اشتباكات ضارية ضد قوات الاحتلال في مناطق عدة من شمال ووسط وجنوب قطاع غزة.

وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن قصف قوات الاحتلال المتموضعة في محور نتساريم برشقة صاروخية من طراز «رجوم»، كما تم تدمير دبابة ميركافا 4 بقذيفة الياسين 105 بحي الشجاعية في مدينة غزة.

بدورها، أعلنت سرايا القدس، عن استهداف آلية عسكرية إسرائيلية بقذيفة تاندوم في محيط مسجد الهدى بحي الشجاعية، وتفجير عبوة أرضية في آلية عسكرية واستهداف تجمع لجنود وآليات الاحتلال بقذائف الهاون في شارع بغداد بحي الشجاعية.

وقصفت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح تمركزًا لقوات الاحتلال وآلياتهم العسكرية بحي الشجاعية بوابل من قذائف الهاون.

أما في رفح، فاستهدفت كتائب القسام ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة الياسين 105 في حي البرازيل شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وقالت سرايا القدس إنها سيطرت على طائرة استطلاع خلال تنفيذها مهام استخباراتية في سماء رفح.

المواجهات العسكرية على حدود لبنان

وتتواصل المواجهات العسكرية على حدود لبنان مع فلسطين المحتلة على وقع ارتفاع التحذيرات الدولية من انزلاقها نحو حرب شاملة، وقد شهد أمس الخميس جولة تصعيدٍ جديدة، ولا سيما من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي أسفرت عملياته في الجنوب والبقاع الغربي عن استشهاد أربعة عناصر من حزب الله.

ونفذ حزب الله أمس ثلاث عمليات عسكرية في القطاعين الشرقي والغربي، أبرزها استهداف أماكن تموضع واستقرار ضباط وجنود العدو الإسرائيلي في موقع رأس الناقورة البحري عبر هجوم جوي بمسيّرات انقضاضية أصابتهم إصابة مباشرة، ما أدى إلى اشتعال النيران في الموقع وسقوط من بداخله بين قتيل وجريح. كما ردّ حزب الله على استهداف النبطية جنوباً ودراجة نارية في بلدة سحمر بمنطقة البقاع الغربي بضرب القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابعة لقيادة المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا بعشرات صواريخ الكاتيوشا.

وصباح اليوم الجمعة، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي تلة الحمامص، جنوبي بلدة الخيام، في الجنوب اللبناني بقذيفتين، فيما أعلنت وسائل اعلام تابعة لحزب الله عن إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي المحتلة مقابل القطاع الغربي.

سياسياً، تداول الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مع الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان محمد طقوش “حول آخر التطورات السياسية والأمنية في لبنان ‏وفلسطين”. وقال بيان صادر عن حزب الله اليوم الجمعة، إنّه خلال اللقاء “جرى تأكيد أهمية التعاون بين قوى المقاومة في معركة الإسناد للمقاومة ‏الباسلة في غزة وأهلها الصامدين الشرفاء”.

على صعيد متصل بالجبهة، نقلت شبكة أن بي سي نيوز عن ثلاثة مسؤولين أميركيين، أمس الخميس، قولهم إن الولايات المتحدة بدأت نقل بعض الأصول العسكرية قرب لبنان وإسرائيل لتكون جاهزة لإجلاء الأميركيين ولـ”إظهار القوة العسكرية”، في حال اندلعت حرب أوسع على جبهة لبنان.

أميركا تزود إسرائيل بقنابل ثقيلة

وبعد أن اتهم رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو واشنطن بتأخير شحنات الأسلحة، نقل موقع “أكسيوس” قبل ساعات عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، قولهم إن إدارة بايدن ستفرج عن قنابل بوزن 500 رطل كانت ضمن شحنة إلى إسرائيل.

وأشار الموقع إلى أن الإدارة تراجع جزءا آخر من الشحنة يضم قنابل بوزن 1800 و2000 رطل.

وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ستفرج عن قنابل بوزن 500 رطل كانت ضمن شحنة إلى إسرائيل وتم تعليقها الشهر الماضي.

ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي وآخر إسرائيلي القول إن الولايات المتحدة تستعد لتسليم القنابل، مشيرين إلى أن إدارة بايدن تراجع جزءا آخر من الشحنة يضم قنابل بوزني 1800 وألفي رطل.

وأوضح مسؤول أميركي أن الأمر نوقش هذا الأسبوع خلال زيارة وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت لواشنطن، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه تم إبلاغ مسؤولين إسرائيليين أن “بايدن لا يتلقى أوامر من نتنياهو للإفراج عن الشحنة”.

وكان مسؤول أميركي كبير قال -أول أمس الأربعاء- إن مساعدين للرئيس جو بايدن أبلغوا غالانت بأن واشنطن ستواصل تعليق شحنة قنابل ثقيلة لإسرائيل لحين استكمال عملية مراجعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى