الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة وحشية في بيت لاهيا شمال غزة
"الصمت العربي والعجز الدولي شجع الاحتلال الفاشي على ارتكاب الجرائم"
بعد أقل من 24 ساعة على مجزرة أخرى ارتكبها طيران الاحتلال في مخيم جباليا، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت متأخر من مساء السبت، مجرزة وحشية جديدة استشهد فيها أكثر من 73 فلسطينياً وأصيب وفقد العشرات تحت الأنقاض بعد قصفه حياً سكنياً بمنطقة مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وقالت مصادر محلية، إن طيران الاحتلال قصف مربعاً سكنياً في منطقة مشروع بيت لاهيا، وأشارت إلى أن القصف دمر بشكل كامل عدداً من المنازل القريبة من بعضها، على رؤوس ساكنيها. ولا تزال أعمال البحث جارية عن عدد من المفقودين تحت أنقاض المنازل المدمرة بفعل القصف العنيف.
وأفاد الدفاع المدني بانتشال عدد كبير من الشهداء والمصابين جراء استهداف الاحتلال مربعاً سكنياً يضم عائلات الشريف والدريوي وعبيد والهندي والكحلوت في مشروع بيت لاهيا، مشيراً إلى أن عدد من الشهداء لا يزال تحت الأنقاض.
ومنذ أكثر من أسبوعين يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات إبادة وحشية في شمال قطاع غزة تطبيقا لما تعرف باسم “خطة الجنرالات” التي تهدف إلى تهجير سكان شمال قطاع غزة كلياً وتنفيذ حملة تطهير عرقي تطاول مئات الآلاف من المدنيين الذي تمسكوا بالبقاء في منازلهم رغم حملة القصف الدموي التي استهدفتهم على مدار أيام الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
وتأتي المجزرة بعد أقل من 24 ساعة على مجزرة أخرى ارتكبها طيران الاحتلال في مخيم جباليا حيث قصف بصورة عنيفة عدة منازل ما أسفر عن استشهاد 33 فلسطينياً بينهم أكثر من 20 امرأة وطفلاً.
من جانبه، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن “فحصاً أولياً أجراه أظهر أن الأرقام التي نشرها المكتب الإعلام الحكومي في غزة مبالغ فيها ولا تتوافق مع المعلومات التي يحتفظ بها الجيش”، قائلاً إنه “يستخدم ذخائر دقيقة وموجهة”، وهو ما تنفيه المقاطع المصورة التي نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وأظهرت أعداد الشهداء وحجم الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي الكبير.
الصمت العربي والعجز الدولي شجع هذا العدو الفاشي
وفي أول تعليق لها، قالت حركة حماس إن الاحتلال الإسرائيلي “يسابق الزمن في مجازره وفظائعه التي يرتكبها على مدار الساعة”، مضيفة أن “الصمت العربي والعجز الدولي شجع هذا العدو الفاشي المجرم على ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر، لإفراغ شمال القطاع من سكانه”.
ودعت الحركة الدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة والجهات الدولية المعنية إلى “التحرك الفاعل، لوقف هذه المحرقة التي يرتكبها النازيون الجدد، والتي سيكون لها تداعيات كبيرة على أمن المنطقة وسلمها”.
كما دعت “الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأنظمة والمنظمات الدولية لمغادرة مربع الإدانة والاستنكار وتحمل مسؤوليتها في وقف هذه المحرقة”.
التهجير القسري واستخدام التجويع
وأكدت منظمة هيومن رايتس ووتش، السبت، أن التهجير القسري واستخدام التجويع سلاحا حرب يرقيان إلى جرائم حرب، معتبرة أن إسرائيل تستمر في تكرار هاتين الجريمتين في قطاع غزة. وأوضحت المنظمة، في بيان، أن أوامر الإخلاء شملت 85% من مساحة قطاع غزة، لافتة إلى أنه منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان شمال غزة، البالغ عددهم 400 ألف نسمة، بمغادرة منازلهم.
وذكرت أن الاحتلال الإسرائيلي أمر، مع تصعيد هجماته على شمال غزة، بالإخلاء ومنع وصول المساعدات الغذائية إلى كل من تبقى هناك، مضيفة أن المدنيين يُجبرون بشكل غير قانوني على ترك شمال غزة من دون مكان آمن يذهبون إليه أو خطط واضحة تضمن لهم العودة.
ولفتت المنظمة إلى أن القانون الدولي الإنساني يحظر النقل أو الترحيل القسري للسكان الخاضعين للاحتلال، فيما يعطي استثناء محدودا بالإخلاء المؤقت باعتباره إجراء أخيراً في حالات الضرورة العسكرية الملحة، لكن هذا يتطلب ضمان نقل المدنيين بأمان، وحصولهم على الضروريات مثل الغذاء والماء والرعاية الصحية والمأوى، والسماح لهم بالعودة إلى ديارهم في أقرب وقت ممكن بعد انتهاء الأعمال العدائية في تلك المنطقة.