نعيم قاسم يعلن الاستمرار بخطة الحرب ومساندة غزة
"حزب الله نهض بعد الضربات التي تعرض لها وجاهزون لحرب طويلة"
في أول خطاب له بعد تعيينه أميناً عاماً للحزب، قال الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم اليوم الأربعاء، إن اختياره “كان حملاً ثقيلاً”، مضيفاً أن برنامج العمل الذي يتبناه هو الاستمرار في برنامج الأمين العام الراحل حسن نصر الله، و”خطة الحرب التي وضعها مع قيادة المقاومة”.
وأضاف قاسم أن أمام الحزب “تضحيات كثيرة، لكننا واثقون أن النصر سيكون حليفنا”.
وأعلن قاسم أن الحزب قرّر تسمية هذه الحرب “معركة أولي البأس”، مشدداً على أنه “مع المقاومة لا أحد سينتصر من جهة إسرائيل وجماعتها، أما بالنسبة إلى وقف العدوان فنحن مستمرّون في التصدّي له، فإذا قرّر الإسرائيلي أنه يريد إيقاف العدوان، فنحن نقول إننا نقبل، لكن بالشروط التي نراها مناسبة ومؤاتية”، مؤكداً: “لن نستجدي وقف إطلاق النار ومستمرّون مهما طال، وأيّ حل سياسي يحصل بالتفاوض غير المباشر، ودعامته الأولى وقف إطلاق النار ووقف العدوان، ولاحقاً نُظهِر رأينا بالتفاصيل”.
وأكد الأمين العام لحزب الله أيضاً أن “الحزب وحركة أمل (يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري) متضامنون في مواجهة العدوان، ومع الرئيس بري الذي هو محور التفاوض لإيقاف العدوان، وحزب الله والحكومة وبري لهم طرقهم بالتفاهم على الحلول الأفضل، لكن كل الحراك السياسي الذي تسمعون به (قاصداً الذي ورد في صحف الاحتلال حول اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار)، هو طحنٌ، وفيه كركعة وليس فيه نتيجة، لأنه لم يُطرح إلى الآن مشروع توافق عليه إسرائيل ويكون قابلاً لأن نناقشه”.
نواجه حرب إسرائيلية أميركية أوروبية عالمية
من ناحية ثانية، أكد قاسم: “اليوم في غزة وفي لبنان وفي المنطقة، نواجه مشروعاً كبيراً، هذه ليست حرباً إسرائيلية على لبنان وغزة، هذه حرب إسرائيلية أميركية أوروبية عالمية، فيها كل الإمكانات على مستوى العالم حتى تقضي على المقاومة وتقضي على شعوبنا في المنطقة”، مشدداً على أن “صمود المقاومة الأسطوري في غزة وفي لبنان ملحمة العزّة، وهي ستصنع مستقبل أجيالنا”.
وتابع قاسم، أننا “الآن في مرحلة الحرب على لبنان، هذه الحرب التي بدأت بموضوع البيجر في 17 سبتمبر/أيلول”، وأضاف “خلال 11 شهراً من المساندة كنّا دائماً نقول لا نريد حرباً. وسيّدنا نصر الله كان يقول دائماً لا نريد حرباً، ولكن نحن جاهزون فيما لو فُرضت علينا، وسنواجهها بكل قوة وعزيمة وثبات وعزة وننتصر فيها”.
جاهزون لحرب طويلة
وبشأن حادثة تفجير أجهزة البيجر واللاسلكي في 17 و18 سبتمبر/ أيلول الماضي، التي طاولت حوالي 4000 عنصر ومواطن لبناني عادي، قال نعيم قاسم إن “حزب الله خرج من هذه المعركة بشكل غير عادي، ولو حصلت مع جيش لانهزم أو دولة لتفككت وعاشت حالة من الضياع”، وأوضح: “من 27 سبتمبر إلى 8 أكتوبر بدأ حزب الله يستعيد وضعه بملء الفراغات ووضع قيادات بديلة والميدان يثبت ذلك”. وأكد أن حزب الله “نهض بعد الضربات التي تعرض لها لأنه مؤسسة متماسكة، ونحن جاهزون لحرب طويلة”.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن “غرفة عمليات المقاومة تحدثت يوم الاثنين عن 90 قتيلاً إسرائيلياً و570 جريحاً و38 دبابة ميركافا دمرت و4 طائرات مسيّرة (…) صواريخ وطائرات المقاومة تضرب ضمن برنامج مدروس يومياً والحياة مشلولة لدى مئات الآلاف من الإسرائيليين”، مشدداً على أننا ننتظر الالتحام البري وجاهزون له. كذلك، أكد أن الحزب “لا يقاتل نيابة عن أحد ولا لمشروع أحد، بل يقاتل من أجل مشروعه، وهو حماية لبنان وتحرير أرضنا ومؤازرة إخواننا في فلسطين، وأن يكون بلدنا مستقلاً، وأن نمنع أميركا وإسرائيل أن تتحكم فينا”، مشدداً على أنّ “حزب الله وحركة أمل والقوى التي تُقاتل معنا يواجهون العدو بقرارهم وإرادتهم لحماية أرضهم”، وأردف: “إيران تدعمنا لمشروعنا ولا تريد شيئاً منّا، ونرحّب بأي دولة عربية أو إسلامية أو في العالم تدعمنا لمحاربة إسرائيل”.
مساندة غزة واجبة
وأكد قاسم أن “مساندة غزة كانت واجبة لمواجهة خطر إسرائيل على المنطقة بأسرها من بوابة غزة. ولحقّ أهل غزة علينا وعلى الجميع أن ينصروهم، لهم حق إنساني وعربي وإسلامي وديني وقومي. لا يقال لنا لماذا ساندتموهم، بل يقال للآخرين لماذا لم تساندوا أهل غزة؟”.
وأكد أن “مقاومة حزب الله، مقاومة حركة أمل، مقاومة الأحزاب الذين اجتمعوا جميعاً على المستوى اللبناني في مواجهة العدو الإسرائيلي، هي التي أخرجت إسرائيل، وليس القرارات الدولية، إذ إن المقاومة هي التي أخرجت إسرائيل في تضافر جهود بين المقاومة والجيش والشعب”.
وأكمل: “بعد عدوان تموز سنة 2006 كان القرار 1701، وانتهى العدوان بناءً للطلب الإسرائيلي وبناءً لقناعتنا بأن هذا العدوان يجب أن يكون له حد. ماذا كانت النتيجة؟ من 2006 إلى أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أي بعد 17 عاماً، والعدو الإسرائيلي يعتدي يومياً على لبنان. اسألوا الجيش اللبناني واسألوا الأمم المتحدة واسألوا قوات الطوارئ الدولية: 39 ألف خرق جوي وبحري، ماذا كانوا يفعلون؟ كانوا يصورون وكانوا يرصدون تحركاتنا وكانوا يجمعون داتا للمعلومات، حتى حصل ما حصل في هذا الوقت. إذاً، لا تقولوا كانت إسرائيل ملتزمة ونحن تحرشنا بها، لم تكن إسرائيل ملتزمة، 39 ألف خرق هذا يعني أنهم كانوا يعتدون”.
وقال قاسم: “في 7 أكتوبر حصل طوفان الأقصى، في 11 أكتوبر، أي بعد أربعة أيام، كان هناك نقاش جدي في داخل الكيان الإسرائيلي مع الأميركيين أن يخوضوا حرباً ضد حزب الله في لبنان، بمعنى أنهم قد دخلوا في حرب ضد غزة ويجب أن يدخلوا بمثيلتها ضد لبنان، طالما أن الولايات المتحدة فتحت مخازنها وإمكاناتها وتعطي الأموال وعندها الدعم السياسي والعالمي والإعلامي”، موضحاً: “لكن لم تقتنع الولايات المتحدة بأنها فرصة، وكان هناك خلاف داخل الحكومة الإسرائيلية، وإلا كان لديهم فكرة أن يعتدوا على لبنان بـ11 أكتوبر. إذاً، النوايا موجودة”.
الدفاع الاستباقي
وأردف قاسم: “كل المعطيات تبين النوايا العدوانية الإسرائيلية، فهل يجب أن ننتظرهم لكي ينجزوا مشروعهم بالتوقيت الذي يريدونه؟”، وأكمل: “توفقنا بأن دخلنا بجبهة مساندة بقلب طيب وعن نية صادقة من أجل دعم غزة، ولكننا كسرنا مجموعة من الأفكار ومجموعة من المباغتات التي كان يمكن أن تحصل في وقت معين”.
وأكد نعيم قاسم أنه “بالمقاومة نعطل مشروع إسرائيل، ونحن قادرون على ذلك. أما بالانتظار بحجة عدم إعطاء الذريعة نخسر كل شيء، لأنه يمكن أن يباغتوننا في أوقات معينة، ويمكن أن يكونوا يعدّون إعدادات غير عادية”. وشدد على أن “إسرائيل ليست بحاجة لذريعة، ومن الأفضل أن يكون عندنا مقاومة ذات هجوم دفاعي، من أن نكون من المنتظرين لا نفعل شيئاً بانتظار أن تهجم علينا إسرائيل وتباغتنا بطريقة أو بأخرى”، مشيراً: “نحن اعتبرنا أنفسنا في إطار الدفاع الاستباقي والجهوزية، وهذا هو مسار الحماية والتحرير”.
وتوجه قاسم إلى النازحين بالقول إنّ “المعركة تتطلب هذا المستوى من التضحيات، ونحن في مرحلة إيلام العدو، تضاف إليها مرحلة الصمود والصبر”، متوجهاً إلى الإسرائيلي بالقول: “اخرج من أرضنا لتخفف خسائرك، وإلا ستدفع ثمناً غير مسبوق، وكما انتصرنا في تموز سننتصر الآن، وسنبقى أقوياء مع صعود متزايد لقوتنا، ولن تعيدوا سكان الشمال بهذه الحرب، بل سيتهجّر المزيد”، مشيراً إلى أن “المقاومة تمكنت من إرسال مسيّرة على غرفة نوم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وهو مرعوب، وذلك ما عرفناه من اتصالات دبلوماسية”.
كذلك، توجه نعيم قاسم إلى السفيرة الأميركية في بيروت بالقول: “لن تري لا أنتِ ولا من معكِ هزيمة المقاومة ولو في الأحلام”، مضيفاً: “حزب الله قوي في المقاومة ببركة المجاهدين وقوي بحضوره السياسي الداخلي ببركة الأهل، ولمن يراهن على ما بعد الحرب ستضطرون إلى لعن إسرائيل وأميركا لأنهم كذبوا عليكم بالتغيير”.