مظاهرات غاضبة في باريس عشية مباراة كرة القدم بين منتخبي فرنسا وإسرائيل
آلاف النشطاء الداعمين لفلسطين يستعدون لاحتجاجات جديدة قبل موعد المباراة بثلاث ساعات
استخدمت الشرطة الفرنسية في العاصمة باريس مساء الأربعاء، الغاز المسيل للدموع لتفريق مظاهرة غاضبة مؤيدة لفلسطين عشية مباراة كرة القدم بين منتخبي فرنسا وإسرائيل في دوري الأمم الأوروبية، فيما يستعد نشطاء حقوقيون لتنظيم مظاهرة جديدة ومساندة لفلسطين ولبنان، الخميس، قبل ساعات من موعد المباراة.
وتجمع عدة آلاف من الناشطين المؤيدين لفلسطين، مساء الأربعاء، في الساحة القريبة من محطة سان لازار، وبعد وقت قصير من بدء الاحتجاج، بدأت الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة، التي تصدت للمتظاهرين واستخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
ودعت الأحزاب والمنظمات اليسارية الداعمة لفلسطين إلى هذا الحراك الذي انطلق احتجاجًا على مباراة كرة قدم بين فرنسا وإسرائيل في دوري الأمم الأوروبية، من المقرر أن تُقام في باريس يوم الخميس، وكذلك ضد مسيرة “إسرائيل إلى الأبد” التي تم تنظيمها يوم الأربعاء، وفقًا لروسيا اليوم.
وطالبت جمعيات مناصرة للفلسطينيين، في وقت سابق، محافظ باريس، لوران نونيز، بحظر هذه المسيرة الداعمة لإسرائيل، لكن السلطات وافقت على تنظيمها.
يُذكر أن إسرائيل أوصت مواطنيها بعد الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها أمستردام بعدم حضور مباراة منتخبي فرنسا وإسرائيل الخميس المقبل في باريس.
وصدر تحذير مجلس الأمن القومي، وفقًا للبيان، بعد “اكتشاف دعوات مختلفة في الأيام الأخيرة بين المنظمات المؤيدة للفلسطينيين لاستهداف الإسرائيليين واليهود، تحت غطاء المظاهرات واستغلال مراكز التجمع، وخصوصًا الأحداث الرياضية والثقافية، من أجل ارتكاب المزيد من أعمال الشغب” على حد تعبير البيان.
وذكر مجلس الأمن القومي أنه تم في الأيام الأخيرة رصد استعدادات ملموسة لاستهداف الإسرائيليين في عددٍ من المدن الأوروبية، بما في ذلك بروكسل في بلجيكا، والمدن الكبرى في بريطانيا، وأمستردام في هولندا، والعاصمة الفرنسية باريس.
استعدادت لمظاهرة متزامنة مع موعد المباراة
ويسود توتر كبير في كل من إسرائيل وفرنسا قبل إقامة مباراة كرة القدم بين المنتخبين الإسرائيلي والفرنسي، حيث يستعد نشطاء حقوقيون لتنظيم مظاهرة مساندة لفلسطين ولبنان، الخميس، ساعات قبل موعد مباراة فرنسا وإسرائيل، وذلك بالقرب من بلدية سانت دوني في العاصمة باريس حيث يوجد ملعب فرنسا المعني باستضافة اللقاء.
ومن المرتقب أن تشهد المظاهرة حضوراً قوياً، بالنظر للعدد الكبير من الجالية العربية بفرنسا والمتضامنين مع الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وكشف موقع راديو “أر أم سي سبورت” الفرنسي، الأربعاء، أن رياح الاحتجاج تهب في محيط ملعب المباراة، بما أن كُثراً من المتضامنين مع الشعبين الفلسطيني واللبناني سيحاولون منع إقامة اللقاء، وسيحتشدون قبل موعد انطلاقه بثلاث ساعات، بتنظيم من جمعيات إنسانية مساندة لفلسطين، قررت تسليط الضوء على الاعتداءات الغاشمة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وتوجيه نداءات لإيقاف عدوانه المستمر ضد الأبرياء في فلسطين ولبنان.
ونشر المتضامنون، على مواقع التواصل الاجتماعي، جزءاً من اليافطات التي سيرفعونها، ومنها “لا نتلاعب في قضية إبادة جماعية”، وأخرى جاء فيها “لا لإقامة مباراة فرنسا وإسرائيل”، وهي عبارات انتشرت خلال الفترة الأخيرة، سواء ملاعب كرة القدم، مثل التيفو الذي رفعته جماهير باريس سان جيرمان (الحرية لفلسطين)، أو ملاعب كرة السلة مثلما حدث في لقاء باناثينايكوس اليوناني ومكابي تل أبيب الإسرائيلي في دوري يوروليغ لكرة السلة.
ولم تلغِ السلطات الفرنسية المظاهرات ولم تمنع تنظيمها حتى الآن، لكن المحادثات لا تزال جارية بين مختلف الجهات، لا سيما المنظمين والأمنيين، فيما يبقى تغيير مكانها مطروحاً، بما أن بلدية سانت دوني قريبة من ملعب المباراة، وتستمر التعزيزات الأمنية غير العادية التي ستؤمن المواجهة.
وأكد رئيس الشرطة لوران نونيز أن النظام الأمني سيشهد مشاركة عدد كبير من قوات الأمن: “نعمل وفقاً لما يسمح به القانون، سنفتش المشجعين مرتين، الأولى من قوات مكافحة الإرهاب والثانية من المنظمين، فيما سيصل عدد رجال الأمن إلى أربعة آلاف”.
ومن المنتظر أن يغيب الجمهور عن المدرجات، ويسجل اللقاء أضعف حضور في تاريخ مباريات المنتخب الفرنسي، إذ عجز المنظمون عن تسويق التذاكر، رغم اتساع المدرجات إلى 80 ألف متفرج، فيما تؤكد تقارير إعلامية فرنسية أن عدد المبيعات لم يتجاوز ربع التذاكر المطروحة، رغم الترويج السياسي لهذه المباراة من مسؤولين مثل الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، والرئيسين السابقين نيكولاس ساركوزي وفرانسوا هولاند، ووزراء حاليين وسابقين أيضاً.