فرنسا تزعم أن نتنياهو يتمتع “بالحصانة” من قرار الجنائية الدولية
وإسرائيل ستطعن في مذكرتي الاعتقال الصادرتين بحق نتنياهو وغالانت
أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية الأربعاء بيانا زعمت فيه أن رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، يتمتع “بالحصانة” التي “يجب أخذها في الاعتبار”، رغم مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة بحقه.
وتستند وزارة الخارجية الفرنسية في بيانها إلى التعهدات المنصوص عليها في القانون الدولي والمرتبطة “بحصانات الدول غير الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية”، كما هي حال إسرائيل، موضحة أن “مثل هذه الحصانات تنطبق على رئيس الوزراء الإسرائيلي والوزراء الآخرين المعنيين” بمذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.
وأوضحت الوزارة في بيانها أن هذه الحصانات “يجب أن تؤخذ بالاعتبار إذا طلبت منا المحكمة الجنائية الدولية توقيفهم وتسليمهم”. وأكد بيان الوزارة أن “فرنسا تعتزم مواصلة العمل بالتعاون الوثيق مع رئيس الوزراء نتانياهو والسلطات الإسرائيلية الأخرى لتحقيق السلام والأمن للجميع في الشرق الأوسط”.
نتنياهو: سنطعن لدى الجنائية الدولية
وقال مكتب مجرم الحرب نتنياهو، الأربعاء، إن إسرائيل أبلغت المحكمة الجنائية الدولية بأنها ستطعن في مذكرتي الاعتقال الصادرتين بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بسبب حرب غزة.
وأضاف نتنياهو أن السناتور الجمهوري الأميركي لينزي جراهام أطلعه على “سلسلة من الإجراءات التي يطرحها في الكونغرس ضد المحكمة الجنائية الدولية والدول التي قد تتعاون معها”.
وبعد أكثر من عام على بدء الحرب في قطاع غزة، أصدرت الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت، في قضايا جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ارتكبت بين الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023 و20 مايو/أيار 2024.
والثلاثاء، أعلنت دول مجموعة السبع، في بيان، أنها ستفي بالتزاماتها “الخاصة” تجاه المحكمة.
وقال وزراء خارجية دول مجموعة السبع، التي تضم بريطانيا وكندا وألمانيا وفرنسا واليابان والولايات المتحدة وإيطاليا، في البيان: “في ممارسة حقها في الدفاع عن نفسها، يجب على إسرائيل أن تمتثل بشكل كامل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي في كل الظروف، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي”.
“صلح” بين نتنياهو وماكرون
والاثنين، كشفت القناة 13 العبرية، عن مكالمة “صلح” جرت بين نتنياهو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “خففت الاحتقان بينهما”، على خلفية مذكرات الاعتقال الصادرة الأسبوع الماضي عن المحكمة الجنائية الدولية، ما ساهم في تليين موقف تل أبيب إزاء لعب باريس دوراً في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.
وأوضحت القناة أنه بعد إعلان فرنسا استقلالية المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بإصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو ووزير الأمن المقال يوآف غالانت، تدهورت العلاقات بين إسرائيل وفرنسا أكثر، فيما سوّى نتنياهو الخلافات مع ماكرون بعد مكالمة تصالحية بينهما.
وقبل نحو شهر، هاجم نتنياهو الرئيس الفرنسي ماكرون، في مقابلة نُشرت في صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، منتقداً دعوة الأخير لفرض حظر أسلحة على الاحتلال الإسرائيلي، ووصفها بأنها “مخزية”.
كما أعرب نتنياهو عن غضبه من تصريح ماكرون في الأسبوع نفسه بأن “الأمم المتحدة أوجدت دولة إسرائيل”، واعتبر ذلك “تشويهاً تاريخياً”، زاعماً أن إسرائيل أُقيمت على يد مقاتلي “حرب الاستقلال” (احتلال فلسطين)، بما في ذلك ناجون من المحرقة، في إشارة غير مباشرة منه إلى ماضي فرنسا تحت حكومة فيشي.