إسرائيل ترتكب مجزرتين في غزة وتكرر استهداف مستشفى كمال عدوان
3 دول أوروبية تدعو الاحتلال لفتح المعابر أمام المساعدات والنرويج تسحب استثماراتها من شركة إسرائيلية
لليوم الـ425 على التوالي، واصلت إسرائيل ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، متسببة في سقوط المزيد من الضحايا في أوساط المدنيين، وكررت قصفها على مستشفى كمال عدوان وأصابت عدداً من طواقمه الطبية.
وأعلنت وزارة الصحة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرتين ضد العائلات في قطاع غزة خلال يوم واحد، وصل منها إلى المستشفيات 36 شهيداً و96 إصابة، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 44502 شهيد و105454 إصابة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
استهداف مستشفى كمال عدوان
وقال مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف المستشفى للمرة الخامسة أمس الثلاثاء، بطريقة مروعة ودون رحمة.
وأضاف أبو صفية، في بيان، إن الطائرات المسيرة تسقط قنابل مملوءة بالشظايا التي تصيب وتؤذي أي شخص يتحرك، مشيرًا إلى أن الوضع أصبح خطيرًا للغاية.
وأكد أن مستشفى كمال عدوان، الذي يقع في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، تعرض إلى اعتداء همجي من قبل الطائرات المسيرة لجيش الاحتلال، ومرة أخرى، يركز الجيش الإسرائيلي اعتداءاته على الفرق الطبية.
كما أفادت وسائل إعلام فلسطينية اليوم الأربعاء، باستشهاد فلسطيني واحتراق أكثر من 15 خيمة بقصف إسرائيلي استهدف مدرسة “أبو هميسة” التي تؤوي نازحين في مخيم البريج وسط قطاع غزة.
الأزمة الإنسانية
ومع تزايد المعاناة اليومية في غزة، حيث يفتقد السكان لأبسط مقومات الحياة من غذاء ومأوى، حذر كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، من أن “مستوى اليأس” بين السكان في القطاع يتزايد بشكل خطير.
وأوضح سكاو أن برنامج الأغذية العالمي واجه صعوبات كبيرة في إيصال المساعدات إلى ما بين 300 ألف و400 ألف فلسطيني في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، بسبب الهجمات العسكرية الإسرائيلية المستمرة وعمليات نهب القوافل.
ووصف الوضع بأنه “انهيار شامل للنظام المدني”، ما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في ظل شتاء قاسٍ يعيشه سكان القطاع.
نقص المساعدات وانخفاض المواد الغذائية
انخفضت كمية المواد الغذائية التي سمحت إسرائيل بإدخالها إلى غزة بشكل كبير خلال الشهرين الماضيين. وتفاقمت الأزمة بعد قرار الأمم المتحدة يوم الأحد بوقف تسليم المساعدات عبر المعبر الرئيسي.
ورغم زيادة متوسط عدد شاحنات المساعدات الإنسانية التي دخلت غزة إلى 77 شاحنة يومياً في تشرين الثاني/ نوفمبر، مقارنة بـ57 شاحنة في الشهر السابق، فإن هذا العدد لا يزال من بين الأدنى منذ بداية الحرب قبل 15 شهراً.
وتؤكد الأمم المتحدة أن أقل من نصف هذه الشاحنات تصل بالفعل إلى السكان المحتاجين بسبب القيود العسكرية الإسرائيلية، وتصاعد القتال، وعمليات السطو، في حين يعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين في مخيمات خيام مكتظة، معتمدين على المساعدات الدولية المحدودة.
وفي ظل تفاقم الأزمة الإنسانية، دعا وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا إسرائيل، إلى إتاحة دخول المساعدات الإنسانية “بلا عوائق” إلى القطاع في مواجهة “الوضع الكارثي”، وفق ما نقلت “فرانس برس” عن وزارة الخارجية الفرنسية.
وأفادت الخارجية الفرنسية على منصة إكس بأن الوزراء الثلاثة “كتبوا (إلى نظيرهم الإسرائيلي) يطلبون منه فتح معابر وتوزيع مساعدات إنسانية بشكل فوري وآمن وبلا عوائق”.
وأضافت: “تدعو فرنسا وبريطانيا وألمانيا إسرائيل إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي وضمان حماية السكان المدنيين”.
النرويج تسحب استثماراتها من بيزك الإسرائيلية
وفي سياق آخر، قرر صندوق الثروة السيادي النرويجي سحب استثماراته من شركة بيزك الإسرائيلية بسبب تقديمها خدمات الاتصالات للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وباع كل أسهمه في الشركة.
ويأتي القرار الذي اتخذه أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم في وقت متأخر من أمس الثلاثاء، بعد أن تبنت هيئة مراقبة الأخلاقيات التابعة له تفسيرا جديدا أكثر صرامة لمعايير الأخلاقيات للشركات التي تساعد عمليات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.