عشرات الأسرى الفلسطينيين يتحررون من معتقلات الاحتلال الإسرائيلي
بدء تدفق المساعدات الإنسانية لقطاع غزة في ظل احتجاجات هائلة تتحدث عنها المنظمات الدولية
أعلنت هيئة السجون الإسرائيلية، الإفراج عن 90 أسيراً وأسيرة من الفلسطينيين من معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، بموجب اتفاق وقف النار عن قطاع غزة، فيما بدأ دخول قوافل المساعدات الإنساني إلى القطاع إلتزاماً باتفاق وقف النار عن غزة وتبادل الأسرى.
واحتفل مئات الفلسطينيين في بلدة بيتونيا وسط الضفة الغربية المحتلة، ليلة الأحد/الاثنين، بإطلاق سراح عشرات الأسرى الفلسطينيين من معتقلات الاحتلال، ضمن المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى.
ووصلت الحافلات التي تقل الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم إلى بلدة بيتونيا غرب رام الله قبل أن يتوجهوا إلى بلداتهم في الضفة الغربية.
وافادت مصادرنا أنه رغم الإجراءات القمعية من جيش الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة إلأ أن المواطنين الفلسطينيين استقبلوا الأسرى باحتفالات كبيرة.
وصعدت حشود إلى الحافلات التي تقل الأسرى وأطلقوا الألعاب النارية ولوحوا بأعلام حماس وحزب الله وجماعة أنصار الله.
ووصلت الأسيرة المقدسية زينة بربر إلى منزل عائتها في القدس بعد الإفراج عنها من معتقل المسكوبية.
كما وصلت الأسيرة روزة خويص إلى منزل ذويها في بلدة العيساوية في القدس.
جاء الافراج عن الأسرى الفلسطينيين بعد أطلاق سراح 3 أسيرات إسرائيليات من قطاع غزة في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار وتبادل الأسرى.
ومن بين المفرج عنهن الأسيرة خالدة جرار القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حماس” في غزة حيز التنفيذ في تمام الساعة 11:30 من يوم الأحد.
ويشمل الاتفاق انسحابا إسرائيليا إلى خارج المناطق السكنية في قطاع غزة. وتعليق حركة الطيران الإسرائيلي فوق قطاع غزة لمدة 12 ساعة. وعودة جزئية للنازحين جنوبا وشمالا. وتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة وتبادل 3 أسيرات إسرائيليات بـ90 أسيرا فلسطينيا.
وقال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة أن “التزامنا بالاتفاق مرهون بالتزام العدو”.
وأفاد مصدر فلسطيني في هيئة المعابر في غزة بإن 552 شاحنة مساعدات إنسانية، بينها 20 شاحنة وقود دخلت من مصر إلى قطاع غزة الفلسطيني، عبر معبري كرم أبو سالم والعوجة الحدوديين جنوب رفح.
ذلك في اليوم الأول من سريان اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، فيما شدد مسؤولون أمميون على ضخامة المهمة في ظل الأوضاع الحرجة التي يعانيها السكان.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، في منشور على منصة التواصل الاجتماعي “إكس”، إن ما لا يقل عن 300 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية دخلت إلى شمال القطاع، منبهاً إلى أنه “ليس هناك وقت لنضيعه بعد 15 شهراً من الحرب المستمرة”، ولفت إلى أن الاحتياجات الإنسانية مهولة”.
وذكر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان، الأحد، إن قوافل برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، عبّرت إلى غزة من الشمال والجنوب، مع دخول وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره حيز التنفيذ.
الاحتياجات في غزة هائلة
وأوضح البيان أن برنامج الغذاء العالمي يهدف إلى “تسليم ما لا يقل عن 150 شاحنة محملة بالطعام إلى غزة كل يوم، وتوفير خدمات النقل للشركاء، كجزء من عملية إنسانية تهدف إلى إغراق قطاع غزة بإمدادات غذائية منقذة للحياة وغيرها من المساعدات”.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي سيندي ماكين في منشور على منصة “إكس”: “هذه خطوة أولى حاسمة، لكن الاحتياجات في غزة هائلة؛ فقد كان مليونا شخص في حاجة ماسة إلى الغذاء، وغيره من الأساسيات لفترة طويلة للغاية”.
وأضافت: “بعد 15 شهراً من الحرب، نحتاج إلى بقاء جميع المعابر الحدودية مفتوحة، وتعمل بكفاءة وفعالية وموثوقية. إذ نحن بحاجة إلى أن تتمكن الفرق الإنسانية من التحرك بحرية وأمان في مختلف أنحاء غزة للوصول إلى المحتاجين”.
ويشمل الاتفاق، وفقاً للمسؤول، “السماح بدخول 600 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة كل يوم من أيام وقف إطلاق النار، 50 منها تحمل الوقود، مع تخصيص 300 شاحنة لشمال القطاع”.
مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد
وأعلن المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني أن الوكالة لديها 4 آلاف شاحنة محملة بالمساعدات، نصفها تحمل غذاء وطحيناً، جاهزة لدخول قطاع غزة.
وتوقعت تقارير أممية مواجهة 91% من سكان غزة (نحو 1.95 مليون نسمة) مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، كما أشارت إلى تضرر 68% من الأراضي الزراعية، و52% من الآبار الزراعية، وتدمير 72% من أسطول الصيد في القطاع، فضلاً عن نفوق أكثر من 95% من إجمالي الماشية.
وأشارت التقارير إلى أن أكثر من 96% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و23 شهراً، والنساء، يفتقرون للحد الأدنى من تنوع النظام الغذائي، لافتة إلى أن 290 ألف طفل دون سن الخامسة و150 ألف امرأة حامل ومرضعات يحتاجون إلى التغذية والمكملات.
وقتلت إسرائيل في الحرب التي شنتها على غزة خلال 15 شهراً، أكثر من 47 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وحولت القطاع إلى أنقاض يعيش سكانه أسوأ الكوارث الإنسانية التي تشهدها البشرية.