اليوم الثالث لوقف النار عن غزة… طواقم الإنقاذ تنتشل عشرات الجثامين من تحت الأنقاض
آثار جرائم الإبادة الجماعية والتدمير تتكشف أكثر بصورها المأساوية
دخل اتفاق وقف النار عن قطاع غزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل يومه الثالث، فيما بدأت آثار جرائم الإبادة الجماعية والدمار تتكشف أكثر بصورها المأساوية.
وقالت حماس، مساء أمس الاثنين، إن الدفعة الثانية لتبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين ستتم في موعدها المحدد يوم السبت القادم، 25 يناير/ كانون الثاني الجاري.
ويتواصل الكشف حجم التدمير والمجازر التي قام بها الاحتلال في غزة، حيث انتشل الدفاع المدني الفلسطيني الاثنين جثامين 58 شهيداً من مدينة رفح، ليرتفع عدد الشهداء الذين انتُشلوا من المدينة منذ بدء سريان وقف إطلاق النار إلى 137 شهيداً.
وأفاد الدفاع المدني في قطاع غزة بارتفاع عدد الشهداء الذين انتشلت جثامينهم من تحت الأنقاض من رفح إلى 137 منذ بدء سريان وقف إطلاق النار بقطاع غزة.
كما أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة أنه انتشل أمس جثامين 8 شهداء من محافظتي غزة والشمال، و58 شهيداً من محافظات جنوب القطاع.
وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية الاثنين إنه وصل إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية 122 شهيداً و341 مصاباً نتيجة العدوان الإسرائيلي، مؤكدة ارتفاع حصيلة العدوان إلى 47 ألفاً و35 شهيداً و111 ألفاً و91 مصاباً منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وكشفت عودة النازحين الفلسطينيين إلى مناطقهم شمالي قطاع غزة عن حجم دمار غير متوقع طاول الغالبية العظمى من المنازل والطرق والمرافق، إذ جعلها جيش الاحتلال أشبه بمناطق تعرضت إلى زلزال مدمر.
دمار شمال غزة
وفوجئ آلاف النازحين الفلسطينيين العائدين إلى مناطقهم التي غادروها قسراً في محافظة شمال غزة بحجم الدمار الكبير الذي طاول تلك المناطق، وتحديداً في جباليا ومخيمها وبيت لاهيا ومشروعها وبيت حانون، فكأن زلزالاً ضرب المنطقة بأكملها وجعلها لا تصلح لحياة البشر.
ولم تفرق العملية العسكرية الإسرائيلية التي استمرت أكثر من مائة يوم، في التدمير بين البشر والحجر والشجر، فغالبية الطُرق مغلقة بسبب ما أحدثه جيش الاحتلال فيها، حتى أن معظمها غير صالحة للسير على الأقدام، وعلى جوانب الطُرق منازل تهاوت جدرانها، أو اختفت ملامحها وتحولت إلى أكوام من الحجارة التي انتشرت أيضاً في وسط الشوارع، ومحال تجارية بات ترميمها أو إصلاحها عبئاً على أصحابها بعد أن كانت مصدر رزقهم. المدارس والعيادات الطبية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” لم تسلم أيضاً من القصف والدمار والحرق.
في الطرقات وعلى الأرصفة تتناثر العديد من الجثامين المتحللة لشهداء، بعضها لم يتبق منها سوى بعض العظام المتناثرة بعدما نهشتها الكلاب الضالة، فعلى مدار أكثر من ثلاثة أشهر، منع جيش الاحتلال الطواقم الطبية والإغاثية من الوصول إليها لانتشالها ودفنها، كما لم تسلم المقابر من إجرام الاحتلال الذي عاث في إحدى المقابر فساداً، ونبش بعض القبور فيها.
أهالي شمال غزة يعودون لمنازلهم
الشرطة تنتشر في الشوارع
وتفقد وكيل وزارة الداخلية في غزة محمود أبو وطفة، عناصر الشرطة المسلحين بعضهم بالزي العسكري قبل قيامهم بدوريات في شوارع مدينة غزة (شمال).
وانتشر عناصر الشرطة في الطرق وعند المفترقات، وعملوا على توفير الحماية لمرور شاحنات المساعدات.
وأعلن أبو وطفة أن وزارته أتمّت استعداداتها في بسط الأمن والسيطرة وحماية الجبهة الداخلية.
وقال إن قوات الشرطة :«جاهزة لحماية المواطن استكمالا لجهد المقاومة وانتصار (الجناح العسكري لحماس كتائب) القسام والمقاومة، واستكمالا للمشروع الوطني وإعادة الحياة».
وشدّد على أن قواته تتولى منع أي انفلات أو مظاهر سلاح خارج القانون.
وكان المسؤولون الإسرائيليون بينهم رئيس الحكومة الإسرائيلية الفاشية بنيامين نتنياهو أكدوا مرارا إن هدف الحرب هو تفكيك القدرات العسكرية والسياسية لحركة حماس.
كما شددوا على أن هذه الأهداف سيتم تحقيقها على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي انتقده بشدة أعضاء اليمين المتطرف في الائتلاف الحكومي.