الفلسطينيون في قطاع غزة تحت نار أسوأ الأزمات الإنسانية
2 مليون مواطن في القطاع يكابدون من أجل المأوى والطعام والمياه.
يرزح الفلسطينيون في قطاع غزة تحت نار أسوأ الأزمات الإنسانية بفعل الحصار القاتل وحرب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل بحق 2 مليون مواطن في قطاع غزة على مدار 15 شهر الماضية.
وبرزت أزمات الحصول على المأوى ونقص المياه والغذاء والكهرباء، إضافة إلى تضرر البنية التحتية وتعطيل معظم المرافق الخدماتية التي طالتها الحرب.
ومع استمرار الحصار والدمار الذي فرضته إسرائيل منذ أكتوبر 2023، أصبحت فرصة الحصول على أبسط مقومات الحياة اليومية مهمة شاقة.
ويعاني الفلسطينيين من انقطاع المياه بشكل شبه كامل بعد تدمير محطات التحلية ونقص الوقود اللازم لتشغيلها، مما أجبرهم على قطع مسافات طويلة بحثًا عن الماء.
ويقول أحد المواطنين لوسائل الإعلام: “كما ترون، أزمة كبيرة في الحصول على مياه الشرب، حيث نقف في طابور الانتظار 3 ساعات أو أكثر للحصول على 20 لترًا من الماء، حتى يكفينا ليوم واحد. يومنا مقسوم بين البحث عن الماء والخبز وبعض الاحتياجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة”.
الحرب طال جميع جوانب الحياة
لم تقتصر الأزمة على نقص المياه فحسب، بل امتدت إلى الطرق المدمرة والبنية التحتية المتآكلة، مما جعل التنقل بين الأحياء مهمة شبه مستحيلة.
ويقول أحد الفلسطينيين من غزة: “نعاني من نقص المياه بشكل فظيع، حيث تكاد أن تكون المياه الصالحة للشرب معدومة، كما أن السكان يتكدسون للحصول على صحن من الطعام”.
ويضيف، أن الدمار الذي خلفته الحرب طال جميع جوانب الحياة، حيث تحول التنقل إلى رحلة محفوفة بالمخاطر بسبب الأنقاض والمخلفات الحربية.
وتصف إحدى السيدات الأوضاع الكارثية بالقول: “نحن نعيش وسط الركام، حياتنا أصبحت مستحيلة، حتى أطفالنا لا يستطيعون المشي بين الأنقاض دون أن يصابوا بجروح”.
البلديات معطلة
في ظل العجز التام للبلديات عن القيام بواجباتها بسبب انعدام الموارد، يلجأ السكان إلى حلول بدائية للتكيف مع الظروف القاسية.
ويصف مواطن المشهد قائلاً: “أكوام القمامة تلتهمها النيران بجوار ركام المنازل، حيث لا يوجد أي نظام لجمع النفايات، ما ينذر بكارثة بيئية وصحية إضافية”.
طفلة فلسطينية شردتها الحرب، عبرت عن معاناتها قائلة: “المشي بين الركام صعب للغاية بسبب الدمار الذي أحدثته الدبابات الإسرائيلية. لقد أصبت أكثر من مرة خلال بحثي عن الماء والطعام. حياتنا كلها تعب، فالحصول على المياه والغذاء بات مشقة لا تطاق”.
في ظل هذه الأوضاع المأساوية، يواصل سكان قطاع غزة كفاحهم اليومي من أجل البقاء، وسط صمت عالمي يطيل أمد معاناتهم، حيث انتهكت إسرائيل كل قواعد القانون الدولي والإنساني، وتجاهلت قرارات ونداءات المنظمات الدولية والحكومات لوقف جرائمها.