الاحتلال الإسرائيلي ينفّذ أكبر عملية تهجير للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ عام 1967

سلطت وكالة أسوشيتد برس الضوء على معاناة عشرات الآلاف من الفلسطينيين بعد أن أجبرتهم قوات الاحتلال على التهجير عن منازلهم في أعقاب العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة عبر شمال الضفة الغربية المحتلة.
ورصدت الوكالة اضطرار الآلاف إلى المشي على الأقدام عبر بساتين الزيتون الموحلة وخطوط رؤية القناصة، في أكبر عملية تهجير في الأراضي المحتلة منذ حرب عام 1967، وتوغل الجنود بشكل أعمق وبقوة أكبر في عديد من البلدات الأخرى القريبة، مما أدى إلى تشتيت العائلات وإثارة ذكريات مريرة عن نكبة عام 1948 وقت إنشاء إسرائيل.
ونقلت أسوشيتد برس عن مسؤولين في المجال الإنساني قولهم إنهم لم يروا مثل هذا التهجير الجماعي في الضفة الغربية منذ حرب عام 1967.
وقال رولاند فريدريش، مدير شؤون الضفة الغربية في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” «هذا أمر غير مسبوق. وعندما نضيف إلى هذا تدمير البنية الأساسية، فإننا نصل إلى نقطة تصبح فيها المخيمات غير صالحة للسكن».
تهجير 40 ألف فلسطيني
ووفقا للوكالة، فقد هجّر أكثر من 40 ألف فلسطيني من منازلهم في العملية العسكرية الجارية.
ويقول الخبراء إن تكتيكات إسرائيل في الضفة الغربية أصبحت لا يمكن تمييزها تقريبًا عن تلك المستخدمة في غزة. وألقى التقرير الضوء على أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب شجعت على نقل الفلسطينيين بشكل جماعي من غزة اليمين المتطرف في إسرائيل على تجديد الدعوات لضم الضفة الغربية.
وقال ياجيل ليفي، رئيس معهد دراسة العلاقات المدنية العسكرية في الجامعة المفتوحة في بريطانيا، إن فكرة «التطهير» أرض الفلسطينيين أصبحت اليوم أكثر شعبية من أي وقت مضى.
أوامر تهجير إسرائيلية
وقال أكثر من 10 فلسطينيين نازحين أجرت أسوشيتد برس مقابلات معهم الأسبوع الماضي إنهم لم يهجّروا من منازلهم خوفاً، بل بناء على أوامر من قوات الاحتلال الإسرائيلي. كما سمع في مخيم نور شمس جنوداً إسرائيليين يصرخون عبر مكبرات الصوت في المساجد، ويأمرون الناس بالمغادرة.
ونقلت الوكالة عن بعض الأسر النازحة إن الجنود كانوا قساة، نهبوا الغرف، ولوحوا بالبنادق، وأجبروا السكان على مغادرة منازلهم على الرغم من مناشداتهم بمنحهم المزيد من الوقت.
«كنت أبكي وأسألهم: لماذا تريدونني أن أغادر منزلي؟ طفلي في الطابق العلوي، فقط دعوني أحضر طفلي من فضلكم»، هكذا تتذكر آيات عبد الله (30 عاماً) من ملجأ للنازحين في قرية كفر اللبد. «لقد أعطونا 7 دقائق. أحضرت أطفالي، الحمد لله. لا شيء آخر».
وبعد أن طُلب منها أن تشق طريقها بنفسها، سارت عبد الله مسافة 10 كيلومترات (6 أميال) على مسار مضاء فقط بضوء هاتفها بينما كانت الأمطار تحول الأرض إلى طين. وقالت إنها كانت تتشبث بأطفالها بقوة، وتتحدى القناصة المحتملين الذين قتلوا امرأة حامل تبلغ من العمر 23 عامًا قبل ساعات فقط في 9 فبراير .
وفي بلدة عنبتا القريبة، انتقل المتطوعون إلى داخل وخارج المساجد والمباني الحكومية التي أصبحت ملاجئ مؤقتة، وفتح الأهالي منازلهم للعائلات النازحة من نور شمس وطولكرم.
وقال رئيس بلدية عنبتا ثابت عمار «هذا واجبنا في ظل الوضع الأمني الراهن». لكنّه أكّد على أن يد الترحيب التي قدمتها المدينة لا ينبغي أن تُخطئ في فهمها على أنها أي شيء أكثر من ذلك.
وأضاف «نحن نصر على أن تهجيرهم مؤقت».
تدمير مئات المنازل
وقال ثابت عمار عن جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي هدم مئات المنازل في المخيمات الأربعة هذا العام، بحسب وكالة الأمم المتحدة للاجئين: «إنهم يفعلون كل ما في وسعهم لطردنا».
ونقلت أسوشيتد برس عن مسؤولين في المجال الإنساني قولهم إنهم لم يروا مثل هذا التهجير في الضفة الغربية منذ حرب عام 1967.
وقال رولاند فريدريش، مدير شؤون الضفة الغربية في وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين «هذا أمر غير مسبوق. وعندما نضيف إلى هذا تدمير البنية الأساسية، فإننا نصل إلى نقطة تصبح فيها المخيمات غير صالحة للسكن».
ووفقا للوكالة، فقد فر أكثر من 40 ألف فلسطيني من منازلهم في العملية العسكرية الجارية.
ويقول الخبراء إن تكتيكات إسرائيل في الضفة الغربية أصبحت لا يمكن تمييزها تقريبًا عن تلك المستخدمة في غزة. وألقى التقرير الضوء على أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب شجعت على نقل الفلسطينيين بشكل جماعي من غزة اليمين المتطرف في إسرائيل على تجديد الدعوات لضم الضفة الغربية.
وقال ياجيل ليفي، رئيس معهد دراسة العلاقات المدنية العسكرية في الجامعة المفتوحة في بريطانيا، إن فكرة «التطهير» أرض الفلسطينيين أصبحت اليوم أكثر شعبية من أي وقت مضى.