المنظمات الدولية تواصل تحذيراتها من مخاطر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة

حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من أن قرار إسرائيل منع إدخال الدعم الإنساني إلى قطاع غزة، بما في ذلك وقف إمدادات الكهرباء إلى منشأة تحلية المياه الوحيدة في القطاع، يهدد بانزلاق إلى حالة طوارئ إنسانية حادة، حيث بدأت التأثيرات تظهر بالفعل في ارتفاع الأسعار ونقص السلع الأساسية.
وشددت اللجنة في بيان لها، الإثنين، إنه بموجب القانون الدولي الإنساني، يتعين على إسرائيل ضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المدنيين الخاضعين لسيطرتها، كما يتعين عليها السماح بمرور المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق وتسهيل ذلك.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنها ستظل ملتزمة بتقديم الدعم الإنساني المنقذ للأرواح والدعوة إلى تلبية الاحتياجات العاجلة للمتضررين، حيث يشكل الوصول الإنساني السريع وغير المقيد أمراً بالغ الأهمية لتحقيق هذه المهمة.
وجددت نداءها العاجل لإدخال المزيد من المساعدات إلى غزة، وإطلاق سراح جميع “المحتجزين” واستمرار وقف إطلاق النار.
قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن وقف إطلاق النار في غزة أثبت أهميته في إنقاذ الأرواح وإيصال الدعم الإنساني وإسناد السكان المدنيين.
بحر الاحتياجات الهائلة
وأوضحت، أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة ما تزال بعيدة كل البعد عن النهاية، ففي حين ازداد إيصال الدعم الإنساني بشكل ملحوظ خلال فترة وقف إطلاق النار، إلا أنه ما يزال نقطة في بحر الاحتياجات الهائلة على أرض الواقع.
وأشارت اللجنة الدولية إلى أنه وإلى جانب الإغاثة الطارئة، هناك حاجة إلى التزام طويل الأجل بإعادة بناء الخدمات الأساسية واسترداد حياة كريمة للمجتمعات المتضررة.
وأضافت، وهناك أيضاً حاجة ملحة إلى التنويع في الدعم الإنساني، بما في ذلك مواد البناء لمراكز الإيواء والإمدادات الطبية وغيرها من الخدمات الأساسية اللازمة لمعالجة الأزمة الإنسانية المعقدة.
تداعيات خطيرة على المدنيين
بدورها، حذرت الأمم المتحدة من تداعيات خطيرة على الفلسطينيين المدنيين في غزة إثر قيام إسرائيل بوقف إمداد القطاع المدمر بالكهرباء، علما أنه محروم أيضا من شحنات الوقود منذ أكثر من أسبوع.
وقال متحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الانسان في الأمم المتحدة لفرانس برس إن قرار إسرائيل “يثير قلقا بالغا. من دون كهرباء ومع وقف شحنات الوقود، فإن آخر محطات تحلية المياه والمؤسسات الصحية والأفران مهددة بالإغلاق، مع تداعيات خطيرة على المدنيين”.
وقال المتحدث سيف ماغانغو إن إسرائيل باعتبارها دولة الاحتلال، ملزمة قانونا توفير حاجات سكان الأراضي التي تسيطر عليها.
علاوة على ذلك، فإن منع وصول المساعدات للضغط على أحد أطراف النزاع المسلح من خلال فرض صعوبات على جميع المدنيين يثير مخاوف جدية بشأن العقاب الجماعي بحسب ماغانغو.
وقطعت إسرائيل الكهرباء عن قطاع غزة الأحد لزيادة الضغط على حركة حماس لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، وقطعت الخط الوحيد الذي يغذي محطة تحلية المياه.
العودة إلى أزمة الجوع
ويوم أمس الإثنين، حذر فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا“، من خطر العودة إلى أزمة الجوع في قطاع غزة إذا استمرت إسرائيل في منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة.
وأكد لازاريني أن هناك جهودا في إسرائيل لإسكات المنظمات الداعمة للفلسطينيين، مشيراً إلى أن “الأونروا” تحتاج إلى دعم إضافي طارئ حتى تستطيع الاستمرار في العمل.
وأضاف لازاريني خلال مؤتمر صحافي في جنيف، اليوم الإثنين، أن إسرائيل ترفض تسهيل دخول وخروج الأفراد من معبر كرم أبو سالم.
يشار بأن إسرائيل قررت منذ نحو أسبوع، تشديد الحصار على قطاع غزة، ومنعت دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يعيش فيه أكثر من مليوني شخص يكافحون ظروفاً بالغة القساوة خلفتها جرائم الإبادة الجماعية راح ضحيتها قرابة 150 ألف فلسطيني ما بين شهيد وجريح ومفقود.