هل تفيد كراهية الأجانب الولايات المتحدة؟

 ياسمين أنصاري

وقّع الرئيس دونالد ترامب في أواخر يناير 2017، أحد أكثر الأوامر التنفيذية تطرفًا في ولايته الأولى – وهي سياسة تحظر السفر إلى الولايات المتحدة من 7 دول ذات أغلبية مسلمة، بما في ذلك موطن عائلتي، إيران. وتم حظر سفر العائلات من إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن إلى الولايات المتحدة، كما علق الأمر أيضًا إعادة توطين جميع اللاجئين السوريين.

وعندما دخل هذا الحظر حيز التنفيذ، كنت في الرابعة والعشرين من عمري، طالبة دراسات عليا في دراسات الأمن الدولي. وكنت قد عملت في مخيم للاجئين السوريين في الأردن، والذين كانوا ينتظرون قرار ترحيلهم للولايات المتحدة بفارغ الصبر. وبموجب هذا الحظر لم تقبلهم الولايات المتحدة.

لكن ترامب ضاعف من قسوته ومعاداته للأجانب في إدارته الثانية. والآن، يدرس البيت الأبيض فرض حظر سفر على 43 دولة.

من الواضح أن مخاوف ترامب لا تتعلق بالأمن القومي الأمريكي؛ بل تتعلق بجعل الهجرة الحرة إلى أمريكا لمن لا يشبهونه أو يفكرون مثله، مستحيلة. ولم يكن الأمر مفاجئا بالنسبة لي ولعائلتي، فقد عرفنا أن ترامب تعهد بحظر السفر على الدول المذكورة.

لكنني أعتقد أن هذا الحظر يتجاوز مجرد كراهية الأجانب، وسيكون له آثار واقعية على اقتصادنا وأمننا القومي ومكانة أمريكا على الساحة العالمية.حيث يُعدّ السفر والتجارة والسياحة الدوليان محركات رئيسية للاقتصاد الأمريكي، الذي يواجه ضغوطًا كبيرة جراء إجراءات اتخذتها إدارة ترامب، مثل التقلبات في الرسوم الجمركية.

إن تقييد السفر من أكثر من 40 دولة – العديد منها شركاء لنا في التجارة والابتكار – سيُعطّل سلاسل التوريد، ويقلص الاستثمارات الأجنبية، ويثني أصحاب العمل الأمريكيين عن توظيف العمال الأجانب الذين نحتاجهم بشدة، ويوتر العلاقات الدبلوماسية التي يعتمد عليها نمونا الاقتصادي.

ناهيك عن أن التاريخ قد أثبت لنا أن هذه القيود الشاملة لا تحظى بالاحترام، بل تنفّر الحلفاء وتؤجج الروايات العدائية، مما يدفع الفئات الضعيفة في مناطق العالم غير المستقرة أصلاً نحو التطرف.

إن التراجع الأمريكي نحو سياسات الانعزالية، والذي تُسلّط عليه الأضواء باستمرار التغطية الإعلامية لأفعال الرئيس ترامب، يدفع إلى الابتعاد عن الولايات المتحدة وعن قيمنا الديمقراطية، والتوجه نحو روسيا والصين. فمن الموقف تجاه أوكرانيا إلى تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، يعيد ترامب صياغة السياسة الخارجية الأمريكية بشكل انعزالي وقاسٍ.

وفي الدائرة الانتخابية الثالثة في ولاية أريزونا، يتحدث الناس أكثر من 64 لغة، وهو انعكاس للتنوع الهائل الذي يُعزز بلدنا. فالمهاجرون جزء لا يتجزأ من ثقافتنا واقتصادنا ومستقبلنا المشترك.

ولهذا السبب قمت بقيادة أكثر من 30 من زملائي في رسالة مباشرة إلى الرئيس، مطالبين إياه بعكس هذه السياسة الضارة قبل أن تضر بأسرنا واقتصادنا، وتصورنا كمنارة للديمقراطية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى