الأمم المتحدة: إسرائيل هجّرت 400 ألف فلسطيني منذ استئنافها الحرب على قطاع غزة
كبار المسؤوليين الأممين يناشدون قادة العالم لإنقاذ الفلسطينيين في القطاع

أعلنت المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، يوم الإثنين، إن ما يقرب من 400 ألف شخص نزحوا مجددا داخل قطاع غزة منذ أن استؤنف القتال قبل أقل من 3 أسابيع، فيما ناشد عدد من كبار المسؤوليين الأممين قادة العالم لإنقاذ الفلسطينيين في القطاع.
وأضاف دوجاريك: “لم يتم اتخاذ أي ترتيبات لضمان سلامتهم وبقائهم على قيد الحياة، وهي مسؤولية تقع على عاتق إسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال”.
وتزعم إسرائيل إنها تصدر أوامر تهجير للمدنيين الفلسطينيين لمساعدتهم على تجنب مناطق القتال وضمان حمايتهم.
ومنذ أن استأنفت إسرائيل حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، في 18 مارس، وسّعت بشكل كبير من احتلال لمناطق في قطاع غزة، حيث تحتل الآن على أكثر من 50% من أراضيه، وتدفع السكان نحو مساحات آخذة في التقلص.
وأوضح دوجاريك أن أمر الإخلاء الذي أصدرته إسرائيل يوم الأحد يشمل أكثر من 3 كيلومترات مربعة، وهو ما يقارب مساحة “سنترال بارك” في مدينة نيويورك، ويقع في منطقة دير البلح.
وجاءت تصريحات المسؤول الأممي خلال مؤتمر صحافي، الاثنين، في مقر الهيئة الأممية في نيويورك.
بيان عن كبار المسؤولين في الأمم المتحدة
وكشف دوجاريك، إن عدداً من كبار المسؤولين في الأمم المتحدة وجهوا نداء ناشدوا من خلاله قادة العالم التحرك وبشكل عاجل من أجل إنقاذ الفلسطينيين في غزة.
ولفت دوجاريك الانتباه إلى بيان أصدره عدد من المسؤولين الكبار في الأمم المتحدة من بينهم المدير التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، والمديرة التنفيذية لليونيسف، ومفوض وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي.
وجاء في البيان: “منذ أكثر من شهر، لم تدخل أي إمدادات تجارية أو إنسانية إلى غزة. أكثر من 2.1 مليون شخص محاصرون، يتعرضون للقصف والجوع من جديد، بينما تتراكم عند المعابر إمدادات الغذاء والدواء والوقود والمأوى، والمعدات الحيوية عالقة”.
ولفت البيان الانتباه إلى تقارير أفادت “بمقتل أو إصابة أكثر من 1000 طفل في الأسبوع الأول بعد انهيار وقف إطلاق النار، وهو أعلى عدد وفيات أسبوعي بين الأطفال في غزة منذ العام الماضي”.
وقف المخابز وانهيار النظام الصحي
وأشار البيان إلى “اضطرار المخابز الخمسة والعشرين التي يدعمها برنامج الغذاء العالمي خلال وقف إطلاق النار إلى الإغلاق بسبب نقص الدقيق وغاز الطهي”.
ولفت إلى انهيار شبه تام في النظام الصحي وإلى الحاجة الملحة لإدخال المساعدات الطبية.
وأضاف أن “نفاد الإمدادات الطبية الأساسية ومستلزمات علاج الإصابات، يهدد بعكس مسار التقدم الذي تحقق بشق الأنفس من أجل الحفاظ على استمرارية عمل النظام الصحي”.
وأشار المسؤولون إلى أن أوامر التهجير الإسرائيلية الجديدة “أجبرت مئات الآلاف من الفلسطينيين على النزوح مجددًا، دون أي ملاذ آمن. لا أحد في مأمن. قُتل ما لا يقل عن 408 من العاملين في المجال الإنساني، من بينهم أكثر من 280 من الأونروا، منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023”.
وناشدوا -مع دخول الحصار الإسرائيلي المشدد على غزة شهره الثاني- قادة العالم بالتحرك، “بحزم وسرعة، لضمان احترام المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي، وحماية المدنيين، وتسهيل وصول المساعدات، وإطلاق سراح الرهائن، وتجديد وقف إطلاق النار”.
من جهته، تحدث دوجاريك كذلك عن تقارير الأمم المتحدة التي تشير إلى استمرار الهجمات الإسرائيلية “بلا هوادة في جميع أنحاء قطاع غزة مما يؤدي إلى وقوع إصابات على نطاق واسع بين المدنيين”.
تهجير 400 ألف فلسطيني
وشدد دوجاريك على ضرورة اتخاذ “الترتيبات اللازمة لضمان سلامة المدنيين وبقائهم على قيد الحياة وهي مسؤولية تقع على عاتق إسرائيل كونها القوة القائمة بالاحتلال”.
ولفت الانتباه إلى عدم السماح بإدخال أي شيء إلى القطاع منذ شهر، وقال “إن الأمم المتحدة توزع ما تبقى لديها من مساعدات داخل غزة على الأشخاص الأكثر احتياجاً”.
وأكد في الوقت ذاته أنه “لا يمكن الاستمرار في ذلك ولفترة طويلة إلا إذا فتحت المعابر على الفور أمام السلع والمساعدات الإنسانية الضرورية لبقاء الناس على قيد الحياة”.
وترتكب إسرائيل مدعومة أمريكياً منذ عام ونصف جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين راح ضحيتها قرابة 165 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من المدنيين والأطفال والنساء.