“الأونروا” تحذر… غزة تتجه نحو أزمة جوع حادة تعرض حياة 2 مليون فلسطيني للخطر

حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” من أنّ كلّ يوم يمر على قطاع غزة دون طعام يدفع نحو أزمة جوع حادة، من المتوقّع أن تكون انعكاساتها خطرة على أكثر من مليونَي فلسطيني يعانون من الحصار والجوع.

وقالت مديرة مكتب الإعلام والتواصل في “الأونروا” في قطاع غزة إيناس حمدان، في تصريحات اليوم الخميس، إنّ “حظر المساعدات عن القطاع يمثّل عقاباً جماعياً للسكان الذين عانوا الأمرَّين في خلال أكثر من 16 شهراً من الحرب الطاحنة”.

وأوضحت أنّ “المستلزمات الطبية والإمدادات الغذائية آخذة في النفاد، الأمر الذي من شأنه أن يعمّق الأزمة الإنسانية أكثر، سواء على صعيد الأمن الغذائي أو على صعيد الوضع الصحي المتدهور أصلاً”.

وأشارت المسؤولة الأممية إلى أنّ “إسرائيل رفضت محاولات المنظمات الإنسانية، بمعظمها، لتنسيق وصول المساعدات معها”.

الإمدادات الأساسية آخذة في النفاد

بدورها، أكدت مديرة الاتصالات في “الأونروا” جولييت توما أنّ “قطاع غزة يقترب أكثر من الجوع الشديد كلّما انقضى يوم من دون إمدادات أساسية”، بحسب ما صرّحت به لوكالة رويترز اليوم الخميس.

وأضافت توما أنّ “كلّ الإمدادات الأساسية آخذة في النفاد”، لافتةً إلى أنّ “أسعار السلع ارتفعت بصورة كبيرة خلال أكثر من شهر (منذ الثاني من مارس/آذار 2025)”، وذلك عندما شدّدت السلطات الإسرائيلية حصارها على القطاع. وتابعت: “هذا يعني أنّ الرضّع والأطفال يخلدون إلى النوم وهم جائعون”.

وبيّنت “الأونروا”، في تدوينة ضمّنتها تقرير رويترز، أنّ بعد نحو ستة أسابيع من إحكام الحصار الإسرائيلي، “أوشكت إمدادات الغذاء على النفاد في حين يتفاقم الجوع“، مشدّدةً على أن “اتّخاذ إجراءات فورية (لوضع حدّ لذلك) أمر بالغ الأهمية”.

في السياق، أفادت مديرة مكتب الإعلام والتواصل في “الأونروا” في قطاع غزة بأنّ “الواقع الإنساني الكارثي ينسحب على الجانب البيئي، إذ إنّ عدم إدخال كميات كافية من الوقود يخلق تحديات وصعوبات تتعلّق بتشغيل آبار المياه ويعرقل خدمات إدارة النفايات الصلبة” في القطاع.

وشرحت حمدان أنّ هذا الأمر يؤدّي إلى “زيادة انتشار الأمراض والأوبئة”، بالإضافة إلى “تلوّث المياه وصعوبة مكافحة الحشرات التي تنتشر بسبب تراكم النفايات وتسرّب مياه الصرف الصحي”.

وتحظر سلطات الاحتلال الإسرائيلي إدخال المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية إلى قطاع غزة المحاصر منذ انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في الثاني من مارس الماضي، الأمر الذي أدّى إلى تناقص كبير في الإمدادات الأساسية التي لا يكفي بعضها إلا لبضعة أيام ما لم يُستأنَف دخول الشاحنات إلى قطاع غزة بصورة عاجلة.

“آثار مدمّرة” على الأطفال

وكانت “الأونروا” قد حذّرت، أمس الأربعاء، من “آثار مدمّرة” على الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة نتيجة مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر أمام إدخال المساعدات والإمدادات التجارية إلى القطاع المحاصر للأسبوع السادس على التوالي، مشيرة إلى “تزايد ندرة المياه المأمونة والغذاء والمأوى والرعاية الطبية”.

وشدّدت المنظمة الدولية، في تدوينة نشرتها على موقع إكس، على ضرورة “وقف إطلاق النار فوراً” للتخفيف من تلك الآثار.

ويأتي ذلك في سياق التحذيرات المتتالية التي تطلقها جهات مختلفة، فلسطينية ودولية وأممية، من ارتفاع معدّلات الجوع وسوء التغذية في قطاع غزة، خصوصاً بين أكثر من مليون من الأطفال وكبار السنّ، من جرّاء مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية منذ الثاني من مارس الماضي.

ويواجه “أكثر من 2.4 مليون فلسطيني كارثة إنسانية غير مسبوقة، إذ يواصل الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ سياسة الإبادة الجماعية والقتل اليومي بحقّ المدنيين العزّل من دون أيّ رادع من المجتمع الدولي”، بحسب ما أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة في وقت سابق.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى