أجهزة أمن السلطة الفلسطينية تعتقل كتّاب ومثقفين ومحررين من سجون الاحتلال
وتمنع بالقوة تنظيم مظاهرة سلمية رافضة للاعتقال السياسي في الضفة الغربية
شنت الأجهزة الأمنية التابعة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مساء الأحد، حملة اعتقالات طالت العديد من الكتّاب والمثقفين والأسرى المحررين خلال مشاركتهم في مظاهرة رافضة للاعتقال السياسي والاعتداء على المتظاهرين السلميين وسط رام الله.
ومنعت الأجهزة الأمنية، مساء الأحد، تنظيم مظاهرة سلمية رفضا لاعتقال 24 ناشطا وأسيرا محررا يوم أمس، وقامت بالاعتداء على عدد منهم بالضرب المبرح، قبيل البدء في مظاهرة منددة باغتيال المعارض نزار بنات ومطالبة بمحاسبة المتورطين وإجراء الانتخابات، كما ورفضت الأجهزة الأمنية التعاون مع المحامين بخصوص المعتقلين.
فقدت الوعي ولم أكن على علم بما جرى إلا بعد ساعات
وأفاد الأسير المحرر والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي ماهر الأخرس، إنه بالقرب من دوار المنارة وسط رام الله، وخلال تواجده للمشاركة في المسيرة المنددة باغتيال الناشط السياسي المعارض نزار بنات، اعتدى عليه عناصر أمن بلباس مدني.
وأضاف: ضربوني بقوة، وحينما طلبت المساعدة من عناصر الأجهزة الأمنية بلباسهم الرسمي، انهالوا عليّ بالضرب المبرح.
وبحسب الأخرس، الذي أفرجت عنه الأجهزة الأمنية اليوم الأحد، فإن “أحد العناصر جلس بركبتيه على رأسي، وبعد ذلك فقدت الوعي ولم أكن على علم بما جرى إلا بعد ساعات”.
ويرى المحرر الأخرس، أن الأجهزة الأمنية تمارس دورا خارج عن إطار حماية الفلسطينيين، “وتقوم بتنفيذ أجندات ضدنا، وما حدث بالأمس تصرفات وحشية في الوقت الذي نقوم فيه بمواجهة الاحتلال”.
حالة من انفصام مَرضي
بدوره قال القيادي محمد دحلان زعيم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، :”لم يشهد التاريخ الحديث، وجود كيان تحت الاحتلال يقمع المعارضة، سوى في الحالة الفلسطينية”.
وأضاف في منشور له على “فيس بوك”:”إن جنوح السلطة الفلسطينية لقمع أصوات المعارضة، بدل أن تكون قوة تحرر وطنية في مواجهة الاحتلال، يُعبر عن حالة من انفصام مَرضي في شخصيتها الوطنية، ويعتبر تكريساً لميلاد الاستبداد، وتفضيلا لمصالح الاحتلال على مصالح شعبنا، ويعبر أيضاً عن فقدانها الشرعية.
استمرار نهج القمع
وقالت مجموعة “محامون من أجل العدالة” إن “الاعتقالات الأخيرة في رام الله تعبر عن استمرار نهج القمع والتخويف لكل المدافعين عن حقوق الإنسان”.