أحداث دموية تسفر عن مقتل العشرات من سكان منطقة جبل مون غرب دارفور
نهب وحرق 42 قرية من قرى الجبل ونزوح 22 ألف شخص عن ديارهم
تسببت الهجمات المتلاحقة التي تعرض لها سكان منطقة جبل مون غرب دارفور، خلال الأسابيع الأخيرة بمقتل العشرات ونزوح الآلاف، كما تم نهب وحرق أكثر من 42 قرية من قرى الجبل، واضطر سكانها للنزوح إلى مناطق أخرى، بحسب تقارير دولية.
واندلعت هذه الاشتباكات في 17 تشرين الثاني/نوفمبر في جبل مون بسبب خلافات جراء نهب إبل، قبل أن يتّسع نطاقها السبت الماضي إثر وقوع مشاجرة تطوّرت إلى معركة ضارية بالأسلحة الرشاشة في منطقة كرينك.
ووفقاً للأمم المتّحدة فقد أسفرت هذه الاشتباكات عن نزوح أكثر من 22 ألف شخص عن ديارهم، بينهم أكثر من 2000 لجأوا إلى تشاد المجاورة.
وتفيد المصادر المتعددة، بمقتل أكثر من 140 شخصاً في أحداث دامية شهدها إقليم دارفور وخصوصا منطقة جبل مون والتي تدور حولها العديد من الاساطير، فما قصة هذا الجبل؟
فضيحة استخباراتية
رغم أن تاريخ الحياة الحضرية في جبل مون يعود إلى أكثر من 700 عام، إلا أن الجبل اكتسب شهرته في العام 1985 عندما ارتبط اسمه بإحدى اهم المحاكمات السياسية في تاريخ السودان الحديث، إذ أظهرت وثائق الاتهام الموجهة ضد نائب الرئيس الراحل جعفر نميري؛ الذي حكم السودان من 1969 وحتى 1985.
وكان الجبل الواقع على بعد 50 كيلومترا إلى الشمال من عاصمة الولاية محور فضيحة استخباراتية بطلها مدير منظمة ألمانية حاول سرا استغلال اليورانيوم الضخم الموجود في الجبل تحت غطاء تقديم الإغاثة للسكان المحليين المتأثرين بالجماعة الطاحنة التي ضربت السكان المحليين والعديد من سكان القارة الإفريقية في ذلك الوقت.
الآن وبعد أكثر من 30 عاما، صبح الجبل محور صراع حول ثروة أخرى لا تقل قيمة عن اليورانيوم تتمثل في الكميات الضخمة من الذهب الذي تقدرها بعض الجهات المستقلة بأكثر من 50 طنا؛ وهو ما يفسر أحد أهم الأسباب التي تؤجج الحرب الطاحنة التي يعاني منها السكان المحليين في الوقت الحالي.
ويقول الباحث والأكاديمي حسن إمام، إن “سكان جبل مون يتميزون بتاريخ راسخ ويعتبرون من أوائل القوميات السكانية التي أسست نظاما مركزيا في العالم تعاقب على إدارته أكثر من 29 ملكا وحاكما محليا”. ويشير إمام إلى خطورة الوضع الحالي في المنطقة والذي أدى إلى زيادة معدلات النزوح.
ويشدد إمام على ضرورة أن تلتفت الحكومة المركزية إلى أمن المنطقة وأن تتدخل بشكل فاعل لإنقاذ حياة السكان المحليين من خلال إرسال قوات أمنية مهنية مدربة وليست لها أية نزعات قبلية أو إثAنية مضادة للسكان الأصليين.