أسئلة على موقف الولايات المتحدة من إخونجية مصر
واشنطن تترك الأصل وتدرج الفروع على لوائح الإرهاب
أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، الخميس الماضي، إدراج منظمة “أنصار بيت المقدس”، فرع تنظيم داعش في سيناء بمصر، و”حركة سواعد مصر” المعروفة باسم “حسم” على لوائح الإرهاب العالمي.
وشمل التصنيف أيضاً شخصيات مرتبطة بتنظيم “حسم” وهم كل من علاء السماحي مؤسس الحركة، مصري الجنسية ويتواجد في تركيا حالياً، وقيادي آخر في الحركة يدعى يحيى موسى ويقيم في تركيا أيضاً.
وهنا يبرز سؤال مهم وهو إذا كانت الحركة التابعة للتنظيم قد تم إدراجها ضمن قوائم الإرهاب فلماذا لم يتم بالتبعية إدراج المخطط والممول لها وهي حركة “الإخونجية” وتصنيفها كمنظمة إرهابية؟
منذ العام 2014، اتفقت قيادات الإخونجية الفارين إلى تركيا على إعادة إحياء العمل المسلح للجماعة داخل مصر، من خلال تشكيل تنظيم مسلح جديد يتخذ عدة مسميات مثل “سواعد مصر” و”لواء الثورة”، وانتقاء عناصره ممن تتوافر فيهم المقومات البدنية والنفسية من عناصر الحراك الثوري، وضمهم لمجموعات قتالية مسلحة وتدريبهم داخل وخارج مصر، وتكليفهم فيما بعد باستهداف مؤسسات ورموز الدولة لإضعاف النظام و إحداث فوضى أمينة.
وكشفت أجهزة الأمن المصرية معلومات تفيد بأن قيادات الجماعة المقيمين في تركيا، وهم يحيى السيد إبراهيم محمد موسى، مدرس بكلية الطب بجامعة الأزهر، ومحمود محمد فتحي بدر مهندس، وأحمد محمد عبدالرحمن، طبيب، وعلى السيد أحمد بطيخ، طبيب، وجمال حشمت عبدالحميد، طبيب، وقدري محمد فهمي محمود الشيخ، صيدلي، وصلاح الدين خالد صلاح الدين فطين، مهندس اتصالات. المذكورون اجتمعوا في إسطنبول، وقرروا تشكيل غرفة عمليات بالخارج للتنسيق مع قيادات من الجماعة الهاربين داخل مصر، ومنهم محمد محمد كمال الدين، طبيب من محافظة أسيوط ومسؤول اللجان النوعية داخل الجماعة، ومحمد رفيق إبراهيم مناع، صحافي من محافظة الإسكندرية، ومجدي مصلح شلش، مدرس بكلية الدراسات بجامعة الأزهر، وحمدي طه عبدالرحيم، عضو سابق بمجلس الشعب في عهد الإخوان، ومحمد فؤاد. واتفق الجميع على تنفيذ تكليف القيادات الكبيرة في الجماعة بتكوين جناح عسكري مسلح تحت اسم “حسم”.
وأفادت المعلومات أن قيادات التنظيم اتفقت على تولي عناصر من مخابرات النظام التركي تدريب عناصر الحركة قتاليا في معسكرات تدريبية بدولة السودان إبان وجود نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وذلك في معسكرات بأحياء بري وأزهري والرياض بالعاصمة الخرطوم، ومعسكرات أخرى في مدينة عطبرة. ويتولى مسؤوليتها القيادي بتنظيم الإخونجية طارق سيد أحمد عب دالوهاب فراج، فيما تبين أن عناصر الحركة تم تدريبهم على العمل الاستخباراتي في ماليزيا وتركيا. وتم الاتفاق على أن يتولى قيادة الحركة فعليا وميدانيا كل من يحيى السيد إبراهيم موسى، وأحمد محمد عبد الرحمن عبد الهادي، وعلاء علي علي السماحي.
وقد أكدت المعلومات اضطلاع قيادات الإخونجية باختيار العناصر التابعة للتنظيم ممن لديهم استعداد نفسي وبدني، وتجهيزهم لتنفيذ العمليات الإرهابية والاغتيالات.
ونفّذ التنظيم عدة عمليات في مصر منها اغتيال المستشار هشام بركات، النائب العام الأسبق، ومحاولة اغتيال الدكتور علي جمعة مفتي مصر السابق، ومحاولة الاغتيال الفاشلة للمستشار زكريا عبد العزيز عثمان، النائب العام المساعد، ومدير إدارة التفتيش القضائي بالنيابة العامة، والهجوم على كمين الشرطة بالعجيزي في المنوفية.
ويقول الباحث السياسي أحمد البكري إن تصنيف حركة “حسم” كمنظمة إرهابية في وقت يعلم الجميع فيه أنها أحد الأذرع العسكرية لتنظيم الإخونجية يستلزم بالتبعية إدراج التنظيم الإخونجي كمنظمة إرهابية.
ويضيف البكري، أنه منذ العام 2017 كانت هناك مناقشات في أميركا لإدراج “حسم” منظمة إرهابية، وصدر القرار بعد 4 سنوات، وهو ما يعني ضمنا أن الجماعة يجب أن تكون على قائمة الإرهاب وإدراجها وتصنيفها كمنظمة إرهابية في القريب العاجل، خاصة أن كل المعلومات تؤكد تبعية الحركة للإخوان.
ويضيف أن الإدارة الأميركية أدرجت الفروع على قائمة الإرهاب ومازال الأصل وهو تنظيم الإخونجية بعيدا عن التصنيف، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية المصرية نجحت في تفكيك “حسم” وأجهضت كل مخططاتها، وأصبحت الحركة غير متواجدة أو نشطة على الأرض منذ العام 2019، لكن مازال التنظيم الأم وهو الإخوان متواجدا، ومن الممكن أن يعيد إنتاج أذرعه المسلحة والعسكرية بمسميات جديدة بدلا من تلك المسميات المدرجة على قوائم الإرهاب.
وقال إنه القرار الأمثل الذي ينتظره الجميع هو إدراج الإخونجية كمنظمة إرهابية، فهم أصل البلاء، ومنبت كل منظمات العنف والظلام، ومنها تفرعت كل الحركات المسلحة.
واختتم بالقول إن قرار إدراج “حسم” منظمة إرهابية بلا قيمة، لأنه لا توجد فعليا على الأرض في مصر أو في العالم تواجد لحركة باسم “حسم”، بينما يوجد في العالم كله وفي مصر منظمة إرهابية تحمل السلاح وتنتج العنف تحصد الأرواح اسمها “جماعة الإخونجية”.