أنصار التيار الصدري يعتصمون في البرلمان العراقي
الكاظمي يدعو الكتل السياسية للحوار والابتعاد عن لغة التخوين
اقتحم متظاهرون من أنصار التيار الصدري، السبت، مقر البرلمان العراقي، احتجاجاً على مرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الحكومة، وأعلنوا الاعتصام المفتوح داخله، فيما دعا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الكتل السياسية للتحاور والتفاهم والابتعاد عن لغة “التخوين والإقصاء”.
ودخل أنصار زعيم التيار الصدري، في وقت سابق، إلى المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية للتظاهر، وقد اقتحم عدد كبير منهم مبنى البرلمان العراقي، كما رفع أنصار التيار الصدري شعارات تنديد بالإطار التنسيقي الموالي لإيران، فيما اتهم الأخير، التيار الصدري بالتصعيد ودعا أنصاره إلى مواجهته، مؤكدا أن “مؤسسات الدولة خط أحمر ونحذر من تجاوزه” .
وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي: “نمر بظرف حساس ولغة الحوار والتفاهم هي الحل.. المعضلة سياسية وحلها سياسي والحل ممكن عبر الحوار وتقديم التنازلات من أجل العراق”، داعيا الكتل السياسية للتحاور والتفاهم والابتعاد عن لغة “التخوين والإقصاء”.
وأكد الكاظمي في كلمة متلفزة أن حكومته “ستتحمل المسؤولية”، محذرا من استمرار “التشنج السياسي حتى لا تنفجر ألغام سعينا طوال العامين الماضيين”.
ودعت مواقع موالية للإطار التنسيقي إلى اقتحام المنطقة الخضراء، وقبيل ذلك دعا قيادي في التيار الصدري لاعتصام مفتوح داخل البرلمان، بينما وجّه رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، قوة حماية البرلمان العراقي بعدم التعرض للمتظاهرين.
التظاهر السلمي
كما تظاهر أنصار الصدر اليوم أمام مبنى ضيافة رئاسة الوزراء في المنطقة الخضراء ببغداد ومبنى المحكمة الاتحادية ومبنى مجلس القضاء الأعلى، بينما حض قيادي في التيار الصدري على التظاهر السلمي أمام مجلس القضاء.
وأفادت محلية، بانتشار أمني مكثف لفرقة القوات الخاصة داخل المنطقة الخضراء بالتزامن مع التظاهرات، فيما هناك تعليمات لقوات الأمن بعدم استخدام القوة ضد المتظاهرين من أنصار الصدر.
واستخدم الأمن خراطيم المياه والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لمحاولة منع المتظاهرين من اقتحام المنطقة الخضراء، بينما تم تسجيل حالات اختناق بين المحتجين. وقد أدت هذه المناوشات إلى سقوط 125 جريحاً من المتظاهرين ورجال الأمن.
وقد أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أنه أصدر تعليمات للأمن العراقي بحماية المتظاهرين، كما دعا المحتجين “إلى التزام السلمية في حراكهم” وإلى “عدم التصعيد”. وشدد على أنه من واجب الأمن حماية المؤسسات الرسمية.
من جهته، حمّل قيادي في تيار الصدر، الكتل السياسية، مسؤولية أي اعتداء على المتظاهرين، مؤكداً أن “القوات الأمنية العراقية تؤيد الإصلاح”.
ورفع غالبية المتظاهرين الأعلام العراقية، فيما حمل آخرون صوراً لمقتدى الصدر، مرددين شعارات مؤيدة له، فيما تجمّعوا على جسر يؤدي إلى المنطقة الخضراء التي تضم مؤسسات حكومية وسفارات أجنبية، جرى تحصينه بحواجز إسمنتية. وتسلّق المتظاهرون الحواجز الإسمنتية التي تمنع عبور الجسر، وفق المراسل، وردّدوا عبارة “كل الشعب ويّاك سيّد مقتدى”.
رفض السوداني
وجدد المتظاهرون كذلك رفضهم لاسم محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء، والذي رشّحه لهذا المنصب خصوم الصدر السياسيون في الإطار التنسيقي الذي يضم كتلاً شيعية أبرزها دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وكتلة الفتح الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالي لإيران.
وأفادت المصادر العراقية، بأن المتظاهرين من أنصار مقتدى الصدر يتوافدون على بغداد من محافظات أخرى، مضيفاً أن المتظاهرين عبروا حواجز الأمن في جسر الجمهورية، ووصلوا إلى المنطقة الخضراء من جهة بوابة وزارة التخطيط. وأضاف أنهم أزالوا الحواجز الإسمنتية التي وضعتها قوات الأمن في ساحة التحرير.
محاسبة الفاسدين
وأضاف أن المحتجين يطالبون بمحاسبة الفاسدين ويرفضون ترشيح “السوداني” لرئاسة الحكومة، مشيراً إلى أن هناك تعليمات من التيار الصدري لأنصاره بالتزام الأمن والانضباط خلال التظاهرات.
وقد أدت التظاهرات لإلغاء جلستين لمجلس النواب، الخميس الماضي واليوم.
وفي وقت سابق، أكدت مصادر أن تعزيزات كبيرة من قوات الجيش دخلت إلى العاصمة بغداد قبيل انطلاق التظاهرات مرتقبة. كما وجهت الداخلية العراقية قوات الشرطة بالمحافظات بتكثيف حراستها لمقر الأحزاب.
وكان العشرات من أنصار التيار الصدري قد تظاهروا أمام مكتب رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم وسط بغداد، احتجاجا على خطاب الحكيم بشأن التظاهرات الصدرية الأخيرة، واقتحام المنطقة الخضراء ومجلس النواب، واعتبارها تجاوزا للإطار القانوني.
هذا بالإضافة إلى دعوته ساسة البلاد إلى وقف ما وصفه بخطابات التأجيج والتأزيم.
التحلي بالحكمة
من جهته، قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في تغريدة على حسابه بـ”تويتر”: “في بداية شهر محرم الحرام نذكّر الجميع بقدسية الشهر، وندعو إلى التحلي بالحكمة مبتهلين إلى الله أن يديم علينا نعمة المحبة والاستقرار”.
بدوره، دعا رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي المواطنين العراقيين إلى ما أسماه بمنع انزلاق الأوضاع في العراق. وفي تغريدة على “تويتر”، قال الحلبوسي إن على الجميع تحمل المسؤولية تجاه البلاد للحفاظ على مصالح الشعب، مضيفاً أن من لايهتم لأمر العراقيين ليس منهم.
وقبل ذلك، ووسط إجراءات أمنية مشددة، توافد أنصار التيار الصدري إلى ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، استعدادا للتظاهرات المرتقبة اليوم، احتجاجا على ترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة.
من جهته، أكد رئيس اللجنة القانونية بالبرلمان العراقي محمد عنوز، عدم عقد جلسة للبرلمان اليوم السبت.
مرشح رئاسة الجمهورية
ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن رئيس اللجنة القانونية قوله، إن الأكراد لم يتفقوا بعد على تسمية مرشح لرئاسة الجمهورية.
وأضاف في تصريحه للوكالة أن هناك شللا أصاب جلسات مجلس النواب بسبب الوضع السياسي الراهن.
من جانبه، قال الرئيس العراقي برهم صالح إن أمام العراق استحقاقات وتحديات جسيمة لن تُواجه إلا بوحدة الصف.
صالح شدد على ضرورة العمل الجاد لتلبية متطلبات المواطنين وتطلعاتهم.
وكانت وسائل إعلام عراقية قد أفادت، مساء أمس الجمعة، أن قوات الأمن فتحت جميع الطرق المؤدية للمنطقة الخضراء في العاصمة بغداد بعد تظاهرات لأنصار التيار الصدري وأخرى للإطار التنسيقي.
ونقلت عن مصدر أمني قوله إن “القوات الأمنية فتحت جميع الطرق المؤدية إلى محيط المنطقة الخضراء (بوسط بغداد)”.