إخونجية تونس يستعدون لمناورة فوضى جديدة في البلاد
النشطاء يردون على دعوات النهضة "لقد نفذ رصيدكم"
تواصل حركة النهضة الإخونجية محاولاتها لتأليب الرأي العام ضد التدابير الاستثنائية التي قررها الرئيس التونسي قيس سعيد في 25 يوليو/تموز الماضي، حيث وجهت الحركة اليوم الإثنين دعوة جديدة للتظاهر في ذكرى سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي.
مناورة فوضى جديدة يطمح إخونجية تونس لفرضها على البلاد، وللتغطية على الزلزال السياسي الذي ضرب حركتهم الإخونجية وانكشاف حقيقتها، والجرائم التي مارسها قادتها ووضعتهم في قبضة القضاء.
فكلما زادت عزلتهم السياسية سعوا للضغط على الشعب التونسي لكسب التعاطف، بعد موجة استقالات وتوقيفات وتحقيقات واتهامات وجرائم تعيش على وقعها حركة النهضة منذ منتصف العام الماضي، وتجميد نشاطها ووقف عمل البرلمان ورفع الحصانة على النواب واعفاء رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي.
رفض شعبي لدعوات النهضة
النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ردوا على دعوات الإخونجية بالرفض، واعتبروا أن مثل هذه الدعوات تمثل إفلاسا سياسيا بعد أن نفذ رصيدهم في الشارع السياسي التونسي.
وبحسب مراقبين، أصبح الشعب التونسي يفقه جيدا ألاعيب هذه الحركة التي أرهقتهم طيلة العقد الماضي وتسببت في كوارث على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، كما أصبح التونسيون يدركون جيدا سياسة الإخونجية في تغيير جلدهم كالأفعى كلما زاد اختناقهم والسموم التي ينفثونها لمزيد من تعكير صفو البلاد.
ورغم ادراكها لإفلاسها الشعبي إلا أن حركة النهضة تكرر محاولاتها للعودة للوقوف من جديد على قدميها، لكن شعبيتها المترهلة تجعلها عاجزة عن الثبات.
من فشل لآخر
فقد فشل إخونجية تونس يوم 26 يوليو/تموز الماضي في اعتصامهم أمام مقر البرلمان، والذي أرادت من خلاله إعادة سيناريو اعتصام إخونجية مصر في منطقة رابعة بالقاهرة عام 2013، لكن مسانديها وأنصارها لم ينصتوا لها وفشل ذلك الاعتصام في مهده.
كما فشل اعتصام يوم 17 ديسمبر/كانون الأول، وسط شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية وتم تعليقه بعد مضي ليلة واحدة.
كما فشلت مظاهراتهم الشعبية المطالبة بإعادة عمل البرلمان وإعادتهم للحكم، حيث لم يستطيعوا تجميع سوى المئات بعد خلاصهم مسبقا وجلبهم عبر الحافلات وتوزيع مأكولات عليهم من أجل استقطابهم.
ورغم كل هذه المحاولات إلا أن حركة النهضة لم تتوان عن استغلال وضعية القيادي الإخونجي، نور الدين البحيري، الصادر ضده قرار بالإقامة الجبرية، لذلك حثت أنصارها وعملت على تجييش الشارع للخروج يوم 14 يناير/كانون الثاني كي تتمكن من التعبئة باستعمال الحافلات من كل الجهات.
أصبحت من الماضي
ويرى السياسي التونسي، عبد الستار المسعودي، أن “حركة النهضة الإخونجية انتهت وأصبحت من الماضي السياسي التونسي وفقدت كل قوتها”.
وتابع المسعودي، أن كل محاولات حركة النهضة للعودة ولبسط نفوذها من جديد باءت بالفشل لذلك فإن الاعتصامات والمظاهرات لن تكون لها نتيجة سياسية.
وأضاف أن تحركات الإخونجية السابقة كانت فاشلة حيث عجزت حركة النهضة عن تجميع التونسيين في صفها.
مربع المظلومية
بدوره، قال عبد المجيد العدواني، الناشط والمحلل السياسي، إن حركة النهضة عادت إلى مربع المظلومية والبكائيات الذي تجيد اللعب فيه كي تجلب التعاطف الشعبي وتعاطف المنظمات الحقوقية الدولية.
وتابع العدواني أن إخونجية تونس فقدوا جميع أسلحتهم وبقي لديهم سوى سلاح المظلومية وإثارة التعاطف دون جدوى وهذا دليل على إفلاسهم الشعبي.
وأضاف “إخونجية تونس لفظهم الشارع التونسي منذ يوم 25 يوليو حينما أقدموا على حرق مقر حركات النهضة في كل جهات البلاد للتعبير عن إرادتهم في التغيير وكنسهم من التاريخ السياسي التونسي”.
ويوم 25 يوليو/تموز 2021، جابت انتفاضة شعبية العاصمة وشملت جميع المحافظات للمطالبة بإسقاط المنظومة الحاكمة وحل البرلمان وإزاحة تنظيم الإخونجية من الحكم ووصلت الاحتجاجات لحرق مقرات النهضة، احتجاجا على عشر سنوات عجاف من حكمها، تلاها اجتماع أمني رسمي، ثم إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد تجميد سلطات البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه وإعفاء رئيس الوزراء هشام المشيشي من منصبه.