إسرائيل تستهدف الفلسطينيين الذين أجبرتهم على إخلاء منازلهم في غزة
عندما دعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين من سكان مدينة غزة ومحافظة الشمال للنزوح من منازلهم والذهاب إلى منطقة جنوبي وادي غزة، ظن الآلاف أنهم سيكونون في منأى عن العدوان والقصف، لكن الواقع كان عكس ذلك تماماً.
وقد رصدت 56 مجزرة بحق أسر وعائلات نزحت من غزة والشمال إلى وسط وجنوب القطاع، ولم يتمكن ذووهم من دفنهم في مسقط رأسهم، ودُفنوا جميعاً في مناطق استهدافهم لصعوبة نقل الشهداء واستحالة التجول في معظم مناطق القطاع.
في الأيام التي تلت الدعوات الإسرائيلية والقصف العنيف المدمر على منطقتي الشمال وغزة، نزح نحو 700 ألف فلسطيني إلى محافظتي وسط وجنوب قطاع غزة، وكانوا عرضة لاستهداف إسرائيلي مباشر وغير مباشر. ومعظم النازحين في المنطقتين إما هم سكان مناطق حدودية، أو بيوتهم تدمرت، أو من ضمن سكان الأحياء التي أحالها القصف الإسرائيلي إلى ركام ودمار.
ولا يزال كثيرون تحت الأنقاض في انتظار من ينتشل جثامينهم أو ينقذ من بقي منهم حياً إن وجدوا، وتقدر الجهات الرسمية والطبية أعداد المفقودين تحت الأنقاض بنحو 1200 شخص حتى الآن.
عائلة مراسل “الجزيرة” في غزة الصحافي وائل الدحدوح، التي كانت تسكن في جنوب مدينة غزة، نزحت إلى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وهي من المناطق التي حددها الاحتلال الاسرائيلي منطقةً آمنة، لكنها لم تسلم من القصف.
استشهد 13 شخصاً من عائلة الدحدوح في الغارة التي استهدفت منزل جيرانهم من آل عوض، ما يؤكد أن الفلسطينيين النازحين ليسوا في مأمن على الرغم من استجابتهم للتهديد الإسرائيلي ووقوع منازلهم في المناطق المهددة.
وفي منطقة قريبة، استشهد 8 من عائلة المقيد نزحوا إلى مخيم النصيرات من مخيم جباليا شمالي القطاع، ونحو 13 من عائلة الكرد نزحوا إلى مدينة دير البلح.
وقبل ذلك، استشهد 40 فلسطينياً في ضربتين جويتين استهدفتا النازحين وسط مخيم النصيرات بقصف لمطعم شعبي ومركز تجاري، وفي خان يونس، استُهدف مقهى فيه نازحون واستشهد في الغارة 18 منهم.
وقال رئيس المكتب الاعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، إن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف النازحين في أماكن نزوحهم التي يزعم أنها مناطق آمنة، وإنه “يكذب على العالم في دعايته هذه وللأسف العالم يصدقه”.
وأوضح سلامة معروف أن الاحتلال ارتكب 688 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية جميعاً منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، موضحاً أن عدد الشهداء في هذه المجازر وصل إلى ما يزيد عن 4800، ووصف هذه الجرائم بالمحرقة التي تستهدف الكل الفلسطيني، محذراً في الوقت نفسه من الغطاء الدولي الممنوح للاحتلال من أجل الاستمرار في جرائمه، وهو ما يشجعه على ارتكاب المزيد منها.