إسرائيل تشن عدوان عسكري واسع على شمال الضفة الغربية المحتلة
وتواصل قصف وحصار وقتل الفلسطينيين في قطاع غزة
شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، عدوان عسكري واسع على شمال الضفة الغربية المحتلة، هو الأكبر منذ الانتفاضة الثانية في عام 2000، إذ شملت مدن ومخيمات جنين وطولكرم ونور شمس والفارعة وطوباس، نتج عنه حتى الأن استشهاد عشرة فلسطينيين على الأقل حسبما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بالضفة.
وزعمت إسرائيل إن العملية تهدف إلى “القضاء على مجموعات مسلحة”، وأن الجيش يحاصر المستشفيات لضمان “عدم وصول الجرحى إليها”.
وذكر مسؤولون إسرائيليون لصحيفة “يديعوت أحرنوت” أن الجيش “سيقوم بتهجير مناطق سكانية إذا لزم الأمر، وذلك على غرار ما يجري في قطاع غزة”.
بدورها، قالت مصادر فلسطينية، إن مئات الجنود يشاركون في هذه العدوان بغطاء جوي، وأنهم قتلوا عدداً كبيراً من الشبان، فيما أوضحت السلطات الصحية الفلسطينية أن العدوان الإسرائيلي تسبب في استشهاد عشرة أشخاص على الأقل في جنين وطوباس بالضفة الغربية المحتلة.
حصار مستشفيات طولكرم
وذكرت مصادر محلية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أغلق المدخل الجنوبي “شارع جنين- نابلس” ونشر عدداً من القناصة، وأطلق الرصاص تجاه المركبات، كما قطع معظم الطرق الواصلة إلى مدينة جنين، وفرض حصاراً عليها.
وأوضحت المصادر، أن آليات جيش الاحتلال انتشرت في أحياء ومفارق مدينة طولكرم بالضفة، في شارع نابلس ودوار أكتابا وحي الرشيد في ضاحية ذنابة، وجبل النصر على مدخل مخيم نور شمس شرقاً”، مشيرة إلى “انتشار للمشاة والقناصة في الأحراش والمزارع المحيطة بالمخيم، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في سماء المنطقة على ارتفاع منخفض”.
كما حاصرت قوات إسرائيلية مستشفيات مدينة طولكرم بعد اقتحامها من محورها الغربي، إذ أوضحت الوكالة أن “آليات الاحتلال تمركزت في محيط مستشفيي الإسراء التخصصي في الحي الغربي، والشهيد ثابت ثابت الحكومي، وفرضت حصاراً عليهما، وأعاقت حركة تنقل مركبات الإسعاف، واحتجزت أحدها أمام المستشفى الحكومي، وقامت بتفتيشها”.
الأكبر منذ انتفاضة 2000
ويعتبر العدوان العسكري الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي تعد الأكبر منذ الانتفاضة الثانية عام 2000، حسب ما أعلنت تل أبيب.
ويستهدف العدوان، التي تشارك فيها فرقة عسكرية، مدن ومخيمات جنين وطولكرم ونور شمس والفارعة وطوباس وعسكر وبلاطة.
وأعلنت الأمم المتحدة، أن إسرائيل قتلت نحو 549 فلسطينياً في الضفة الغربية منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضي وحتى 12 أغسطس الجاري، بما في ذلك القدس المحتلة.
وكانت منظمة “السلام الآن” غير الحكومية الإسرائيلية، ذكرت في تقرير أن عدد المستوطنات العشوائية والطُرق الجديدة المقامة للمستوطنين قد ازداد “بشكل غير مسبوق” في الضفة الغربية المحتلة منذ بداية الحرب على غزة، مشيرة إلى أن تل أبيب أنشأت 9 “بؤر استيطانية” منذ ذلك الوقت.
ويعيش نحو 3 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، التي يسكنها أيضاً 490 ألف مستوطن يعيشون في مستوطنات على أراض فلسطينية، لكنها غير قانونية بموجب القانون الدولي.
في يونيو، أعلنت إسرائيل أنها ستقنن وضع خمسة مواقع في الضفة الغربية، وستنشئ 3 مستوطنات جديدة، وستسيطر على مساحات واسعة من الأراضي، يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقلة عليها، مما أجج الغضب الفلسطيني.
قطاع غزة
العدوان العسكري الإسرائيلي على الضفة الغربية جاء في ظل حرب الإبادة الجماعية التي تشنها تل أبيب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة لليوم 327.
وقد أسفرت غارات لطيران الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة في قطاع غزة عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى، وسط توغل بري مفاجئ استهدف منطقة قيزان النجار في مدينة خانيونس، جنوبي القطاع، ما دفع إلى موجة نزوح كبيرة بين المدنيين.
ويواصل جيش الاحتلال تضييق مناطق النزوح على المهجرين من منازلهم، خصوصاً في مناطق وسط وجنوب القطاع، عبر إصدار تعليمات بالإخلاء والتوغلات البرية والقصف المدفعي والجوي المستمر منذ اليوم الأول للحرب الدموية.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية الأربعاء، باستشهاد 13 فلسطينيا على الأقل بينهم أطفال، منذ فجر اليوم، بقصف وغارات إسرائيلية استهدفت مدينة خان يونس جنوبا ومخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وفي شمال غزة، انتشلت فرق الإنقاذ والأهالي، جثامين 4 فلسطينيين، بينهم أطفال وعدد من الإصابات عقب قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة زيادة وسط مخيم جباليا.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت في آخر إحصائية لها الثلاثاء، “بارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي إلى 40476 شهيدا و93647 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي”.