إسرائيل تشن غارات تدميرية على قطاع غزة والمقاومة ترد
تحذير من حرب شاملة ودعوات فلسطينية للانسحاب من اتفاق أوسلو
شنت إسرائيل صباح الأربعاء، سلسلة غارات عنيفة على قطاع غزة، استهدفت أبراج وشقق سكنية وبعض مقار للأجهزة الأمنية، وأسفرت عن تدمير المقر الرئيسي لشرطة الحركة.
وقبل ساعات، دمرت غارات إسرائيلية عدة مباني مكونة من عدة طوابق في غزة، في تجدد للقصف على القطاع، وفي المقابل أعلنت حركة حماس إطلاق نحو 200 صاروخ صوب مدن إسرائيلية، ردا على قصف الأبراج السكنية في غزة.
وكشف أحدث إحصاء لضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة وفق وزارة الصحة الفلسطينية، عن استشهاد 35 شخصا من بينهم 10 أطفال وامرأة، وإصابة 220 آخرين على الأقل.
مواجهات عنيفة في اللد وأحياء عربية داخل إسرائيل
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع بيني غانتس، اتفقا على إرسال كتائب تابعة لحرس الحدود من الضفة الغربية إلى مدينة اللد بشكل فوري. وتحدثت عن “مواجهات عنيفة في أحياء عربية ومختلطة في أنحاء إسرائيل”، لافتة إلى “إصابة شخص خلال تراشق بالحجارة في اللد”.
أعلن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، أمير أوحانا، الثلاثاء في تغريدة على تويتر أن مدينة اللد أصبحت تحت “حالة طوارئ خاصة”. وأضاف: “سنقوم بكل ما في وسعنا من أجل استعادة النظام والأمن في اللد وفي كل أرجاء البلاد”.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس قال في مؤتمر مشترك مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان أفيف كوخافي، قال إنه أمر بإرسال عناصر من أمن الحدود إلى المدينة.
حرب شاملة
وحذّر مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط تور وينسلاند، الثلاثاء، من أنّ العنف المتصاعد بين إسرائيل وحركة حماس المسيطرة على قطاع غزّة سيُفضي إلى “حرب شاملة”.
ودعا وينسلاند الطرفين إلى “وقف إطلاق النار فورا”، مضيفا “نحن نتّجه نحو حرب شاملة. يتعيّن على قادة جميع الأطراف تحمّل مسؤوليّة وقف التصعيد”.
وقال: “الحرب في غزة ستكون مدمرة والناس العاديون هم من سيدفعون الثمن”.
A tower has just been destroyed by occupation warplanes.[R] pic.twitter.com/0TbQQIQaFO
— TIMES OF GAZA (@Timesofgaza) May 11, 2021
الانسحاب من اتفاق أوسلو
اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، اليوم الثلاثاء، أن هناك تبلورا لميزان قوى جديد في المنطقة، ودعا السلطة الفلسطينية للانسحاب من اتفاق أوسلو وسحب اعترافها بإسرائيل.
وقال هنية، في كلمة متلفزة إن “هناك ميزان قوى جديد انطلق من مدينة القدس، ويأتي ذلك في سياق تطور المقاومة الشعبية في ساحات الأقصى ومقاومة الصواريخ في قطاع غزة”، داعيا “السلطة الفلسطينية إلى وقف التعاون الأمني مع الاحتلال، وإيقاف العمل باتفاقية أوسلو وسحب الاعتراف بدولة الاحتلال”.
وأضاف هنية إن الحراك الفلسطيني جاء على ثلاثة جبهات متوازية، جبهة القدس، جبهة غزة الملتهبة، التي تقف نيابة عن الشعب الفلسطيني في مواجهة هذه الغطرسة وكذلك جبهة الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.
اتصالات مع القادة
وكشفهنيه أنه “أجرى اتصالات مع العديد من القادة والمسؤولين في المنطقة منذ اندلعت الأحداث في القدس، وأكدنا لهم، أن رسالتنا واضحة، أننا لن نتراجع عن الدفاع عن القدس مهما كانت التضحيات، الذي أشعل النار في القدس والأقصى وامتد لهيبها إلى غزة هو الاحتلال، وهو المسؤول عن تداعيات ذلك”.
وحمل هنية الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التصعيد الذي يجري في قطاع غزة، مشيرا إلى أن حركة حماس تقوم بواجبها تجاه القدس، “فلا يمكن أن تبقى تئن تحت مشاريع الاحتلال ومخططاته” حسب تعبير إسماعيل هنية.
ليست سوى البداية
وتوعد وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس، مساء الثلاثاء، بأن الضربات الاسرائيلية على غزة “ليست سوى البداية”.
وصرح غانتس للتلفزيون قائلا: “لا يزال هناك كثير من الاهداف في دائرة الاستهداف، هذه ليست سوى البداية”.
وقال بعد مقتل ثلاثة اشخاص في اسرائيل، الثلاثاء، من صواريخ اطلقت من غزة: “ما من دولة ذات سيادة تقبل باستهداف سكانها، ونحن ايضا لا نقبل بذلك”.
مجلس الأمن
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة جديدة طارئة، الأربعاء، حول التصعيد الإسرائيلي في القدس وتبادل الهجمات بين إسرائيل وحماس، هي الثانية خلال 3 أيام، حسبما أعلنت مصادر دبلوماسية، الثلاثاء.
وتعقد هذه الجلسة الجديدة المغلقة بطلب تونس والنرويج والصين.
وانتهى الاثنين اجتماع أول عقد بطلب تونس، من دون صدور أي إعلان مشترك من المجلس، لأن الولايات المتحدة أحجمت “في هذه المرحلة” عن تبني مشروع بيان اقترحته النرويج.
ومشروع البيان الذي حصلت “فرانس برس” على نسخة منه، لا يدين العنف، بل يقترح أن يطالب مجلس الأمن “إسرائيل بوقف أنشطة الاستيطان والهدم والطرد” للفلسطينيين، “بما في ذلك في القدس الشرقية”.