إسرائيل تقصف قطاع غزة بأسلحة محرمة دولياً

وتقصف عشرات الأماكن في أنحاء متفرقة من القطاع

واصلت إسرائيل جرائم الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة لليوم 284 على التوالي، وشنت ضربات جوية مُكثفة على جنوب ووسط القطاع، الاثنين، إلى جانب قصف مدفعي على مخيمي البريج والمغازي، وقد استخدمت قوات الاحتلال في هجماتها أسلحة غير تقليدية ومحرمة دولياً وممنوعة من الاستخدام ضد البشر.

وقال مسؤولون من وزارة الصحة في غزة إن غارة إسرائيلية على منزل في مخيم المغازي حصدت أرواح 5 أشخاص، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إن قواته الجوية قصفت عشرات الأماكن في أنحاء قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط الكثير من الضحايا.

غارات إسرائيلية على تل الهوا والشيخ عجلين والصبرة

وقالت مصادر طبية، الاثنين، إن غارات إسرائيلية قتلت وأصابت العشرات على مختلف مناطق قطاع غزة، فيما لم تذكر المزيد من التفاصيل بشأن الضحايا.

وذكرت الوكالة أن المدفعية الإسرائيلية أطلقت قذائف عدة على أحياء تل الهوا، والشيخ عجلين، والصبرة في مدينة غزة، فيما أطلقت الطائرات المروحية النار صوب المدنيين في حي تل الهوا جنوب غربي المدينة.

وأضافت أن مسعفي “الهلال الأحمر” انتشلوا جثامين 5 أشخاص على الأقل، بينهم 3 أطفال جرّاء القصف الإسرائيلي في مخيم المغازي وسط قطاع غزة.

وفي مدينة رفح، أطلقت المدفعية الإسرائيلية قذائف عدة على المناطق الغربية من المدينة، بالتزامن مع إطلاق النار من الطيران المروحي.

أسلحة محرمة دولياً

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة ارتفاع أعداد الشهداء والمصابين الذين وصلوا إلى المستشفيات في قطاع غزة، خلال الـ48 ساعة الماضية، إلى 320 شهيدا ومصابا، لافتا إلى أنهم «وصلوا وأجسادهم محروقة حرقًا، نتيجة استخدام جيش الاحتلال  أسلحة محرمة دوليا».

وأضاف أنه «وفقا لتقديرات طبية، فإن الأسلحة التي يستخدمها جيش الاحتلال، وتتسبب بهذا النوع من الحروق من الدرجة الثالثة؛ هي صواريخ وقنابل يُطلَق عليها الأسلحة الحرارية أو الأسلحة الكيماوية، وهي أسلحة غير تقليدية ومحرمة دوليا وممنوعة من الاستخدام ضد البشر، وغالبيتها من صناعة أميركية».

وأشار إعلامي غزة إلى أن «هذه الأسلحة تعمل على تفاعل المواد الكيماوية مع الجلد، وتتسبب مباشرة بتآكلٍ كيمائي للأنسجة في أجساد الشهداء والمصابين، كما تتسبب بآلام شديدة وأضرار جسدية عميقة، مما يجعلها تتسبب بحروق قاتلة ومميتة خلال 27 ساعة أو أقل، وبالفعل فقدنا العديد من الشهداء بهذه الطريقة المأساوية».

وتابع البيان: «إننا ندين بأشد العبارات الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين وضد الأطفال والنساء، وندعو كل دول العالم إلى إدانة هذه الجرائم الحارقة ضد المدنيين وملاحقة الاحتلال ومحاكمته أمام المحاكم الدولية».

وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي بغزة «الإدارة الأميركية كامل المسؤولية القانونية والحقوقية عن إمداد الاحتلال بهذه الأنواع المتعددة من الأسلحة المحرمة دوليا».

كما حمّل المكتب الإعلامي «الاحتلال المسؤولية عن الجرائم والمجازر والمذابح التي يرتكبها المدنيين والنازحين».

وفي ختام بيانه، طالب إعلامي غزة «المجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية والأممية وكل دول العالم الحُر إلى ملاحقة الاحتلال، والضغط عليه لوقف حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيشه لقتل وتدمير شعبنا الفلسطيني».

مواصي خانيونس

في السياق ذاته، وبعد يومين من هجوم الاحتلال، الذي حول مواقع مكتظة بالنازحين في منطقة مواصي خانيونس بالقرب من ساحل البحر المتوسط، ​​إلى أرض متفحمة مليئة بالسيارات المحترقة والجثث المشوهة، قال ناجون من النازحين إنهم لا يعرفون إلى أين يمكنهم الذهاب.

وبحسب وكالة رويترز، قالت آية محمد، البالغة من العمر 30 عاما، وهي بائعة في سوق بالمواصي، عبر تطبيق للتراسل: «اللحظات اللي حسيت إنه الأرض بتنهز تحت رجلي والغبرة والرمل بيملوا الجو والسما وشفت جثث مقطعين أشلاء ما شفت مثلها في حياتي أبدا».

وأضافت: «وين نروح؟ هاد السؤال اللي كل الناس بيسألوه وما حدا عنده الإجابة عليه».

ولجأ إلى المواصي الواقعة على الأطراف الغربية لمدينة خان يونس مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين فروا إليها بعد أن أعلنها الاحتلال «منطقة آمنة»، قبل أن يستهدفها بالقصف العنيف.

وفي مسعى لتبرير مجزرته بحق النازحين، زعم جيش الاحتلال أن الهجوم استهدف محمد الضيف، الذي كان أحد مخططي هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول على مستوطنات غلاف غزة، في العملية التي أطلق عليها «طوفان الأقصى».

وزعم جيش الاحتلال إن هجومه كان على منطقة مفتوحة بها مبان عدة ومخازن، قائلاً أنها كانت مجمعا تديره حماس وليس مخيما.

ويقول مسؤولون فلسطينيون إن 90 شخصا على الأقل استشهدوا في هجوم يوم السبت، وإن المئات أصيبوا.

الكارثة الإنسانية

وعلى صعيد الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، أصدرت بلدية دير البلح، اليوم الإثنين، بيانا عاجلا، قالت فيه إنها لم تعد قادرة على تزويد 700 ألف شخص في المنطقة بمياه الشرب بعد نفاد الوقود.

وأضافت البلدية في بيانها: «ندعو جميع المواطنين إلى الحفاظ على ما تبقى لديهم في خزاناتهم الخاصة، ونؤكد على روح التعاون والمشاركة».

وعلى أطلال منزل عائلته في دير البلح، جلس وليد ثابت يتحدث عن غارة إسرائيلية في وقت سابق من اليوم الإثنين، أدت لمقتل عدد من أفراد عائلته بينما كان عمال الإنقاذ والجيران يواصلون البحث بين الأنقاض عن ناجين تحت المبنى المدمر.

وقال ثابت: «أمي مرة كبيرة قاعدة معاي فوق، نزلت ملهاش 5 دقايق طلعتها من تحت الردم، أختي طلعانها من تحت الردم وولاد أختي».

وأضاف: «يعني اللي ماتوا أمي وأختي وولاد أختي، أطفال.. واحد عمره سنتين ونص والتانيين والله أنا مش عارف إيش صار فيهم يعني، إن شاء الله ربنا ينجيهم».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى