إسرائيل تنفذ مجزرتين مروعتين بحق الفلسطينيين في مدينة غزة
قطاع غزة "يواجه كارثة صحية حقيقية بدأت بالأطفال وقد تنتهي بالكبار"
استشهد أكثر من 50 فلسطينياً وأصيب العشرات معظمهم من الأطفال والنساء، جراء مجزرتين وحشيتيين ارتكبتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في مخيم الشاطئ وحي التفاح بمدينة غزة، فيما حذر مدير مستشفى كمال عدوان من أن القطاع “يواجه كارثة صحية حقيقية بدأت بالأطفال وقد تنتهي بالكبار”.
وقال الدفاع المدني في غزة إن 19 فلسطينيا على الأقل استشهدوا في قصف استهدف منزلا سكنيا في حي التفاح شرقي مدينة غزة، وأصيب عدد آخر بجروح. كما استشهد 24 فلسطينيا وأصيب عدد آخر في غارات على منازل بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وذكرت طواقم الدفاع المدني بمحافظة غزة أن معظم الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إنّ الدمار الذي لحق بالمربع السكني الذي قصفه جيش الاحتلال في مخيم الشاطئ كبير جدا حيث تحولت الأبنية إلى رماد.
وأضاف أنّ طواقم الدفاع المدني تجد صعوبة في البحث عن أحياء أو شهداء بسبب فداحة الدمار بالمنطقة المستهدفة التي تكتظ بالسكان المدنيين.
في المقابل، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قصف بنايتين عسكريتين تابعتين لحركة حماس في غزة.
الإبادة المستمرة
وفي أول رد على المجزرة، قالت حركة “حماس” إن استهداف الاحتلال للمدنيين العزل في مخيم الشاطئ وحي التفاح واستهدافه خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خانيونس ورفح، إمعان في جريمة الإبادة المستمرة منذ أكثر من 8 أشهر، وتجاهل تام واستخفاف بكل القوانين والشرائع التي تجرّم استهداف المدنيين.
وأكدت “حماس”، في بيان، أن الاحتلال وقادته النازيين سيدفعون ثمن انتهاكاتهم بحق الشعب الفلسطيني.
كما شددت حماس على أن الجرائم الصهيونية تستدعي تحركا أكثر فاعلية من المجتمع الدولي لإجبار الاحتلال على وقف جرائمه وانتهاكاته.
وفي سياق متصل، قالت وزارة الصحة في غزة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت في الساعات الـ24 الماضية 3 مجازر أسفرت عن استشهاد 101 وإصابة 169 آخرين.
وبذلك ارتفعت حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 37 ألفا و551 شهيدا، فضلا عن إصابة 85 ألفا و911 بجروح منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
مجاعة في شمال غزة
وفي شمال القطاع، أعلن حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان ارتفاع عدد الأطفال الذين استشهدوا بالمستشفى جراء سوء التغذية والمجاعة إلى 4 خلال أسبوع واحد.
وقال أبو صفية، في مؤتمر صحفي عقده شمالي القطاع “فقدنا طفلا بقسم الحضانات خلال الساعات الأخيرة، وهو رابع طفل يستشهد بالمستشفى خلال الأسبوع الأخير بسبب سوء التغذية”.
وأضاف أن المستشفى شخّص خلال الأسبوعين الأخيرين إصابة أكثر من 250 طفلا بعلامات سوء التغذية، محذرا من أن قطاع غزة “يواجه كارثة صحية حقيقية بدأت بالأطفال وقد تنتهي بالكبار”.
ولفت إلى أن الولادات المبكرة، التي جرت في المستشفى خلال الفترة الأخيرة، حدثت بسبب سوء تغذية الأمهات.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية تنتهك القوانين الدولية، يعاني الفلسطينيون في غزة، وخاصة في مناطق الشمال، من شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء، وصلت إلى حد تسجيل وفيات جراء الجوع.
من جهته، أعلن المدير العام للصحة في محافظة غزة محمود حماد توقف محطة الأكسجين الوحيدة في محافظة غزة بسبب عدم إدخال الوقود.
وقال إن الوضع ينذر بكارثة إنسانية وتهديد عشرات أرواح المرضى بالموت المحتوم داخل المستشفيات.
وحذر حماد من توقف المرافق الصحية العاملة وتلف الأدوية النادرة في ثلاجات مخازن الصحة بسبب عدم وجود الوقود.
جنوب القطاع
وفي جنوب القطاع، قالت مصادر محلية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي نسف ودمر عددا من المنازل وسط وغرب مدينة رفح.
وأضافت المصادر أن جثامين عدد من الشهداء الذين ارتقوا جراء الغارات الإسرائيلية على مدينة رفح ما زالت ملقاة على الأرض لعدم تمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليها.
في غضون ذلك، تواصل قوات الاحتلال حصار الحي السعودي في رفح وتستهدفه بشكل دائم عبر غارات جوية وقصف مدفعي.
وأظهرت صور حجم الدمار والخراب داخل الحي السعودي الذي تمنع قوات الاحتلال سكانه وطواقم الإسعاف من الدخول إليه لانتشال جثامين الشهداء وإجلاء المصابين.
كما شهدت محاور التوغل الإسرائيلي في رفح جنوب القطاع وشرق مدينة غزة اشتباكات بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال.
واستشهد ما لا يقل عن 25 شخصًا وأصيب 50 آخرون في هجوم إسرائيلي استهدف مخيمات النازحين شمال رفح يوم الجمعة.
ووفق وزارة الصحة، فقد استهدف الجيش الإسرائيلي “خيام النازحين في منطقة المواصي” المحيطة بمقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها استهدفت الجنود الإسرائيليين المتمركزين عند البوابة الخارجية لمعبر رفح ومحيطها وحققت إصابات مباشرة.
وفي وسط القطاع، قال جيش الاحتلال إن قواته تواصل القتال وسط قطاع غزة وإنها قتلت عددا من المسلحين في المنطقة، كما قصفت ما وصفها بخلية مسلحة أطلقت صاروخا مضادا للطائرات على مروحية إسرائيلية في أجواء القطاع.
وأكد جيش الاحتلال أنه هاجم بطائرة مسيّرة موقعا قرب محور نتساريم جرى إطلاق قذائف صاروخية منه باتجاه القوات الإسرائيلية أمس الجمعة.
وأمس الجمعة، أعلنت كتائب القسام، أنها قتلت جنديين إسرائيليين وقصفت حشود الاحتلال جنوب جحر الديك، شرق المحافظة الوسطى بقذائف هاون من العيار الثقيل.
تنديد بقصف محيط مكتب الصليب الأحمر
وفي السياق، ندد الاتحاد الأوروبي، السبت، بالقصف الذي استهدف محيط مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، الجمعة، ما أودى بحياة 22 فلسطينياً وأصاب 45 على الأقل.
وطالب مسؤول السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد، جوزيب بوريل، في بيان على منصة “إكس”، بإجراء تحقيق مستقل في الواقعة ومحاسبة المسؤولين عنها، مشيراً إلى ضرورة حماية المدنيين طبقاً لاتفاقيات جنيف.
كانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نددت، الجمعة، بإطلاق قوات إسرائيلية النار بالقرب من مكتبها في غزة ما أدى إلى حدوث أضرار في البناية التي نصب مئات النازحين خيامهم بالقرب منها، وبينهم عاملون فلسطينيون بالمنظمة.