إعلام المحور التركي -القطري يواصل الهجوم على السعودية
تواصل المواقع الإخبارية الموالية للنظامين التركي والقطري، هجومها ضد المملكة السعودية من خلال التركيز على نقل التصريحات والمواقف التي تهاجم الرياض سواء ما تعلق بملف حقوق الإنسان، أو الحرب في اليمن، فضلا عن نقل تقارير من صحف غربية تسيء إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وتنشر المواقع المعروفة بارتباطها بالدوحة وأنقرة مواقف تقلل من خطوة الرياض الإفراج عن الناشطة لجين الهذلول معتبرة أن الأمر لم يكن عن طيب خاطر ولا ضمن أفق إصلاحات حقيقي، وأن الأمر لا يتجاوز مجرد خطوة ظرفية لتبديد غضب إدارة جو بايدن.
والطريف أن مواقع فضائحية تنسب نفسها لدول خليجية “معتدلة” معروفة بارتباطها بقطر نقلت التقارير التي نشرتها الصحف الموالية لقطر كما هي بصورها مما يعني أن الحملة منظمة ومقصودة وتحركت فجر ليلة الجمعة/السبت بعد أن صدر تصريح الإدارة الأميركية بأنها تتواصل مع السعودية ولكنها لا تخطط للتواصل مع الأمير محمد بن سلمان.
ونقلت مواقع وصحف موالية للدوحة وأخرى لأنقرة، الجمعة، بيانا لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” يقلل من فاعلية الإصلاحات السعودية الأخيرة المتعلقة بوقف تنفيذ الإعدام بشأن من ارتكبوا جرائم موجبة لذلك وهم قصّر.
وقال البيان إن “اعتماد قانون عقوبات سعودي يدعم الحقوق الأساسية سيشكل تحوّلا، لكن على السلطات عدم الانزلاق نحو حشوه بالتهم الجنائية الفضفاضة نفسها، التي تُستخدم لإسكات الانتقادات السلمية وتقييد الحقوق الأساسية”.
وأضاف “سيكون أحد اختبارات الإصلاح الجنائي الموعود الآن هو ما إذا كان سيدعم حقوق الأطفال المشاركين في الاحتجاجات ضد التمييز الحكومي، مثل علي النمر”.
وكالة الأناضول قالت: أن “السعودية تواجه انتقادات حقوقية مستمرة بسبب سجلها الحقوقي وخاصة في مجال تنفيذ أحكام الإعدام”.
كما نقلت الوكالة تصريحات لتوكل كرمان، القيادية الإخونجية المثيرة للجدل، تتهم السعودية والإمارات بـ”استهداف ثورة اليمنيين”.
وقالت كرمان إن “السعودية وإيران معاديتان لليمن من موقعين مختلفين، ولكنهما تلتقيان في تحقيق نفوذهما فوق خارطة ممزقة”.
كما حرّضت بعض المواقع على يوسف العتيبة، السفير الإماراتي في واشنطن، ونقلت تصريحات لعضو في الكونغرس يحكي عن أن العتيبة صرخ في وجهه بعد قرار إدارة بايدن تعليق الدعم الأميركي للحرب في اليمن. والهدف واضح، وهو التحريض على السفير الذي عرف بنشاطه الكبير في الولايات المتحدة خلال فترة المقاطعة ونجاحه في بناء علاقات متينة مع إدارة ترامب كما كان له دور في التحضير لمسار السلام الجديد في الشرق الأوسط والتقارب الخليجي مع إسرائيل.
ويرى مراقبون أن الهجمة المركزة ضد السعودية من وسائل إعلام مدعومة قطريا أو النظام التركي تحمل رسائل سياسية ضمنية تجاه الرياض، وأنه بدل الاستهداف المباشر، كما في الفترة التي سبقت المصالحة، تم توجيه الإعلام لخوض حملة مقنّعة تقوم على تكثيف نشر الأخبار والمواقف التي تمسّ من السعودية وتستهدف قيادتها.
ويشير المراقبون إلى أنه في الوقت الذي يتوارى فيه الموقف الرسمي خلف المصالحة والتهدئة، تولت وسائل إعلام بعينها شن هجمات على لسان مسؤولين أميركيين أو من خلال تقارير من صحف أميركية تستهدف السعودية، وهو ما يعني اصطفافا موضوعيا ضد الرياض في ظل الحملة الواسعة التي تستهدفها.
ولم يستبعد هؤلاء أن يكون هذا الهجوم موجها من جهات رسميا لا تريد أن تفوّت فرصة الضغط على السعودية واستهداف قيادتها التي قادت حملة الرباعي العربي المقاطع لقطر والمختلف مع سياسات تركيا خلال أكثر من ثلاث سنوات، وإعادة تحريك قضية خاشقجي التي لم تحقق من ورائها أنقرة أيّ مكاسب.